وفد اليمن في مؤتمر المناخ يبحث مع نائب وزير الصحة الاذربيجاني تعزيز أوجه التعاون المستشار العسكري للمبعوث الأممي يطلع على نشاط مشروع مسام بمأرب اللواء ثوابة: المليشيات الحوثية تهدم أي مبادرات لإنهاء الحرب وإحلال السلام قوات الجيش تفشل هجوم لميليشيا الحوثي على قطاع الكدحة غرب تعز الأغذية العالمي: نحتاج الى 16.9 مليار دولار لمعالجة أزمة الجوع العالمية "موديز" ترفع تصنيف السعودية الائتماني عند "aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة رئيس الامارات يبحث مع الرئيس الاندونيسي العلاقات بين البلدين وشراكتهما الاقتصادية فريق طبي يؤكد استقرار حالة جدري الماء في ميناء نشطون بالمهرة مأرب تحتفي باليوم العالمي للطفولة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 44,176 شهيدا و104,473 مصابا
فجور في الخصومة قطيعة تمتد لسنوات إن لم تكن إلى الأبد.. هذا حال السياسيين في بلدنا وبلدان العالم الثالث عامة الشطط في الرأي وأنا على حق والآخر على ضلال. هكذا أجواء تمتد من النخبة إلى الأسرة الواحدة.. تنافر سياسي على مائدة الغداء وفي المقيل وبين الأبناء فيما بعد. أسر حتى اللحظة لا تلتقي بسبب هذا الاختلاف السياسي “أنت مع هذا الحزب إذا لا علاقة لي بك”. عبارة سمعتها كثيرا من الابن لعمه ومن العم لابن أخيه ومن الأخ لأخيه. وهذا يرفض زواج هذا فقط لأنه يختلف معه في الحزب.. سنوات ظل العراك يشتعل بين أقارب فرقتهم الحزبية وراح هذا يخون ذاك وذاك يشيطن هذا رغم ما حدث من ثورة إلا أن العراك لازال مستمرا بين الأسر الواحدة.. لا يؤمن أحد بمبدأ الاعتراف بالآخر ومقولة “رأيك صواب تحمل الخطأ ورأيي (خطأ يحتمل الصواب” .. الجميع يتمترس وراء رأيه المطلق بغض النظر عن صوابه من خطئه يقول غالب السميعي- ناشط سياسي: الشباب يصل في واقعنا إلى خصومة شديدة وفجور في الخصومة أيضا ويضيف: “وهنا يحدث الميل عن الحقائق لدى طرف ما أو الاحتيال على تلك الحقائق”. ويشير إلى أن الخصومة السياسية حتى بين الأقارب هو ما يلاحظ اليوم في حياة هؤلاء. ويقول سامي الحميري- ناشط حقوقي: الكارثة تكمن في ضحالة وعي السياسيين وجهل قواعد الأحزاب والجماعات المتنافسة على السلطة”. ويعتقد السميعي أن مرد الفجور في الخصومة يعود إلى ثقافة المرء عندما يضعف مستوى الوعي وسوء الفهم وعدم الاعتراف بالآخر وبالنظر إلى المجتمعات المتقدمة سنرى مدى وعيهم الكبير الناتج عن التراكم المعرفي والسياسي والاجتماعي عند استطلاع رأي البعض في هذا الأمر تجد أن الإجابات جاءت متشابهة لدى الكثيرين منهم. هذا الشخص حزبي جدا لا يريد إلا نفسه هو الحقيقة دون غيره. سعيد سالم- طالب جامعي- يشتكي كثيرا من تمترس بعض أقاربه بأفكار الحزب باعتبارها مطلقة من ثم لا يؤمنون بالاختلاف. يقول سالم: “تعبت وأنا أحاول التقرب من أحد أقاربي لكنه يبتعد إما أن أكون في حزبه أو أبتعد عنه”. ويضيف: “لا يتقبل مني رأيا رغم أني لا أنتمي لحزب آخر”. قاطعت أسرة قريبا لهم حتى اللحظة لأنه ترك الحزب الذي كانوا ينتمون له جميعا.. حتى اليوم لا يلتقون لهذا السبب. يقول هذا الصديق: “بسبب انتمائي لحزب يكرهه أقاربي جاءت القطيعة”. الأغرب أن الصديق الذي كان ينتقد ذلك بشدة مارس القطيعة مع أخ له لرفضه الدخول في الحزب الذي ينتمي إليه. قطيعة في الأسرة الواحدة مردها الأساسي الحزبية.. إما أن تكون معي أو ضدي.. يالها من إساءة للذات حين تمارس الظلم على أساس سياسي بحت. يقول الحميري: “نختلف في الرؤى وفي وجهات النظر لكن بدون إخضاع هذا الاختلاف للخصام والقطيعة”. ويضيف: “الصراع السياسي المتأجج والاحتقان هو الذي يؤدي إلى الاحتراب”. ويقول السميعي: “المجتمعات العربية الإسلامية تعاني كثيرا من عدم الاستقرار وهشاشة في التنمية والسبب هنا هو عدم الاعتراف بالآخر والبعد عن العمل بقيم التسامح”. كان أغلب الاعتقاد أن انعدام الوعي يكمن بين القواعد الحزبية فقط ولا يتعدى ذلك على الأقل لقيادات الوسطية في الأحزاب غير أن المشاهد في الأوساط السياسية أنه تعدى إلى القيادات الحزبية وليس إلى القيادات الوسطية وحسب. يقول الحميري: “متى ما أدركنا أن السياسة فن الممكن فإننا حينها ستجمعنا روابط وثوابت لا تفرقنا بل تشعل المنافسة بدلا عن الصراع”. نعم مبدأ الاعتراف بالآخر هو أساس التعايش بين الأديان وأساس التعايش بين المذاهب وأساس التعايش بين الأحزاب.. مبدأ الاعتراف بآراء الآخرين هو المنحى السليم لخروج المجتمعات المختلفة من الخندق المغلق إلى رحاب الديمقراطية الحقيقية وهذا يتطلب برأي الكثير من المفكرين غرس الوعي القائم على الاحترام وتقبل فكرة الآخر أيا كانت وليس العمل بها بالضرورة بين الأجيال ابتداء من الأسر والمؤسسات التعليمية تاليا.