الرئيسية - الدين والحياة - التجديد الفقهي ..ضرورة تفرض نفسها
التجديد الفقهي ..ضرورة تفرض نفسها
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

ابن بيه: بعض الدعاة لا يفرقون بين دائرة الإيمان ودائرة التطبيق في أحكام الشريعة في خضم التحديات الفكرية والحضارية التي تعيشها أمتنا وماتعانيه مجتمعاتنا من اختلالات وتناقضات بين تراثها الفقهي وواقعها الحياتي برزت الكثير من الدعوات لإحداث ثورة فقهية للتجديد ومعالجة تلك التناقضات .. وفي هذا الإطار قام العلامة عبدالله ابن بيه بإخراج كتابه الأخير «إثارات تجديدية» أصول الفقه ..والذي حاول فيه إبراز أهم الموضوعات والعناوين التي تحتاج إلى إعادة نظر في هذا العلم الذي هو بمثابة الأرضية التي تنطلق منها أحكام الفقه الإسلامي في كل مجالات الحياة سواء منها ما تعلق بالأفراد أو الأمم.. وفي موقعه على شبكة الإنترنت يوضح الشيخ ابن بيه بعض الأفكار المهمة التي وردت في الكتاب خاصة في ما يتعلق بتطبيق أحكام الشريعة التي ينادي بها كثيرون وكيفية التعامل مع المواثيق الدولية التي أصبحت تؤثر في تشريعاتنا المحلية : وليد المشيرعي

فعن دعوته إلى التجديد في أصول الفقه وهل تبلورت إلى مشروع أو تيار أم ما زالت صرخات فردية يقول بن بيه : لست وحدي ولست بمفردي بالتأكيد إذا كتبت فأنا أكتب رأيي الشخصي لكن هناك دعوات لتجديد أصول الفقه وهناك مشروعات أيضا وبالتالي فالأمر ليس هما خاصا عندي وإنما أيضا عند نخبة من العلماء والأساتذة هذا أولا. ثانيا بالنسبة للمشروع.. هل وصل¿ أعتقد أننا بعد التأصيل بحاجة إلى توصيل فالتوصيل إلى نخبة عريضة تبشر بمشروع منضبط ومؤصل ما زالت أمامنا فيه مراحل للوصول إلى ذلك. فالوعي بتجديد أصول الفقه ونتائجه يتوخاها الباحثون في هذا العصر وأهم هذه النتائج هو استنباط الأحكام ومواجهة الواقع الذي يتطور من الذرة إلى المجرة واستنباط الأحكام وانضباطها هي مهمة التجديد مازلنا إلى الآن ومازالت لدى بعض النخبة حسب معرفتي بها تصورات جيدة يكمل بعضها بعضا قد لا تكون متطابقة حذو النعل بالنعل لكن بينها أوجه تشابه وأوجه تباين إلى حد ما فهذا هو الوضع الحالي كما أراه .

معارضات ويضيف متطرقا إلى احتمال معارضة بعض العلماء لفكرة التجديد الفقهي : لا أحسب أن مسألة التجديد تلقى معارضة كفكرة لكن كآليات ثم نتائج هناك ربما بعض التردد أحيانا وبعض الامتعاض أحيانا أخرى خاصة فيما يتعلق بنتائج أو ميادين معينة.. بمعنى أن التجديد الذي من شأنه أن يولد المفاهيم أولا والأحكام ثانيا يلقى صعوبات وعقبات فهو من شأنه أن يجيب عن أسئلة تتعلق بالسياسة الشرعية وبالأوضاع الاجتماعية والعلاقات الدولية وبعض القضايا الاقتصادية والاكتشافات العلمية فمن يريد أن يطبق التجديد لا بد أن يطبقها على هذه المجالات ليستنبط الأحكام الملائمة للواقع من خلال آليات مجربة وبعيون مستبصرة.. وهذه الآليات ليست إلا آليات أصول الفقه مثل الاستصلاح والاستحسان والذرائع سدا وفتحا والاستصحاب والقياس..وهذه كلها تلقى صعوبات مما جعلنا نتساءل عن الواقع الذي يحتاج إلى بيان وتأثير الواقع في الأحكام الذي يحتاج إلى برهان وأيضا آليات انطباق الأحكام على الواقع التي تحتاج إلى عنوان ونحن سميناها في الكتاب الذي بين يديكم «تحقيق المناط». وهذه أنواع الاجتهاد الثلاثة التي رشحناها لتكون بؤرة التجديد وأساسه . علم الهيرمينوطيقيا وحول دعوته إلى إدخال ما توصلت إليه المعرفة في جانب اللسانيات والهيرمينوطيقيا -علم تفسير النصوص الدينية- وإمكانية أن يفتح هذا الباب المجال لتأويلات النصوص على غير مراد الشارع منها خاصة وأن النصوص الدينية التي تدرسها هذه العلوم غير النص الديني الثابت والمطلق يقول العلامة بن بيه: هذه الدعوة إلى توسيع مجال الفهم والإدراك والوعي بذل علماؤنا الأوائل جهودا فيها ويكفيك أن نراجع ما كتبوه حول البلاغة بمعنى أن اللغة العربية بليغة ثرية يجب أن نحاول الوصول إلى أعماقها.. والقرآن والسنة لغتهما عربية وإعجاز القرآن هو إعجاز لغوي أي الإيجاز والبلاغة في تعبيراته وجمالياته ولكي نصل إلى ذلك ونستفيد من ذلك علينا أن نستكشف ما توصلت إليه البشرية دون أن نكون أسرى للثقافة الأخرى فالعيون يجب أن تكون مفتحة وأن تكون هناك القدرة على الاستيعاب والإضافة والاستفادة وللحوار الفكري أيضا أخذ وعطاء علينا أن نلقي نظرة ونحن فوق ربوة لا من سفح جبل بهذه النظرة الاستعلائية وليست الاستكبارية- وهناك فرق بين الاستعلاء والاستكبار- يمكن أن نتعامل دون أن نفرط بشيء من تراثنا أو أن نخرج عن الجادة.