الرئيسية - عربي ودولي - خيار الإبراهيمي
خيار الإبراهيمي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

ما بين إقرار المبعوث الأممي في شأن الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي: أن الجولتين الأوليين من محادثات السلام السورية لم تحرزا أي تقدم يذكر وبين إعلان أن وفد الحكومة ووفد المعارضة السوريين اتفقا على جدول أعمال الجولة الثالثة دون تحديد موعد لها وأبرز نقاط الجدول حسب الإبراهيمي: العنف والإرهاب وتشكيل هيئة حكم انتقالية والمؤسسات الوطنية والمصالحة الوطنية.. خرج مؤتمر جنيف2 من دائرة متابعة مجرياته إلى فضاء التساؤلات عن مستقبله وعن مصير مهمة الإبراهيمي نفسه. في شأن هذه الاخيرة بدا الإبراهيمي في مؤتمره الصحفي ختام الجولة الثانية وكما لو أنه حسم أمره الخروج من دوامة المفاوضات على المفاوضات التي أفضت إلى استهلاك الوقت دون الوصول إلى نتائج وهذا بدا واضحا من خلال تقديمه الاعتذار للشعب السوري: لأن الجولتين الأوليين لم تحققا أي نتيجة تذكر حسب تعبيره. الإبراهيمي باعتذاره للشعب السوري كما لو أنه أراد إيصال رسالته من أن جهوده مع الأطراف الإقليمية والدولية وأوساط سورية أثمرت الوصول إلى هذه المحطة السياسية لحل الأزمة السورية ولكن طرفي المعادلة التفاوضية لم يجعلا من هذه المحطة انطلاقا بقي الطرفان يستجران الخلافات لا يواجهان المسؤولية وهو بهذا كمن أراد أن يخلي عن نفسه المسؤولية عن الفشل في جولتي المفاوضات الأولى والثانية. ومجرد أن يكون الإبراهيمي أعلن عن جدول أعمال الجولة الثالثة ولكن لم يحدد موعدها فإن هذا يحتمل تفسيرا واحدا هو أن الإبراهيمي أراد تسجيل نقاط في الأبرز أن بذل جهوده لانعقاد جنيف 2 وهذا تحقق بما هو عليه وأنه حاول إيصال المحادثات إلى نتائج ولكنه لم يوفق والأهم أنه أبقى جنيف مفتوحا بالإعلان عن الجولة الثالثة لكن مستقبل دوره سجله في قضيتين الأولى كما قال أنه يتعين على الطرفين التفكير في المسؤوليات على عاتقهما والثانية إعرابه عن أمله أن يدفع ذلك وفد الحكومة السورية على الأخص إلى التأكيد على أنه عندما يتحدث عن تنفيذ إعلان جنيف واحد فهو يعني أن الهدف الرئيسي سيكون تشكيل هيئة حكم انتقالية تتمتع بقوة تنفيذية كاملة. وهذا الإعلان كانت له ردود فعل انتقادية وبخاصة روسية طالبت الإبراهيمي بعدم التحيز لطرف والتعامل بحيادية وتوافقت مع روسيا والصين في شأن هذه القضية. من مجمل هذا المشهد يمكن القول أن الدورة الثالثة لـ جنيف 2 إذا ما انعقدت لن تكون كسابقاتها في النتيجة فهي إما تفتح نافذة في اتجاه التقدم لحل الأزمة وإما يكون هناك جنيف في طبعة 3 وبسبب التدويل والتعقيد بهذه الأزمة قد يكون خروج الإبراهيمي خيارا موفقا لأن الخلافات الروسية الأميركية في شأن الفشل سيكون التعامل معها بدون توازن دقيق له نتائج وخيمة ولا بد أن يكون هناك أيضا ضحية.