الحكومة تدين بأشد العبارات التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن اليمني
الإرياني: مليشيات الحوثي حولت موانئ الحديدة إلى "حصالة حرب" تمول بها آلة القتل والإرهاب البحري
دويد: ضبط المقاومة الوطنية لشحنة الاسلحة يكشف حجم الدعم الايراني لوكلائها
رئيس مجلس القيادة يعزي النائب المعمري بوفاة شقيقه
تعزيزات عسكرية لتأمين المديريات الصحراوية شرق حضرموت
الصحة: تطعيم أكثر من 1.3 مليون طفل دون سن الخامسة
وزير الداخلية يطلع على الأوضاع الأمنية في محافظة أبين
وزارة الصحة تستعد لإطلاق الجولة الثانية من حملة تعزيز صحة الأم والوليد
الرئيس العليمي يعزي الرئيس العراقي بضحايا حريق مركز الكوت التجاري
الكوليرا تحصد أرواح اليمنيين وتعتيم إعلامي للميليشيا بشأن تفشي الوباء*

كانت أوكرانيا إلى ما قبل انفصالها عن جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا بوصفها حالة سياسية بالنظر لتقديرات الجغرافيا السياسية جزءا لا يتجزأ عن ذلك الاتحاد الذي انهار سياسيا واقتصاديا وعسكريا وانفصلت بموجب ذلك الانهيار أوكرانيا في 24 ديسمبر 1991م ومن ذلك الحين وحتى اللحظة الراهنة ظلت عرضة لتجاذبات السياسة الدولية وأصبحت تتنافس عليها ثلاث قوى بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
ومما لا شك فيه أن التصعيد الجاري حاليا في المشهد السياسي الأوكراني يرجع إلى الصراع بين دول الاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية كقوة صاعدة في مناطق النزاعات المختلفة حيث عملت السياستان الأوروبية والأميركية بحسب مراقبين على إثارة النزاعات الداخلية في سياق صراع تلك السياستين مع روسيا لجعل أوكرانيا بواعث صراع أساسية لمواجهة أي تطلعات مشروعة لموسكو في ذلك البلد.
حيث برزت التداعيات السلبية داخل أوكرانيا وما تخللها من أعمال عنف سياسية كانت قد بدأت في 31 نوفمبر من العام الماضي عندما أنسحب الرئيس يانوكوفيتش من التوقيع على اتفاق شراكة مع الدول الأوروبية على حساب روسيا وأدى ذلك إلى إستياء وتذمر من قبل الأوروبيين والولايات المتحدة الأميركية وقد انعكس بشكل سلبي على الشأن الداخلي لأوكرانيا وأخذ التوتر منحى للتصعيد المتبادل بين الدول الغربية بصفة عامة وروسيا الاتحادية على وجه التحديد.
وهو ما يعني أن الاحتقانات السياسية وما ترافقت معها من اضطرابات داخلية في أوكرانيا أدت إلى إسقاط الرئيس يانوكوفيتش ترجع كما أشرنا بدرجة أساسية إلى الخلافات الجارية بين القوى الغربية وروسيا تحديدا حيث يسعى الأوروبيون إلى تشكيل نظام سياسي جديد يدخل في شراكة سياسية واقتصادية مع مجموعة دول الاتحاد الأوروبي ضمن اتفاقيات محددة لضم أوكرانيا إلى ذلك الاتحاد وتؤيد واشنطن ذلك التوجه وتعمل على دعمه في سياق التحالف الأوروبي الأميركي بينما موسكو ترى خلافا لذلك حيث تعتبر أوكرانيا بالنسبة لها دولة صديقة وشقيقة في آن واحد كونها ضمن المجال الحيوي الاستراتيجي للسياسية الخارجية لروسيا وتسعى من خلال ذلك إلى تطوير علاقاتها السياسية والاقتصادية ضمن تحالف أوسع وأشمل تريد من خلاله موسكو إلى بناء تجمع دولي للدول التي كانت تشكل المعسكر الشرقي على غرار ما تتطلع إليه روسيا بالظرف الراهن من استكمال إنشاء الاتحاد الجمركي كرابطة اقتصادية خاصة بتلك الدول مع موسكو وهو ما تعارضه السياستان الأوروبية والأميركية لما من شأنه كبح جماح التطلع الروسي لذلك سيستمر الصراع قائما لأن فكرة موالاة أوكرانيا للغرب أو الولايات المتحدة الأميركية بحسب مراقبين هي فكرة ضد الجغرافيا وضد التاريخ.