الرئيسية - الدين والحياة - مواقع التواصل الاجتماعي.. مربع للحوار أم حلبة للصراع وتأجيج الفتن¿
مواقع التواصل الاجتماعي.. مربع للحوار أم حلبة للصراع وتأجيج الفتن¿
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

> علماء ودعاة : قيم الدين الصحيحة حصن لمواجهة الثقافات المهزوزة في العالم الافتراضي

كشفت دراسة حديثة أن عدد اليمنيين المستخدمين والمشتركين في أفضل خمس شبكات تواصل وإعلام اجتماعي عالمية (فيس بوك تويتر يوتيوب جوجل بلس لينكدين) بلغ قرابة مليون و171ألف و95 مستخدماٍ ومشتركاٍ لتسجل اليمن الرقم 105 في قائمة الترتيب لجميع إحصائيات شبكات التواصل الاجتماعي المتعلقة بالدول ويعتبر الرقم كبيراٍ مقارنة بالأعوام السابقة , غير أن تلك المواقع تحول أغلبها من أداة بناء ودوائر لتقريب وجهات النظر وتجسيد معاني الوحدة إلى معول صراع واقتتال وهدم للقيم وطمس للهوية العربية الإسلامية ,, نتابع

للأسف قد يصل تأثير مواقع التواصل الاجتماعي إلى درجة الإدمان بمراحله عند البعض ليصبحوا رهيني ثقافتها والتي تأتي مخلوطة بالحابل والنابل ففيها ما يسر وينفع وفيها ما يحزن ويدمر… هكذا استهل الناشط والداعية عبدالله ابراهيم حديثه حول مواقع التواصل الاجتماعي. ومضى يقول : نعم لقد فتحت عوالم التقنية بمصراعيها وخاصة الشباب الذين يمثلون النسبة الكبيرة في الارتياد والاشتراك بهذه المواقع فإلى جانب ما يفيده ويجلبه من تقريب وجهات النظر والاستفادة من رجال الثقافة والدين ونقل المعلومات وتبادل الأفكار ونقل رسالة هادفة ولكن الخوف أن يصبح هذا العالم المفتوح بمصراعيه بوابة للغزو الثقافي وطمس الهوية العربية الإسلامية خاصة من قبل أولئك الذين لا يمتلكون رصيداٍ مرجعياٍ ثقافياٍ عميقاٍ وزاداٍ توعوياٍ حصيناٍ يحميهم من الانجرار وراء الثقافات الوهمية الافتراضية ويدفعهم نحو العزلة إلى واقع خيالي بحت. منابر التشهير وأما صلاح الحيمي فقد حوى مجمل حديثه نصيحة إلى أكثر الفئات استعمالا واشتراكا بمواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها الفيس بوك إلا وهم الشباب قائلاٍ: كل منا له مجموعته في الفيس بوك وله تكتله الحزبي وانتماؤه السياسي فهذه حريات تكفلها كل القوانين والأعراف ولكن ألا نتخذ ذلك منبرا لإقصاء الآخر وألا نسهم في خلق صراع مبني على الظنون وهوى النفس والانتماء والتدليس أو عرض منشور تهدف إلى الشحناء والتشهير والبغضاء أو الانجراف وراء الأخبار الإعلامية الخالية من الموضوعية والحيادية والمنهجية ومحاولة فلفلتها وقلقلتها بالبراهين والأدلة الكاذبة تجاه أي طرف كان حتى لا نسهم في خلق مجتمع مهزوز البنى مترامي الأطراف منفصل الأفكار متحجر الرؤى يؤمن بالعنف والصراع والاقتتال والتمزق والتعصب والشتات بل لا بد أن تكون منشوراتنا حمامة سلام وغصن زيتون لكل من قرأها. العزلة “مواقع التواصل الاجتماعي” من يلمح هذا العنوان فقط يخال إليه أن مرتاديه هم أناس اجتماعيون بطبعهم فاعلون في بيئتهم وعلاقاتهم الاجتماعية والواقع عكس ذلك خاصة من قبل أولئك الذين صاروا مدمنين على الفيس بوك لعشرات الساعات في اليوم حيث تبين أثر ذلك في حبهم للعزلة والوحدة لديهم ضعف في الروابط الأسرية والاجتماعية قليلو الاختلاط مع محيطهم بعد أن أنشأوا محيطا افتراضيا على هذا الموقع وأهدروا طاقاتهم وتفكيرهم وأوقاتهم في تلك العوالم والمواقع وما تأتي به من شلال المعلومات والثقافات والAأفكار الدخيلة وغيرها.. هكذا استهلت الدكتورة منال هزاع – أخصائية علم نفس حديثها.

الهوية مضيفة: ومرحلة الإدمان لهذه المواقع متنوعة التأثير على حسب مستخدميها وحاجاتهم إلى ذلك وتعتمد على حسب المرجعية الثقافية والمعلوماتية والسن والمركز الاجتماعي وغير ذلك إلا أن التأثير لابد أن يشمل الجميع خاصة مع انتشار لغة الفيس بوك الجديدة بين أوساط الشباب التي تهدد لغتهم العربية الفصحى فمثلا حرف ال ع يكتب برقم 3 باللغة الانجليزية والهمزة تستبدل بالرقم 2 باللغة الانجليزية وظهور مصطلحات غريبة اكشنها .. كنسلها.. وغير ذلك من الدخائل التي قد تسهم في إنشاء جيل مهزوز الثقة والشخصية مستبعد الأفكار والتصرف وتتلاشى مواهبه وهواياته وتضعف روابط بعضه بعض مسيرا لا مسيطرا إلا إذا تعاملنا مع هذه المواقع بحرص وعناية وهدف محدد وإيصال رسالة هادفة لا مجرد التسلية والتعارف وقضاء وقت فراغ ومراقبة الآخرين فإن ذلك أقرب إلى هوة السقوط والضياع. ثقافة التسامح أما العلامة إبراهيم العلفي فقد بين من جهته النعمة العظيمة لهذه التقنيات الحديثة التي تتمتع بها البشرية قائلاٍ: لو سْخرت هذه المواقع في نشر ثقافة الحب والحوار والتسامح بين الأطراف المتنازعة والفئات المتناحرة والأحزاب المتصارعة وفي سبيل الدعوة إلى الله ونشر ثقافة وتعاليم الإسلام إلى الأمم الأخرى وتعزيزها بين أبناء المجتمع الواحد وجعلها برامج توعية وبناء وتدريب وتأهيل لكانت سلاحا معرفيا بناء بيد كل مسلم ومع أن هناك الكثير من يقوم بذلك وبالمقابل هناك الكثير من يعمل عكس ذلك تماماٍ. مواطن الشبهات مضيفاٍ: هذه المواقع لا تخلو من الفتن والاستهتار من قبل بعض الشباب والفتيات من أنواع التعارف بين الجنسين والتي تبدأ بطلب صداقة ثم معرفة الخصوصيات وأرقام الهواتف وقد ينشر البعض تفاصيل حياته وصوره وصور عائلته وهذا قد يْوقع الإنسان في مشاكل ومآزق خاصة من قبل ضعاف النفوس فما بالكم ببعض الفتيات التي تنشر ذلك قد تكون بحسن نية ولا تدري بأن أولئك الذين لا يمكلون ولاءٍ ولا ذمة ولا حياء يستغلون ذلك لمآربهم الشخصية الماجنة ومن هنا لا بد أن يجنب الإنسان نفسه من مواضع الشبهات والفتن ويحتفظ بخصوصياته فأرباب الخير موجودون وكذلك أرباب الشر موجودون وبكثرة. متابعاٍ حديثه: وليتذكر كل من دخل هذه المواقع حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) وقوله تعالى (ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا). فأملئ صفحتك لما ينفع الناس والبشرية وإياك إياك من نشر ما يثير الفوضى والفتن والنزاعات والصراعات والصور الإباحية لأن من يتعدى على محارم الله فقد باء بغضبه وسخطه وكل من يْعجب بتلك المنشورات فهو مشارك في إيقاد الضلالات وله وزر كل من تبعه ويحمل أثقالهم وبئس القرار. ذو حدين يوافقه في ذلك الناشط والداعية بلال الآنسي مشبهاٍ مواقع التواصل الاجتماعي بأنها سلاح ذو حدين إما وسيلة للبناء المجتمعي والإنساني أو معول هدم وتأجيج وضياع الهوية العربية الإسلامية تعتمد على درجة وعي وثقافة الفرد في التعامل مع الأفكار والمواقف والآراء المتعددة لمختلف التوجهات والانتماءات وردود الأفعال المتباينة للقضايا الوطنية الشائكة التي تطرح باستمرار على صفحات الفيس بوك بأن يكون تفاعلا يلم الصف ويخدم المرحلة الانتقالية للوطن ويساهم في تقريب وتعزيز روح الحوار المتسم بالتسامح والتقبل واحترام الحقوق والحريات. وقتك أمانة فيما ذهبت الداعية إيمان النجدي – جامعة القرآن الكريم وعلومه بالحديث عن إهدار الوقت الذي يقضى أمام مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي في الغوص بالمهاترات والشتم والقدح في الأعراض تحت مبررات سياسية وحزبية ومناطقية وطائفية ضيقة أو اللعب في برامج وصفحات الألعاب كالمزرعة السعيدة وغيرها من الألعاب المضيعة للوقت , أو التعارف والدردشة ونشر الصور المخلة بالقيم والآداب الإسلامية والمجتمعية من دون رادع ولا مانع ونشر ثقافات مخالفة لعراقة أمتنا وعاداتنا وما يسهم من ذلك من تنشئة جيل مشوش فكرياٍ وعملياٍ , عالة على مجتمعه لا يقدر نعمة الوقت والعطاء والعمل , مستشهدة بقول ابن القيم “ضياع الوقت أشد من الموتº لأن الموت يقطعك عن الدنيا وضياع الوقت يقطعك عن الله” والوقت رأس مالكº لأن عمرك الذي قدره الله لك أراد أن تنال به عز الدنيا ونعيم الآخرة فإذا ضيعته ضاعت حقيقة دنياك وسلبت آخرتك ولا خسارة على العبد أعظم من ضياع وقته , وقوله صلوات الله عليه وآله وسلامه : (اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك وصحتك قبل مرضك وحياتك قبل موتك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك “.