الرئيسية - الدين والحياة - النهــوض بالخـــلق القـــويـم
النهــوض بالخـــلق القـــويـم
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

إن الأخلاق في الإسلام ليست ثوبٍا يرتديه الإنسان لموقف ثم ينزعه متى شاء بل إنها ثوابت شأنها شأن الأفلاك والمدارات التي تتحرك فيها الكواكب , لا تتغير بتغير الزمان لأنها الفطرة (فطúرِتِ اللِه الِتي فِطِرِ النِاسِ عِلِيúهِا لا تِبúديلِ لخِلúق اللِه)الروم:30 فمن تغيرت أخلاقه الحسنة , تغيرت فطرة السليمة , فكأنما نزع قلبه من بين جوانحه.فلا حياة لمن لا أخلاق لهº لأن الفرد المتخلق بالأخلاق الحسنة , بمثابة الحياة التي تنبض بالخير والعطاء :إنه الروح التي تسري في الوجود بعطور المسك والعود والعنبر تفوح منه الروائح الزكية التي تعطر الكون والإنسان والحياة فالمؤمن المخلِق ينفع وينتفع كأنما هو خلية نحل يتزاحم الناس حوله .أما من لا أخلاق له فهو ميت . وأشد منه الذي ساءت أخلاقه فهو: مثل الجيفة القذرة تتزاحم عليها الديدان وتفوح منها رائحة نتنة يفر الناس منها. اللهم عافنا وسلمنا والمسلمين من سوء الأخلاق , وارزقنا وجميع المسلمين أحسنها º فإنه لا يعافي ولا يرزق إلا أنت. تركتك والفؤاد يفيض حباٍ وعدتْ وقد هِجرتِ بغيـر ذنب هي الأخلاق تلبسها زماناٍ وتخلـــع ثوبها حيناٍ لتسبي أترضى أن تكون رفيق قومُ لهـم قلبَ وأنت بغــير قلب وللأخلاق أصول , اختلف في تحديدها كثير من أهل العلم كل بحسب رؤيته واستنباطه وفقهه , وكلها من الأصول إن جمعت , وسنذكر طرفا منها عند العلماء , ثم نأتي إلى الأصول التي رأينا بأنها من الركائز الربانية والأساسية º لأن الإسلام اهتم بها وبين أهميتها , وبنى عليها الثواب والعقاب , والصلاح والفساد , حيث رتب النفع للفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة عليها, راجين المولى عز وجل أن ينفع بها. إنه جواد كريم. أولاٍ أصول الأخلاق بإيجاز عند محمد عليه الصلاة والسلام لقد بين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الأخلاق في أصلين. ( البر والإثم) فالبر هو:حسن الخلق والإثم: مالا تستسيغه الأنفس السوية ويكره العبد اطلاع الناس عليه. فعن النِوِاس بúن سِمúعِانِ الأِنúصِارى قِالِ سِأِلúتْ رِسْولِ اللِه -صلى الله عليه وسلم- عِن الúبر وِالإثúم فِقِالِ « الúبرْ حْسúنْ الúخْلْق وِالإثúمْ مِا حِاكِ فى صِدúركِ وِكِرهúتِ أِنú يِطِلعِ عِلِيúه النِاسْ »[1]. أصول الأخلاق عند العلماء قِسِمِ ابن القيم أصول الأخلاق الحسنة إلى أربعة:” الصبر والعفة والشجاعة والعدل.قال: لأن الصبر :يحمل على الاحتمال وكظم الغيظ وكف الأذى والحلم والأناة والرفق. والعفة :تحمل على اجتناب الرذائل وتحمل على الحياء. وهو رأس الأمر. والشجاعة :تحمل على البذل والندى والإقدام وعدم الجبن والبخل وغيره, والعدل: يحمل على التوسط والاعتدال في كل شيء.وأما أصول الأخلاق السيئة فقال, بأنها تنقسم إلى أربعة أركان أيضا:الجهل والظلموالشهوة والغضب. فالجهل :يْري صاحبه الحسن في صورة القبيح, والعكس .والظلم: يحمله على وضع الشيء في غير موضعه. والشهوة :تحمله على الشح والبخل وعدم العفة .والغضب يحمل على الكبر والحقد والحسد والعدوان والسفه .وملاك هذه الأربع أصلان: إفراط النفس في الضعف , وإفراطها في القوة فيتولد من إفراطها في الضعف المهانة والبخل والخسة واللؤم والذل والحرص , ويتولد من إفراطها في القوة الظلم والغضب والحدة والفحش والطيش .” فالأخلاق الحميدة يولد بعضها بعضا والقبيحة كذلك. وأما الهروي فأصول الأخلاق عنده ثلاثة العلم والجود والصبر فالعلم :يرشد إلى المعروف. والصبر: يحفظ عليه استدامة ذلك. والجود :يبعثه على المسامحة بحقوق نفسه . وكل ذلك مجموعَ في بذل المعروف وكف الأذى. أما أركان حسن الخلق عند الغزالي فهي أربعة : فعل الجميلوالقدرة عليه والمعرفة به ,و ميل النفس إلى الحسن . قال رحمه الله: ولم يبلغ كمال العمل بهذه الأربع إلا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والناس بعده متفاوتون في القرب والبعد1.[2] ويرى بن عبد الحميد أن أصول الأخلاق الربانية خمسة أصول وهي: الإخلاص والصدق والصبر وحارساهما التوبة المراقبة. فالإخلاص: باعث على الإحسان, دافع لطلب الرضوان , وبه يتم التخلي عن القبيح والتحلي بالحسن ابتغاء وجه الله .فهو أول أصول الأخلاق فلا ينبني عمل ولا خلق للمؤمن دون الإخلاص º لقوله عليه الصلاة والسلام : إنما الأعمال بالنيات. فالأخلاق أعمال لا تتم إلا بنية. وأمِا الصدق , فهو: صدق التوجه, وصدق المعاملة, وصدق القول, وصدق العمل. فمنه تتتفجر ينابيع الأخلاق و تستقيم الحياة وتتجذر الثقة بين أفراد المجتمع , وتعمر الأرض وينتشر المعروف , ويكف الأذى ويسود الحب والوفاء والجود والسخاء والشجاعة والندى فلا شجاعة بغير صدق ولا سخاء بغير شجاعة. وأما الصبر: فبه الحلم , والرفق , والكلمة الطيبة مع المحسن والمسيء , وفيه تحمل الأذى وكفه عن الناس .وهو من جوامع الأخلاق أيضاٍ. وأمِا التوبة والمراقبة فهما: السياج والحافظ الذي يستعيد به العبد ثقته بنفسه وربه, ويستدرك به خطأه. فهما درعا الأخلاق في حالتي الإفراط والتفريط. بهما يتم الرجوع إلى الله, والعزم على التحلي بالخلق القويم , والتخلي عن الخلق الذميم. ففي حالة الضعف عن الخلق القويم والتولي إلى غيره من الأخلاق الذميمة , تأتي المراقبة والأوبة إلى الله , والعزيمة على الرشد. فلا توبة بغير مراقبة. وبهما تسترد العافية الأخلاقية . ولولاهما لما صفى للعبد المسلم خلق.والمراقبة لله تشمل: المراقبة للنفس , والحراسة للقلب من أن تغتاله الآفات , أو تنتهكه الغوائل والمثبطات. إن صدق العبودية يتحقق بصدق المراقبة والتوبة. إتماماٍ لكل حسن وابتعاداٍ عن كل قبيح .فاليوم غراس وغداٍ حصاد . وعلى قدر الغرس سوف تجني . وليس من يجني حنظلا كمن يجني عنباٍ !! والخسارة اليوم تعوِض وغداٍ لا تعوض º ولأن أعظم محيط تبحر من خلاله للنهوض و اللحاق بالركب الصالح والعلو معهم في الجنة حسن الخلق لذلك ندعوك أن تركب سفينته وتخوض لججهْ. فهو أثقل ما يجده المسلم في ميزانه يوم القيامة فإلى النهوض بالخلق القويم . لهم مآثر لا تحصى مشاربْها دستورنا القيم النبيلة والهدى من رام وصلا يبلغ الآفاقا جمعت بأوسمة الآمانة والتقى من فيضها نتمثل الأخلاقا وإذا النزاهة ترتديك فمن إذن غير النزيه يوزع الأشراقا من يصنع التاريخ غير مراقب حسن الرقابة تذهب الإملاقا