استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية وفد عسكري يطلع على سير العمليات العسكرية في محور علب بصعدة الارياني يرحب بإعلان حكومة نيوزيلندا تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية نيوزيلندا تصنف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية الارياني: استمرار تجاهل التهديد الحوثي وعدم التعامل معه بحزم، سيؤدي لمزيد من زعزعة الامن والاستقرار المكتب التنفيذي لأمانة العاصمة يناقش انتهاكات الحوثي وتحديات النازحين وكيل شبوة يفتتح إفتتاح مشروعات امنية في المحافظة
المعلمي: الله عز وجل يحب الجمال والتجمل ويبغض البؤس والتباؤس
أمر الإسلام الناس بكل خير ونهى عن كل فعل الشر ومن الأشياء التي أمر بها الدين القويم المحافظة على البيئة والحفاظ عليها مصلحة للفرد والمجتمع . وهذه ليست دعوة الإسلام فقط بل جميع الأديان السماوية حول مفهوم البيئة وما دور الإسلام في الحفاظ عليها وما واجب الفرد والمجتمع تجاه البيئة وكيف يكون تحقيق الوعي البيئي كان لنا اللقاء التالي مع الأستاذ محمد إبراهيم المعلمي الأمين العام لمؤسسة ربيع الخير التنموية الخيرية: * بداية ما هي البيئة¿ وما دور الإسلام في صيانة البيئة¿ ـ البيئة هي كل ما يحيط بالإنسان من موجوداتº من ماء وهواء وكائنات حية وجمادات وهي المجال الذي يمارس فيه الإنسان حياته ونشاطاته المختلفة.. وللبيئة نظام دقيق متوازن صنعه خالق عظيم ومدبر حكيم {صنع الله الذي أتقن كل شيء} وأما عن دور الإسلام فهوا دين المحافظة على البيئة دين الإيمان بالقيم الإنسانية الرفيعة وعدم تلويث وقد سبق الإسلام جميع الأديان إلى مكافحة تلوث البيئة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لايبولن أحدكم في الماء الراكد ثم يغتسل فيه ” وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين على العناية بحفظ الطعام والشراب كي لا يتلوث أو يتعرض للتسمم فنهى صلى الله عليه وسلم عن النفخ في آنية الشرب أو التنفس فيها لئلا تنتقل الجراثيم المعدية إلى الآخرين فقد روي عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال (إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء) سنن الترمذي.. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه رضوان الله عليهم بتغطية أواني الأكل والشرب فقد روى جابر رضي الله عنه: (أمرنا النبي صلي الله عليه وسلم أن نوكي أسقيتنا ونغطي آنيتنا) سنن ابن ماجة وقال صلى الله عليه وسلم في الحث على غرس الأشجار (ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة وما سْرق منه له صدقة وما أكل السبع منه فهو له صدقة وما أكلت الطير فهو له صدقة ولا يروه أحد إلا كان له صدقة) صحيح مسلم وقد جعل الإسلام المحافظة على البيئة جزءاٍ من إيمان الفرد المسلم مما يدل على الاهتمام الكبير الذي يوليه ديننا الحنيف لحماية البيئة من أي شيء يؤدي إلى تلوثها أو تدهورها . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ” وفي حديث آخر : ” إماطة الأذى عن الطريق صدقة ” وهذان الحديثان يدلان على رعاية الإسلام واهتمامه بالبيئة حيث إن الإسلام ربط بين الإيمان وإبعاد الضرر عن المسلمين وقد حث الدين الإسلامي على النظافة فالنظافة من الإيمان *هل نستطيع القول إن الجمال والنظافة قيمة دينية ¿ ـ إن الله جميل يحب الجمال شعار أطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكد عليه أئمة الإسلام ليكون عنواناٍ لحياة المسلم في ظل بيئة نظيفة بمظهر أنيق وذوق جمالي رفيع وللعلم أن هذا الشعار قاعدة تشريعية ينبثق منها الترحيب بكل مظاهر الجمال والأناقة ضمن الضوابط الشرعية كما تدل على رفض أي مظهر للقذارة والبؤس ويشير الشعار ذاته إلى فلسفة الاهتمام بالنظافة والجمال من خلال وصف الله تعالى بالجمال وأنه يحب الجمال.فعن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قال: إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر النعمة على عبده وعن الإمام جعفر الصادق قال: (إذا أنعم الله على عبده بنعمة أحب أن يراها عليه لأنه جميل يحب الجمال) وعنه كذلك: (إن الله عز وجل يحب الجمال والتجمل ويبغض البؤس والتباؤس) لقد جعل الله تعالى الكون مسحة من الروعة والجمال ليستمتع الإنسان بهذا الجمال فتنشرح نفسه وترتاح مشاعره. إن جمال الطبيعة وزينة الحياة هي من أجل الإنسان يقول تعالى: ?قْلú مِنú حِرِمِ زينِةِ اللِه الِتي أِخúرِجِ لعبِاده? *ما واجب الفرد والمجتمع تجاه البيئة¿وهل الحفاظ عليها مهمة الجميع ولماذا¿ ـ إن حماية البيئة واجب كل إنسان لأن المجتمع الراقي هو الذي يحافظ علي بيئته ويحميها من أي تلوث لأنه جزء منها ولأنها مقر سكناه وفيها مأواه ولأنها عنوان هويته ودليل سلوكه وحضارته وكما يتأثر الإنسان ببيئته فإن البيئة تتأثر أيضا بالإنسان.وجاءت التوجيهات الدينية حاملة بين طياتها الدعوة المؤكدة للحفاظ علي البيئة برا وبحرا وجوا وإنسانا ونباتا وبناء إلى غير ذلك من مفردات البيئة لأنها جميعا منظومة واحدة لكيان واحد فدعا الإسلام إلى الحفاظ على نظافتها وطهارتها وجمالها وقوتها وسلامتها ونقاء من فيها والمحافظة عليه ولقد خلق الله تعالى الإنسان وميزه عن سائر مخلوقاته بالعقل واستخلفه في الأرض بعد أن أودع فيها كل احتياجاته التي تعينه على استمرارية الحياة , فأخذ الإنسان يؤثر ويتأثر بما حوله من تلك الموارد الطبيعية والبيئات المختلفة , ورغم أن الحفاظ على البيئة يشترك فيها الجميع دون حدود أو قيود إلا أن نظرة الإسلام للبيئة ومواردها الطبيعية تقوم على أساس منع الإفساد وحمايتها والمحافظة على مكتسباتها لتكون الحياة في حالة مستمرة من البناء فيجب الحرص على زراعة ما حولك من فراغات بالزهور وغيرها وتزيين المنزل بالأشجار والنباتات وتعليم الأبناء على المحافظة الأشجار الموجودة في الأماكن العامة والخاصة ومن واجب الجميع كذلك التخلص من القمامة بطريقة سليمةº لمنع انتشار الأمراض وانتقال العدوى يجب عدم وضعها أمام المنزل أو خلفه حتى لا تكون عرضة للعبث فتتناثر بصورة تتجمع عليها الحشرات فتشوه صورة البيت وتضر أهله وكذلك الحرص على عدم إلقائها من الشرفات والنوافذ و الحرص في التعامل مع المياه وعدم الإسراف في استخدامها وكذلك عدم تلويثها بإلقاء القاذورات فيها إدخال الشمس إلى مختلف الحجراتº لتقضي على الحشرات والميكروبات وتمنع تكاثرها. *أخيرا ما أهمية الوعي البيئي وكيف يكون تحقيقه على أرض الواقع ¿ ـ أما كيفية تحقيق الوعي البيئي فليست بالأمر السهل ولكنها في الوقت نفسه ليس أمراٍ مستحيلاٍ حيث يمكن تحقيق الوعي البيئي عند الإنسان متى تم التركيز على تنمية الجانب الإيماني عند الإنسان إذ إن هذا الجانب يؤكد على ضرورة تعامل الإنسان مع البيئة من منطلقُ إيماني خالص يْربي الإنسان على أهمية احترام هذه البيئة وحسن التعامل مع مكوناتها وكذلك غرس الشعور بالانتماء الصادق للبيئة في النفوس والحث على إدراك عمق العلاقة الإيجابية بين الإنسان والبيئة بما فيها من كائناتُ ومكونات وهذا بدوره كفيل بتوفير الدافع الفردي والجماعي لتعِرف كل ما من شأنه الحفاظ على البيئة وعدم تعريضها لأي خطر يمكن أن يْهددها أو يْلحق الضرر بمحتوياتها والعناية بتوفير المعلومات البيئية الصحيحة والعمل على نشرها وإيصالها بمختلف الطرق والوسائل التربوية والتعليمية والإعلامية والإرشادية لجميع أفراد وفئات المجتمع حتى تكون في متناول الجميع بشكلُ مبسطُ وصورةُ سهلةُ ومْيسرة وكذالك إخضاع جميع العلوم والمعارف ذات العلاقة بالنظام البيئي لتعاليم وتوجيهات الدين الإسلامي الحنيف وتربيته الإسلامية الصحيحة حتى يكون استخدامها إيجابياٍ و نافعاٍ و مْتفقاٍ مع الصالح العام وخلاصة القول: إن مسألة تحقيق الوعي البيئي عند الناس ليست أمراٍ فطرياٍ في جميع الأحوال ولكنها مسألةَ تْكتسب وتْنمى وتحتاج إلى بذل الكثير من الجهود المشتركة لمختلف المؤسسات الاجتماعية التي عليها أن تْعنى بهذا الشأن وأن توليه جانباٍ كبيراٍ من عنايتها واهتمامها.