الرئيسية - سياحة وتراث - 22 متحفا تعاني القصور والإهمال وبدون حماية أمنية
22 متحفا تعاني القصور والإهمال وبدون حماية أمنية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

 - 
تعد المتاحف من أهم الأوعية الحافظة والعارضة لرمزية الهوية الحضارية لليمن.. بل أهم واجهات العمل السياحي غير أن متاحفنا تعيش وضعاٍ صعباٍ وهشاٍ ومخيفاٍ من ناحية > نحذر من نهب متاحفنا ونعلنها مدوية (آثارنا في خطر)

تعد المتاحف من أهم الأوعية الحافظة والعارضة لرمزية الهوية الحضارية لليمن.. بل أهم واجهات العمل السياحي غير أن متاحفنا تعيش وضعاٍ صعباٍ وهشاٍ ومخيفاٍ من ناحية وضعها من حيث المباني غير الصالحة من جهة وعدم الحماية الأمنية والالكترونية وعدم جرد وتوثيق وترميم قطعها الأثرية من جهة أخرى الثورة سياحة وتراث ناقش وضع المتاحف اليمنية البالغ عددها 22 متحفاٍ مع الأخ عبدالمنان العبسي مدير عام المتاحف بالهيئة العامة للآثار والمتاحف وما هي خطورة وضعها الحالي وماذا عن سرقة المتاحف ومنها متحف زنجبار وغيرها من القضايا في ثنايا الحوار التالي:

* هل لكم أن تحدثونا عن المتاحف وأوضاعها وعددها¿ – اهتمت الدولة بإنشاء العديد من المتاحف في المحافظات والمديريات حيث وصل عدد هذه المتاحف إلى ثلاثة وعشرين متحفاٍ ومخزناٍ وتحوي هذه المتاحف آلاف من القطع الأثرية بمختلف أشكالها وأنواعها والتي تحكي حضارة وفكر الإنسان اليمني القديم. ولا يمكن بأي حال من الأحوال لهذه المتاحف أن تعكس الحضارة اليمنية عبر التاريخ فالمباني الحالية لبعض المتاحف لا تصلح أن تكون مباني مخصصة لعرض القطع الأثرية بحكم شكل ووضع المتحف كما أن المتاحف تعاني من قصور تتعلق بعدم وجود المعامل التي تستطيع القيام بترميم المقتنيات التي تحتاج إلى صيانة بالإضافة إلى افتقار هذه المتاحف إلى الحماية الأمنية والالكترونية. كما أن جميع متاحفنا تعاني من الإهمال نتيجة عدم توفير الإمكانيات التي تؤهلها لأن تقدم خدمة لزوارها أسوة بالمتاحف العالمية ونأمل من الدولة تولي جل اهتمامها بالمتاحف وتطويرها وانتشالها من الوضع الذي تعيشه. * كم عدد المتاحف المفتوحة والمغلقة¿ – عدد المتاحف 22 متحفاٍ وكما ذكرنا سابقاٍ أن أوضاعها لا تسر ونحن غير راضين عنها على الإطلاق ولكن جوهر المشكلة في المتاحف هي الاعتمادات التي إن توفرت فسوف تقوم بعملها على الوجه الأكمل وتؤدي الدور المناط بها خاصة وأن لدينا من الكوادر المدربة وذوي الكفاءة وعدد المتاحف المغلقة 19 متحفاٍ والمفتوح منها عدد 4 من هذه المتاحف متاحف تحت التجهيز مثل متحف الطويلة بمحافظة المحويت ومتحف عتق بمحافظة شبوة. لا إحصائية * ماذا عن عدد القطع الأثرية في المتاحف¿ – في الحقيقة نحن للأسف الشديد لا نملك أي إحصائية لمعرفة عدد القطع الأثرية في المتاحف والسبب أننا لم نتمكن من إجراء جرد لمحتويات هذه المتاحف وقد قمنا بإعداد الخطط والبرامج لإجراء عملية جرد لهذه المتاحف وطالبنا وزارة المالية عدة سنوات باعتماد المبالغ الكافية لعملية الجرد ولكن دون جدوى فوزارة المالية في كل سنة لا توافق على رصد المبالغ التي نطلبها لإجراء الجرد في المتاحف في الوقت الذي تهتم هذه الوزارة بإجراء جرد للأثاث والمكاتب والمعدات التي يمكن تعويضها أما الآثار فلن تستطيع تعويضها أو إعادتها بعد سرقتها أو خروجها خارج البلاد ولم نقف مكتوفي الأيدي أو نستسلم بل طرقنا أبواباٍ أخرى كي تساعدنا في عملية جرد المتاحف وخاطبنا الصندوق الاجتماعي وصندوق التراث والتنمية الثقافية وللأسف لم يوافق أي منهم ونحن من هنا نناشد الإخوة في وزارة المالية وعلى رأسهم معالي الوزير لتفهم هذه المشكلة والتعاون معنا في الهيئة العامة للآثار والمتاحف بالتوجيه برصد المبالغ اللازمة لجرد المتاحف فنحن نخاف أن نجد متاحفنا والتي هي رمز لهويتنا قد سْلبت ودمرت ونندم في الوقت الذي لا يفيد فيه الندم. مشكلة تؤرقنا * وماذا عن عملية توثيق المتاحف¿ – توثيق المتاحف لا يقل أهمية عن عملية الجرد فعملية التوثيق هي أيضاٍ مشكلة تؤرقنا إلا أننا استطعنا في السنوات الأخيرة وبالتحديد في عام 2003م تقريباٍ من البدء في توثيق بعض المتاحف حيث تم تخصيص اعتمادات لمشروع التوثيق ولو أنه بسيط جداٍ إلا أننا آنذاك بدأنا العمل بوتيرة عالية وقمنا بتوثيق عدد من المتاحف في الفترة من بدء المشروع وحتى العام 2013م واستهدفنا مجموعة من المتاحف مثل متحف الحوطة متحف لحج ومخزن صبر ومخزن الحد يافع محافظة لحج وكذلك توثيق متحف الضالع ومتحف بيحان شبوة وجزء من متحف زنجبار محافظة أبين وقد تمت عملية التوثيق لهذه المتاحف وفق المعايير المتعارف عليها في أغلب المتاحف العربية والعالمية. وفي المتحف الوطني بالأمانة تم توثيق مجموعة كبيرة من مقتنياته وتوقف العمل نظراٍ لعدم صرف المبالغ المخصصة للتوثيق فأي قطعة أثرية يتم توثيقها وتحمل رقماٍ متحفياٍ وفي حالة السرقة مثلاٍ لأي قطعة تستطيع استعادتها والمطالبة بها أينما تكون عكس القطع غير الموثقة التي لا تستطيع استعادتها وبالتالي نكون قد أسهمنا في ضياع تراثنا بشكل أو بآخر. المتاحف والسلطة المحلية * إلى أين وصلتم في جرد متحف عدن وكيف وجدتم التجاوب من السلطة المحلية¿ – متحف عدن كما هو معروف تعرض للسرقة في عام 2009م حيث تمت سرقة مجموعة كبيرة من العملات الذهبية النادرة ومنذ ذلك الوقت لم يتم جرد محتويات المتحف من القطع الأثرية وتم تحريز المخازن من قبل النيابة حتى يتم إجراء الجرد وشكلت المحافظة لجنة للجرد ولكن لم تستطع هذه اللجنة استكمال العملية وتوقف عملها وإلى الآن لم يتم الجرد وكانت النيابة قد اصدرت قراراٍ لإجراء عملية الجرد مكونة من السلطة المحلية في المحافظة والمركزية ممثلة بالهيئة العامة للآثار والمتاحف ولم تباشر هذه اللجنة عملها. وتقدمنا بخطة لإجراء عملية الجرد تساهم فيه الهيئة والسلطة المحلية في المحافظة ووزارة الثقافة وقامت الهيئة بتوفير مساهمتها ولم يتم توفير مساهمة الوزارة والمحافظة برغم التزامهم المسبق برغم مخاطبة النائب العام للوزارة والسلطة المحلية بتوفير المخصصات المالية للجرد وبصورة عاجلة. مناشدة ومن هنا نناشد معالي الأخ وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل والأستاذ وحيد علي رشيد محافظ محافظة عدن بإيلاء هذا الموضوع جل اهتمامهم وتوفير المخصصات المالية المتفق عليها للجرد حتى نتمكن من الوقوف على حجم المسروقات ومعرفة وضع القطع في المخازن واتخاذ التدابير اللازمة لحمايتها وصيانتها. المتاحف اليمنية * ماذا عن الحماية داخل المتاحف¿ – أغلب المتاحف اليمنية تعاني من عدم أو نقص الحراسات بمختلف أنواعها سواء منها البشرية أو الالكترونية ما يعرض محتوياتها للسرقة والنهب فمتاحفنا تفتقر إلى الحماية الإليكترونية المتمثلة بأجهزة الانذار وكاميرات المراقبة كما أن الحماية البشرية أيضاٍ شبه منعدمة لأغلب المتاحف بسبب عدم وجود المخصصات المالية التي يتطلبها هذا الأمر حتى أن أغلب الفروع خاطبتنا بتوفير مبالغ مالية لحراسة المتاحف وخصوصاٍ في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد. وبما أن الهيئة تعاني من شحة في الإمكانيات فقد خاطبنا الصندوق الاجتماعي بتوفير الحماية الإليكترونية للمتاحف ووافق الصندوق على عمل حماية اليكترونية لبعض المتاحف على أساس أو أن تكون المرحلة الأولى هذا العام لمتحفين هما المتحف الوطني في صنعاء ومتحف عدن وانزلت الدراسات الخاصة بهذا العمل وسيبدأ قريبا التنفيذ. * وماذا عن المتاحف وهي صالحة لأن تكون متاحف¿ – مباني المتاحف بعضها استغلت القصور والمباني التاريخية للسلاطين والأئمة لتكون متاحف وطنية واقليمية وهذا حاصل في صنعاء – عدن – تعز – سيئون والمكلاء ومتاحف أخرى بنيت حديثاٍ حميت كمتاحف وهي متحف ذمار ومتحف بينون بذمار أيضا ومتحف زنجبار أبين الذي دمر أثناء أحداث أبين. تعثر المشروع * هل هناك متحف في مأرب ¿ – الحقيقة أن مارب بحد ذاتها تعثير متحف مفتوح إلا أن هذه المحافظة لم يتم تشييد متحف فيها وفي السنوات السابقة كانت هناك محاولات لإنشاء متحف بدعم من الصندوق الاجتماعي وشركة التبغ وللأسف لم يستكمل المشروع وتعثر. وما هو محزن أن القطع الأثرية التي تم العثور عليها من قبل البعثات مكدسة في المخازن وربما أن بعضها قد تلف. صعوبات * ما هي الصعوبات التي تواجهكم في عمل المتحف¿ المشاكل والصعوبات كثيرة ونحن نحاول قدر الإمكان تجاوزها بالتعاون مع قيادة الهيئة وسبق وأن تطرقنا إليها من قبل ولكن أكثر ما يؤرقنا هو عدم التجاوب معنا من الجهات الأخرى مثل وزارة المالية في المشاريع التي نطالب باعتماد مخصصات مالية لها كجرد القطع الأثرية وتوثيقها. الاقتناء * ماذا عن موضوع الاقتناء كيف يتم اقتناء ما بحوزة المواطنين من قطع أثرية¿ – تستقبل الهيئة العديد من القطع الأثرية والتراثية التي يقوم بعض المواطنين بإيصالها لكي يتم اقتناؤها ولدينا لجنة متخصصة من الآثاريين هي التي تقوم بتقييم هذه القطع وفق أسس ومعايير عديدة. إلا أن هناك العديد من المشاكل التي تواجهنا أبرزها ضآلة المبالغ المعتمدة للاقتناء ناهيك عن الروتين الممل والطويل عند عملية الصرف فالمبلغ محتجز لدى وزارة المالية وتأخذ الوقت عند عملية الصرف ونظراٍ لذلك بعض المواطنين يحجمون عن الوصول إلى الهيئة نتيجة هذا الروتين والبعض الآخر يشترطون الدفع الفوري وبالتالي تذهب هذه القطع الأثرية إلى السماسرة وتجار الآثار. ونحن طالبنا وزارة المالية بزيادة مخصصات الاقتناء حتى نتمكن من الحفاظ على تراثنا بالإضافة إلى صرف ولو جزء من هذه المخصصات عهدة على الهيئة لمواجهة الحالات التي لا تحتمل الانتظار ولكن لم نحصل على تجاوب. متحف زنجبار * ماذا عن متحف زنجبار¿ – بالنسبة لمتحف زنجبار الحقيقة أن هذا المتحف قد دمر بالكامل وكان من المتاحف النموذجية حيث تم تجهيزه بكل وسائل العرض والإمكانيات. والكارثة الكبرى أنه قد تم نهب أغلب محتوياته من القطع الأثرية والبعض من القطع التي قام الأخ مدير عام الفرع بالاحتفاظ بها ونقلها قبل دخول أنصار الشريعة إلى أبين الآن عدد من مقتنيات المتحف معروضة للبيع وهي لدى مجموعة من المواطنين ولكنهم يطالبون بمبالغ مالية مقابل تسليمها وتم الرفع من قبل مدير عام الفرع بصرف مبلغ ثلاثين مليون ريال من قبل الهيئة ووزارة الثقافة رفعت مذكرة إلى رئاسة الوزراء من قبل معالي وزير الثقافة إلا أن وزارة المالية رفضت صرف المبلغ مقابل استعادة القطع الأثرية. متحفا تعز وماذا عن وضع متحفي تعز¿ – أما متحفا صالة والعرضي بتعز فإلى الآن لم يتم عمل دور استلام وتسليم بين مدير عام فرع هيئة الآثار بتعز السابق والمدير الجديد كما أنه لا توجد إحصائية بعدد القطع الأثرية في هذين المتحفين على الرغم من أن تعز تعيش نشاط العاصمة الثقافية لليمن.