الرئيسية - محليات - نساء محافظة الحديدة أكبر ضحايا الأمية المتفشية
نساء محافظة الحديدة أكبر ضحايا الأمية المتفشية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الحديدة/ يحيى كرد –

مدير عام محو الأمية: تم توزيع ألف مصباح على المراكز المحرومة من الكهرباء

الحديدة/ يحيى كرد

تعتبر مشكلة الأمية المنتشرة في محافظة الحديدة وخاصة في وسط النساء واحدة من أهم المشاكل الاجتماعية الخطيرة التي يعاني منها المجتمع بمختلف شرائحه الاجتماعية بالمحافظة وأصبحت تشكل العديد من المخاطر الحقيقية على المرأة الأمية والأسرة والمجتمع بشكل عام وذلك من خلال عدم قدرتها على تنظيم الأسرة وتغذية وتربية وتنشئة أطفالها التربية الصحية والنفسية والعقلية والجسمانية السليمة الى جانب عدم قدرتها على تحمل أعباء المسئولية الأسرية بالمنزل وغيرها من المسئوليات. حول هذا الموضوع “الثورة” التقت بالعديد من المواطنين والمختصين الذين تحدثوا عن سلبيات ومخاطر هذه المشكلة الاجتماعية التي تهدد الأسرة والمجتمع بالتفكك والتخلف وأسباب انتشارها وخاصة في مديريات وقرى محافظات االحديدة فإلى الحصيلة.

جمال غالب مرعي مدرس يقول: تمثل الأمية في بلادنا أكبر التحديات والمعضلات الرئيسية وخاصة أمية المرأة التي تعيق بناء مستقبل أجيال كاملة كون المرأة هي الأم والمدرسة الأولى في تنشئة الأجيال التي سيحمل على عاتقه بناء وتطور وازدهار المجتمع اليمني وإذا كانت الأم أمية فكيف سيكون ابناؤها خاصة وأن الأم هي المسئولة الأولى عن متابعة أفراد أسرتها في التحصيل الدراسي وإدارة بيتها وخصوصا إذا كان الوضع المادي والاجتماعي متعثراٍ ستكون مخرجات أفراد اسرتها مخرجات غير واعية وسليمة. (إعطاؤها الأولوية) ويضيف بقوله: أمية المرأة مشكلة حقيقية يجب على الجهات الحكومة ووزارة التربية والتعليم وكافة الجهات ذات العلاقة ومنظمات المجتمع المدني التنبه لها وإعطاءها الأولوية والاهتمام الحقيقي من خلال توعية المجتمع بأهمية الدفع ببناتهم الى التعليم وتشجيع ودعم الفقراء على ذلك وتوفير مدارس للبنات وخاصة في المديريات والقرى الريفية وتوفير معلمات متخصصات لهذه المدارس ومن هنا نضمن القضاء على أمية المرأة. (المرأة نصف المجتمع) أما محمد محمود حساني موظف يقول: تعتبر المرأة المتعلمة نصف المجتمع كونها تلعب دوراٍ هاماٍ ومؤثراٍ على حياتها الأسرية والزوجية وذلك من خلال المحافظة على نظافة منزلها وأطفالها ومتابعة دروسهم وحل فروضهم المدرسية وتعريفهم بحقوق الوالدين والأقرباء والجيران وتربيتهم تربية دينية وأخلاقية عالية الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على الأسرة والمجتمع بشكل عام ورحم الله أحمد شوقي حين قال الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباٍ طيب الأعراقي. ويضيف: نطالب محمد الحكومة ببذل المزيد من الاهتمام بتعليم الفتاة من التعليم الأساسي من خلال توفير مدارس للبنات وتزويدها بالمعلمات وخاصة في المناطق الريفية ودعم برامج محو الأمية الخاص بتعليم الكبار من النساء والرجال ورفع وعي المجتمع بأهمية الدفع ببناتهم الى الالتحاق بالمدارس ودعم الأسر الفقيرة غير القادرة على تعليم فتياتهن, وإشراك منظمات المجتمع المدني وخطباء المساجد ووسائل الإعلام المختلفة في هذه البرامج . ( آثار سلبية كبيرة) من جانبه يقول جمال أحمد هويدي اختصاص صحة مجتمع ونائب مدير إدارة التثقيف والإعلام الصحي بمكتب الصحة العامة والسكان: مما لا شك فيه أن هناك آثاراٍ سلبية كبيرة تخلفها أمية المرأة عليها شخصيا وعلى أسرتها والمجتمع بشكل عام كون حياتها تسير بشكل عشوائي وغير منظم ومن هذه السلبيات الإنجاب بصورة متكررة ومتلاحقة الأمر الذي يؤثر على صحتها النفسية والجسدية وتقع بصورة سريعة فريسة لمختلف الأمراض وذلك نتيجة جهلها بأضرار ومخاطر الإنجاب المتكرر وهذا يأتي نتيجة ضعف وعيها واطلاعها بالنواحي العلمية والصحية الخاصة بتنظيم الأسرة نتيجة عدم قدرتها على القراءة والكتابة وخاصة المرأة الريفية هذا الى جانب عدم قدرتها على تغذية أولادها التغذية النظيفة والصحية وتنشئتهم التنشأه العقلية والنفسية والجسدية السليمة وعدم قدرتها على متابعة تحصيلهم العلمي وتوجيههم التوجيه الأسري والتربوي والديني السوي الأمر الذي يحتم على وزارة الصحة والتربية والتعليم الانتباه إلى هذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة والعمل على حلها. (عكس المتعلمة) وأضاف: هناك فرق كبير بين الفتاة المتعلمة وغير المتعلمة فالفتاة المتعلمة تستطيع أن تجابه المرض وتعمل على الاستشفاء فتحرص على النظافة العامة في البيت والملبس والمأكل الأمر الذي ينعكس على حياتها الزوجية وأطفالها وبيتها فنجدها مربية فاضلة كما نجد الفتاة المتعلمة تنخرط في العمل التطوعي من خلال العمل في الجمعيات التطوعية في مجال الرعاية الصحية وغيرها من الأنشطة والفعاليات التي تساهم بها المرأة أو الفتاة المتعلمة. (قلة الوعي) الأخت شهد البكاري نائب مدير إدارة تطوير تعليم الفتاة بمكتب التربية والتعليم بمحافظة الحديدة تقول: إن أمية المرأة يترتب عليه العديد من السلبيات والمضار والمخاطر الصحية والاجتماعية والنفسية والجسيمة على المرأة الأمية نفسها والأسرة والمجتمع بشكل عام وينعكس بالسلب على حياتها الزوجية وعلى أطفالها وتربيتهم التربية الصحية السليمة وخاصة بالمناطق الريفية التي يعود انتشار أمية المرأة أو الفتيات فيها بشكل كبير جدا مقارنة بالمدينة نتيجة العديد من العوامل والأسباب التي ساهمت الى حد كبير في انتشار وتوسع الأمية في هذه المناطق الريفية و منها قلة الوعي لدى أولياء الأمور والمجتمع بشكل عام بهذه المناطق بمضار ومخاطر الأمية وعدم وجود مدارس للبنات بالمناطق الريفية وإذا وجدت لا يجدون في هذه المدارس معلمات كذلك بعض مدارس البنات إذا توفرت في بعض المناطق الريفية عن بيوت الفتيات والاختلاط في المدارس الريفية من المعوقات التي حرمت الفتيات من التعليم وكل هذه العوامل طبعا تأتي بعد الفقر الشديد الذي تعاني منه الأسر بالمديريات الريفية الذين يكونون عاجزين عن توفير لقمة العيش لبناتهم فكيف بالتعليم ومصاريفه الأمر الذي يجعل العديد من الاسر تمنع الدفع ببناتهم الى التعليم وإجبارهن على الزواج وهن في سن مبكر او قاصرات أو العمل في المزارع من أجل توفير لقمة العيش الكريمة. (حوافز تشجيعية) وأضافت: بقولها: في هذا الجانب قامت إدارة تطوير تعليم الفتاة بالحديدة بتنفيذ العديد من البرامج التحفيزية والتشجيعية الداعمة لمنع تسرب الفتيات من التعليم وإلحاق المزيد من الفتيات بالتعليم وخاصة في المناطق الريفية من خلال الحوافز النقدية المشروطة التي يتم صرفها للفتيات الملتحقات بالتعليم من رابع أساسي إلى ثالث اعدادي وعلى مرحلتين في العام شريطة التزام الفتيات بالحضور أو الدوام في المدرسة بواقع 80% وإذا لم ترسب الفتاة أثناء دراستها وكانت متفوقة يتم إعطاء حافز إضافي غير السابق و تستهدف هذه الحوافز 66 مدرسة أساسية في 18 مديرية بالمحافظة حيث بلغ عدد المستفيدات من هذا الحافز عشرة آلاف و500 طالبة بمبلغ تجاوز 92 مليون ريال سنويا هذا إلى جانب توزيع المواد الغذائية والحقائب المدرسية الذي يتم تقديمه من التعليم الأساسي بوزارة التربية واليونيسيف على الملتحقات بالمدارس بالإضافة الى دعم مجالس التنسيقيات التي تم تشكيلها لدعم تعليم الفتاة من المجتمع ورجال الأعمال ومنظمات المجتمع المحلي والخارجي ومكتب التربية بالمحافظة ويقوم المجلس بالتنسيق مع الجهات الدائمة للمساهمة في توفير بعض احتياجات مدارس البنات وخاصة بالريف من خلال الدعم المادي والمعنوي وقد تم تأسيس هذه المجالس في بعض المديريات كخطوة أولى أي في مديرية التحيتا والمنصورية والزهرة وبيت الفقيه هذه المديريات تم دعمها من منظمة اليونيسف فيما مديريات القناوص وزبيد تم دعمها من البرنامج الاستثماري وهذه البرامج التحفيزية والتشجيعية وجدت تجاوبا كبيرا في بداية الأمر ولكن حصل بعض التراجع اثناء أزمة 2011م ونتيجة ضعف التوعية للمجتمع بمخاطر الأمية على الفرد والأسرة والمجتمع وهذا يأتي بسبب قلة او انعدام الميزانية التشغيلية للمدارس وعدم وجود معلمات بالمديريات والقرى الريفية كذلك معظم المعلمات الموجودات في القرى الريفية هم متطوعات منذ عدة سنوات ولم يتم توظيفهن رسميا والمبادرة الإيجابية الوحيدة التي حصلن عليها المعلمات المتطوعات هي توجيه وزير التربية بتأهيلهن بالمعهد العالي للمعلمين مجانا وهذا التوجيه اقتصر على معلمات مديرية الزيدية فقط. واختتمت شهد بالقول: بلغ عدد الملتحقات بالتعليم الاساسي خلال العام الدراسي 2012م 2013م (197705)طالبة بواقع 43% فقط من المفترض بأن يلتحقن بالتعليم فيما بلغ عدد الطالبات الملتحقات بالثانوية العامة بجميع اقسامها (19724) ألف بنسبة 47% وهذا ضئيل جدا مقارنة بعدد الطالبات اللاتي من المفترض التحاقهن بالتعليم الأساسي أو الثانوي وهذا الضعف في التحاق الفتيات بالتعليم يتركز على المديريات والقرى الريفية

(الفقر أهم الأسباب) وفي ذات السياق تحدث الاخ/ محمد وهان مدير عام الإدارة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار بمحافظة الحديدة قائلاٍ: إن للأمية العديد من السلبيات والمضار على المرأة والأسرة والمجتمع بشكل عام كون الأمية تصبح غير قادرة إلى حد كبير على تربية أطفالها بشكل صحيح وسليم كونها تجهل العديد من المعلومات والمفاهيم الأساسية الخاصة بتنشئة وتربية الأطفال وعلى وجه الخصوص الأمية بالمديريات والقرى الريفية اللاتي وجدن صعوبات عديدة وشديدة حالت بينها وبين التعليم ومنها على سبيل المثال الفقر وعدم وجود مدارس والاختلاط وعدم توفير معلمات بالمدارس الريفية إذا وجدت كذلك ضعف وسائل الإعلام ساهم الى حد كبير في أمية المرأة وخاصة الريفية وذلك لعدم صول مختلف وسائل الإعلام الى هذه المناطق لعدم وجود كهرباء او نتيجة الفقر الذي ساهم في توسيع رقعة الأمية في الوطن اليمني بشكل عام. (تحرير 20 ألف أمية) واستطرد بالقول: بذلت إدارة محو الأمية بالمحافظة العديد من الجهود وبحسب الإمكانيات المتاحة من أجل الخدمة الأمنية بين صفوف الكبار وخاصة النساء حيث تم افتتاح 370 مركزا لمحو الأمية للنساء في مختلف مديريات وقرى المحافظة الريفية و18 مركزا خاصا بالمهارات الأساسية النسوية و(15) مركزا للتدريب النسوي على المهارات المنزلية واليدوية حيث تم تحرير من خلال هذه المراكز خلال العام الدراسي 2012م 2013م 20 ألف و529 امرأة من أول أساسي الى ثامن أساسي أو ثاني إعدادي وفصول المتابعة والمراكز المهنية والحرفية الأخرى مثل الحياكة والتطريز موزعين على مختلف مديريات وقرى المحافظة وقد اصبحن المتحررات من الامية يقرأن ويكتبن بكل طلاقة وبدأن يمارسن حياتهن بين أسرهن بشكل طبيعي ويربين اطفالهن بشكل صحيح وسليم بعيدا عن الأمية. (توزيع ألف مصباح) واختتم وهان حديثة قائلاٍ لقد قمنا بتأهيل معلمات وموجهات ومشرفات مراكز محو الأمية بالمحافظة وإكسابهم المزيد من المهارات والخبرات النظرية والعملية. كما تم بالتعاون مع بعض منظمات المجتمع المحلي توزيع( 1000) مصباح دراسي كهربائي بالطاقة الشمسية على مراكز محو الأمية بالقرى الريفية التي لم تصل إليها الكهرباء بعد.