الرئيسية - سياحة وتراث - سمسرة محمد بن الحسن بصنعاء القديمة.. تاريخ مطمور تحت أكوام من الخراب
سمسرة محمد بن الحسن بصنعاء القديمة.. تاريخ مطمور تحت أكوام من الخراب
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أثناء التجول في سوق الملح كما يسميه الهمداني تستوقفك قلعة شامخة البنيان من الخارج بنقوش بديعة وزخارف جميلة وبناء متقن بيد أن الخارج يدل على إهمال متراكم وعبث متواصل حملته السنون لهذا المعلم الفريد القابع في وسط سوق الملح بصنعاء القديمة تلك هي سمسرة محمد بن الحسن بن القاسم التي كانت تحتل مكانة مرموقة قديما ولعبت دوراٍ هاماٍ في الحياة الاقتصادية لليمن بشكل عام فقد كانت بمثابة البنك المركزي وظلت لعقود طويلة من الزمن وهي تمارس هذا الدور وتحتل هذه المكانة وكانت تسمى بيت المال إلا أن الحالة التي وصلت إليها هذه السمسرة تبعث على الأسى والحزن. الثورة زارت السمسرة وتجولت في ما بقى من إرجائها وحالة الأوضاع السيئة للسمسرة والحالة الإنشائية المتدهورة لهذا المعلم الجميل أن نصل إلى مختلف أرجائها التي لا زالت قائمة. نقوش وزخارف هنا وهناك وأكوام من الركام والخراب تطمر أجزاء من السمسرة تهدم أجزاء كبيرة منها وما بقي ينتظر دوره قيمة معمارية وتاريخ عريق يطمر ويدفن منذ سنوات كثيرة والصمت والإهمال اللامبالاة.هي العناوين التي تتعامل بها الجهات المعنية مع هذا المعلم التاريخي الجميل والذي لم يبق من جماله سوى بعض النقوش والجدران الخارجية والبوابة الشامخة وما دونها تآكل وأندثر بفعل السنين ..أثناء دخولنا إلى السمسرة وجدنا أحد الناس أخبرنا بأن السمسرة على هذه الحالة منذ سنوات طويلة وزاد الأمر تعقيداٍ عندما جاءت جماعة من الناس وسطت على هذه السمسرة بحجة أنها أملاكاٍ خاصة لهم الأمر الذي أدى بالجهات الأمنية إلى إنزال حملة لاسترجاع السمسرة وترك مجموعة من أفراد الشرطة تقوم بمهمة الحراسة لها بل وتم عمل نقطة أمنية تكون تابعة لقسم باب اليمن. وأكد ذلك الشخص أن الغرض من هذه النقطة الأمنية فقط لحماية هذه السمسرة من الاعتداء والعبث لما بقي من محتواها.. الجدران تتهاوى السمسرة تتكون من أدوار ثلاثة تهدمت فوق بعضها في معظم الجهات إلا أن أجزاء منها لازالت قائمة أردنا الصعود إلى تلك الأدوار التي لازالت قائمة إلا أن التحذيرات كانت قوية لنا بعدم الصعود لأن المكان غير آمن ويمكن أن تتهاوى بنا الجدران. وحول السمسرة تحدثنا إلى الدكتور عبدالله عوبل وزير الثقافة عله يفيدنا بما تعتزم الوزارة عمله بشأن هذه السمسرة حيث أوضح الأخ الوزير أن هذه السمسرة تعد من أبرز مقومات مدينة صنعاء القديمة وهي معلم تاريخي هام جداٍ يتعرض للاندثار منذ سنوات طويلة والآن تسعى وزارة الثقافة إلى ترميم هذه السمسرة التي باتت في وضع سيئ للغاية الأمر الذي يتطلب إمكانيات كبيرة تفوق قدرات وزارة الثقافة والهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية. ودعا وزير الثقافة أمانة العاصمة والمجلس المحلي لمديرية صنعاء القديمة إلى الإسهام في ترميم هذا المعلم التاريخي الهام ومحاولة إدراك ما بقى من ملامحه التاريخية ونقوشه وزخارفه. وقال: لا بد من الإسراع في ترميم هذه السمسرة قبل أن يندثر ما بقي منها لاسيما أن موسم الصيف على الأبواب بأمطاره الغزيرة التي قد تفقدنا أجزاءٍ أخرى من هذه السمسرة الهامة ولهذا ستعمل وزارة الثقافة والهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية على إعداد دراسة تقييمية للسمسرة وما تحتاج إليه وسيتم البحث عن تمويل وكلنا أمل في تجاوب الكثير من الجهات لاسيما أمانة العاصمة. حالة السمسرة سيئة من جهتها عبرت الأخت أمة الرزاق جحاف وكيل الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية عن أسفها الشديد للحالة المزرية جداٍ التي وصلت إليها سمسرة محمد بن الحسن على حد تعبيرها حيث تؤكد أنها ذكرت بهذا الاسم عند الهمداني. وأشارت إلى أن السمسرة تعرضت في عام 1948م لحريق هائل أتى على أجزاء كبيرة من ملامحها وبعدها تم ترميمها ولكن للأسف تعرضت مرة أخرى للنهب والعبث أثناء ثورة 26 سبتمبر لأنها كانت بمثابة البنك المركزي بيت المال ولهذا كانت مطمعاٍ لكل الناس حتى أنها بعد الثورة لم تسلم من أطماع بعض الناس الذين كانوا يحاولون بسط أيديهم عليها وعلى الفراغات التجارية المحيطة بها ولهذا تم تحويلها إلى قسم شرطة لحمايتها وحراستها. وأكدت أن وزير الثقافة وأمين العاصمة وكذا رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية جميعهم مهتمون بهذه السمسرة ويسعون إلى إيجاد حلول للمشكلة التي تعانيها. وقالت: من يدخل هذه السمسرة يدرك أنها كانت فعلا من أجمل السماسر الموجودة ومازالت هناك شواهد تؤكد هذا الكلام, ولكن وضعها الآن للأسف الشديد مخجل سواء بالنسبة لوزارة الثقافة والهيئة أو حتى لأمانة العاصمة والدولة بشكل عام معظمها مهدم وآثار الحريق واضحة وأكوام من الركام. وأشارت إلى أنه من المخجل والمعيب أن تبقى سمسرة محمد بن أحسن بهذه الحالة المزرية والجهات المعنية لا تحرك ساكناٍ. التدهور منذ 60 عاماٍ ويقول المهندس المعماري المتخصص في المدن التاريخية ياسين غالب: إن سمسرة بن الحسن بن القاسم عمرها يزيد عن 360 عاماٍ والإهمال فيها قديم يبلغ عمره أكثر من 60 عاما وهي تعاني أوضاعا معمارية سيئة وتدهورا متواصلا مستمرا طوال تلك السنين. وأشار إلى أن السمسرة بنيت بطريقة هندسية رائعة وبمواد قوية يأتي على رأسها حجر الحبش القوي ولولا الحريق الذي تعرضت له ربما كانت في حالة جيدة حتى الآن ولما وصلت إلى الحالة الراهنة. وقال: السمسرة بمثابة حصن منيع مفتوح إلى الداخل وهي قيمة تاريخية عظيمة تعرضت للإهمال من قبل الجهات المعنية التي لا يوجد لديها رؤية للحفاظ على التراث بشكل عام وما يزيد الأمر تعقيداٍ أكثر من السابق هو دخول العديد من الجهات الحكومية في هذا الجانب (هيئة الحفاظ على المدن التاريخية – قطاع المدن التاريخية والآثار في وزارة الثقافة – أمانة العاصمة ناهيك عن الجهة المالكة والتي يعتقد بأنها أما الأوقاف أو أملاك الدولة والراجح أنها الأخيرة كل تلك الجهات المتداخلة ربما زادت الطين بله وشتت القضية. وأوضح ياسين أن الحالة التي وصلت إليها السمسرة لا تعني بأن الأمل قد فقد وأن الأمر خرج عن السيطرة بل يمكن تدارك الأمر حاليا فالسمسرة قابلة للترميم وينبغي على الأقل الإسراع في ما يسمى بالتدخل الإنقاذي الذي يعمل على وقف التدهور وحتى يمكن تدارك ما يمكن تداركه ويوجد شيء آخر يمكن التدخل فيه وهو عبارة عن إعادة تأهيل متكامل للسمسرة وترميمها بشكل كامل. وشدد على ضرورة الإسراع في وقف حالة التدهور التي تعانيها السمسرة والتي أن لم يتم تداركها قد ينهار ما بقي من هذه السمسرة وهنا الكارثة.