الرئيسية - سياحة وتراث - السياحة الداخلية والوكالات .. أيهما يجافي الآخر ¿
السياحة الداخلية والوكالات .. أيهما يجافي الآخر ¿
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تلهث الوكالات السياحية في اليمن وراء السياحة القادمة من خارج الحدود وهذا شيء جيد إذا كانت هذه السياحة تتجاوب معها ولكن تجاوب السياح الأجانب مع برامج وكالات السياحة والسفر في بلادنا ربما يكون ضعيفاٍ بسبب الأوضاع التي تمر بها اليمن والتي أرخت بظلالها وبشكل سيئ جداٍ على النشاط السياحي في البلد وأدت إلى عزوف الكثير من وكالات السياحة والسفر العالمية إلى شطب اليمن من برامجها وعدم التفويج لها ومع ذلك لازالت الوكالات السياحة في بلادنا تقف موقف المنتظر لما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلاٍ وقد يأخذ عليها الكثير من المهتمين عدم تحولها إلى السياحة الداخلية كما عملت الكثير من الوكالات في بعض الدول العربية وحتى الآن لا تزال السياحة الداخلية عند الوكالات السياحية اليمنية باباٍ مقفلاٍ لا ينبغي طرقه والولوج إليه مع أنه يمكن أن يوفر لها البديل المناسب لغياب السياحة الوافدة من خارج الحدود فما هي الأسباب وهل الأمر يتعلق بجهات أخرى لا بد وأن تعمل لتوفير الأرضية المناسبة لإيجاد سياحة داخلية أم أن وكالات السياحة لا ترى مكسباٍ يحقق من السياحة الداخلية وكيف تنظر هذه الوكالات لهذا النوع من السياحة الذي بات مزدهراٍ في شتى بلدان العالم ومنظماٍ وبشكل دقيق تلعب فيه الوكالات السياحية دوراٍ هاماٍ ومحورياٍ في تنميته والاستفادة منه وإن كانت بلادنا تتوفر فيها حالة مما يمكن أن نسميه سياحة داخلية لاسيما أوقات المناسبات وفي الأعياد والعطل الرسمية إلا أنها على شكل خاص جماعات وأفراد وليست منظمة والوكالات السياحية بعيدة كل البعد عن النشاطات. عدم الثقة ينظر الأخ محمود الشيباني مدير عام الشركة العالمية للسياحة إلى السياحة الداخلية بأنها المقدمة للسياحة الخارجية وهي الأساس لعمل سياحي متقدم والخدمات السياحية لا تتحسن أو تتوسع إلا بالسياحة الداخلية. فإذا كان القطاع الخاص أو الوكالات السياحية يرى في السياحة الداخلية هذه الأهمية فلماذا لا يبادر في الاقتراب منها ومحاولة تنميتها من خلال الترويج لبرامج سياحية داخلية وعقد الاتفاقيات مع المؤسسات الحكومية والشركات لتفويج سياح محليين. أوضح الشيباني أن الوكالات السياحية لا ترفض أي طلبات للتفويج الداخلي بالعكس هي تسعى لتقديم خدمات سياحية داخلية وقد سبق مثلاٍ لشركتنا أن قامت بتفويج أعداد كبيرة إلى سقطرى وعدن والمكلا ومدن يمنية أخرى ولكن لم يدم هذا الحراك طويلاٍ ما انخفض الإقبال على هذه البرامج. وأشار إلى أن محاولة أخرى ظهرت بعد ذلك حيث عملت الوكالات مع مجلس الترويج السياحي قبل إنشاء الوزارة على تنشيط السياحة الداخلية وكانت الصحف تعلن البرامج السياحية بتخفيض 25 % وخفضت الفنادق 50 % ولكنها لم تلتزم ولكن للأسف الشديد لم يحجز شخص واحد أو على الأقل يتصل أحدهم للاستفسار. وأكد أن السبب يعود إلى وجود خلل في الوعي العام ناهيك عن ضعف الحالة الاقتصادية لدى المواطن اليمني أيضا الكثير من المواطنين يحبون أن ينظموا رحلاتهم بأنفسهم لأنه لا يثق بالوكالات ويعتبرها غالية. الدولة هي صاحبة المبادرة ويذكر زغلول بازرعة صاحب وكالة بازرعة للسفريات والسياحة أن حراكاٍ متطوراٍ للسياحة الداخلية حصل في عام 1999م بدعم من الدولة وبتشجيعها حيث أجبرت الفنادق على تخفيض 50 % و50 % تخفيض في الطيران مشيراٍ إلى أن نصيب وكالته لوحدها آنذاك قرابة 13 ألف سائح محلي. وأكد أن الوضع لم يستمر بهذا النشاط وعادت السياحة الداخلية إلى سابق عهدها قبل 1999م عندما تراجعت الفنادق وشركات الطيران عن تقديم التسهيلات الخاصة للسياح الداخليين وللوكالات السياحية وباتت تطلب أسعاراٍ مرتفعة الأمر الذي أدى إلى تراجع ذلك النشاط الذي فعلاٍ كان يؤسس لسياحة داخلية مزدهرة كانت ستعمل على تعويض الوكالات السياحة واليمن بشكل عام على غياب السياحة الخارجية. وأعرب بازرعة عن تفاؤله الكبير بتطور هذا النوع من السياحة التي ترتبط بالأوضاع العامة للبلد والتي بدأت ملامحها تنحو نحو الانفراج ولعل السياحة الداخلية ستزدهر وبشكل كبير بين الأقاليم اليمنية في ظل الدولة الاتحادية. ونوه بازرعة إلى أهمية السياحة العربية البينية سواءٍ عبر البر أو الجو أو البحر لأنها تمثل ما نسبته 90 % من السياحة الوافدة إلى البلد. السياحة الداخلية تفيد الوكالات ويرى مدير وكالة البراق للسياحة شرف المضواحي أن عدم اهتمام الجهات المعنية بالسياحة الداخلية له آثار سلبية على عدم ازدهار هذا النشاط وأن الوكالات السياحية لا تستطيع عمل شيء بمعزل عن الجهات ذات العلاقة وبذلك لا تتحمل المسئولية في حال عدم توفر النشاط السياحي الداخلي. وقال: إذا ما توفر نشاط سياحي داخلي بالتأكيد ستكون الوكالات السياحية مستفيدة جداٍ لاسيما في ظل غياب السياحة الخارجية والتي أرخت بظلالها على هذه الوكالات وتأثرت وبشكل سلبي كبير جراء هذا الركود وكان وجود سياحة داخلية سيمثل لها طوق النجاة لاسيما وأن الكثير من الوكالات أغلقت أبوابها وأخرى سرحت عمالها وثالثة تعاني أوضاعا صعبة. وأضاف: سعينا مراراٍ لترويج برامج سياحة داخلية لطلاب المدارس والمؤسسات الحكومية والشركات ولكن التجاوب كان ضعيفاٍ للغاية ومحبطاٍ والكثير كان يرى بأنه إذا عزم على القيام برحلة إلى إحدى المحافظات فيفضل أن ينظمها بنفسه ولا يحتاج إلى وسيط “وكالة سياحية” وباستثناء مجموعة بسيطة تم تفويجها إلى سقطرى لم تفوج مجموعة غيرها. وإلى جانب الوعي المتأخر لدى المواطن اليمني والقصور لدى الجهات المعنية يأتي الإعلام ثالثاٍ في دوره الباهت وعدم اهتمامه بهذا النوع من السياحة التي تحتل أهمية كبرى لدى الكثير من البلدان.