الرئيسية - عربي ودولي - إلى أين تتجه الجزائر..¿
إلى أين تتجه الجزائر..¿
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

في زمن التشظي السياسي ومشاريع التقسيم والتمزيق لما تبقى من مقومات الدولة القطرية في الوطن العربي تقدم الجزائر في الانتخابات الرئاسية المرتقبة نموذجا متميزا في الرفض المطلق من قبل مرشحي تلك الانتخابات المساس بوحدة الجزائر الوطنية داعين إلى ضرورة وضعها فوق كل اعتبار. يأتي ذلك في ظل بعض الممارسات الجهوية الخاطئة التي تهدف إلى تقسيم البلاد استجابة لمتطلبات المشاريع المطروحة من قبل القوى الدولية لذلك تكاد الانتخابات الرئاسية الجزائرية من خلال المرشحين الذين يتنافسون على الفوز بمنصب رئاسة الجمهورية أن تجمع دون استثناء على الرفض المطلق لكافة الأساليب المهددة لوحدة الوطن تحت دواع ومبررات مختلفة تجنح نحو تفكيك وحدة الجزائر الوطنية خصوصا في ظل وجود توجهات شاذة في أطراف ومراكز العملية السياسية الجزائرية ترتبط مع قوى خارجية تحض على زرع الفتنة والتفرقة سيما في جنوب البلاد. وترجع أسباب ذلك إلى ما تقوم به السياسة الدولية حاليا من إذكاء الصراعات تحت دوافع عديدة أبرزها أن في جنوب الجزائر تتركز الثروات لذلك يتم تعزيز الجهود الرامية إلى تفكيك وحدة الجزائر من الداخل استجابة لجملة تداعيات أبرزها القوى الخارجية وكذلك المصالح الحزبية الضيقة خاصة من بعض الأطراف المعروفة بعدائها للجزائر كوطن موحد. ويأتي ذلك التحول السلبي الذي يرفع شعارات تقسيم البلاد في ظل الانتقال الدراماتيكي للتعددية السياسية من واقع المنافسة الإيجابية على أساس بناء الجزائر الموحد إلى آفاق مغلقة تثير من خلالها النزاعات الجهوية وتزرع الفرقة لتكريس التمزيق وهو ما يضع الانتخابات الرئاسية الجزائرية أمام جملة تحديات ليست سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية فحسب ولكن تلك التحديات تتمثل بمحاولات البعض المساس بوحدة الجزائر. في ظل تضارب الحسابات الحزبية مع بعض الأطراف الدولية مما انتج جهدا مضادا للعملية السياسية السلمية التي ترى في وحدة البلاد الأساس الطبيعي لبناء دولتها وحفظ أمن واستقرار الجزائر وهو ما يتطلب الوعي بحقيقة ذلك من خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في الـ 17 من الشهر الجاري على أساس أن تكون وحدة الجزائر وسلامة أراضيها بعيدا عن نزاعات التقسيم وتوجهات الأقلمة أساسا عمليا وموضوعيا لنجاح تلك الانتخابات بما يعكس نتائجها على تعزيز وحدة البلاد وتماسكها.