الرئيسية - رياضة - الزلزال
الزلزال
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

بدأت طبول الحرب تدق ..ومزامير التهيئة والترقب ترصد لنا وتفرز الاستعراض القادم لكلا الفريقين في صدامهما العنيف الأسبوع القادم ..هي ليست بمعركة ولا موقعة حربية ولا تنافس كروي يقدم فيه كل منهما حركاته وبهلوانياته لإعجاب السادة المشاهدين …هو زلزال قادم في ظهر ومتن الأسبوع القادم بين الريال الاسباني والبايرن الألماني ..هو صراع بين مدرستين كرويتين /كلاسيكية / تعتمد التاريخ والعراقة والبرستيج الكروي شعارا لهما ..هما المدرستان الكرويتان الأكثر تأثيرا وتأثرا في مجتمع الكرة الأوربي الذي لا يدخله إلا السادة النبلاء ..وأصحاب الجيوب المنتفخة والمحشوة شيكات وأرصدة بنكية يشيب لها الولدان ..وهما الدفء والأصالة الكروية الأوربية والأكثر أقدمية ورسوخا تاريخيا في تلك الملفات الكروية منذ منتصف القرن المنصرم ..وحتى عندما تتغير الأندية والأبطال تبقى المدرستان الكلاسيكيتان الألمانية والاسبانية سيدتا الموقف وصاحبتا الجلوس على صالات التشريفات . وهما العرضان المسرحيان الأروع هذا الموسم المؤهل للظفر باللقب ..وحتى عندما واجهت القرعة بينهما اختلفت ردود الفعل وتفاوتت بينهما فالأول احتفى والثاني اختفى وحمل أوراقه وملفاته للإعداد المبكر للصدام الذي سيبقى عالقا في الصدور والأفئدة أطول فترة ممكنة وسيسجل في أروقة التاريخ الكروية وفي مقدمات الذكريات ..لقاء البايرن والريال هو لقاء السحاب والضباب ..وأجندة كل منهما لا تختلف عن الأخرى إلا في حالة واحدة وهي إجادة كل منهما في خلط لأوراق واللعب بالأسلحة التي يمتلكها ومباغتة المنافس .. والفريقان كتاب مفتوح ومسموح ومفضوح لكلا المدربين وعندما تكون الأوضاع على مصراعيها فان الخبث الكروي والحذاقة الخداعية هي من تسير اللقاء وتتحكم في إرهاصاته .. وعلى الرغم من الارتياح البافاري بعد إجراء القرعة إلا ان الملكيين يختلفون عنهما بالصمت الرهيب والمدرب الذي يحلو له العمل دون ضجيج ولاجعجعة لاتؤتي طحينا .. نعم مدرب بافاريا لديه بكالوريوس علاقات مشتركة ومحتدمة مع الملوك والمدريديين وحصل على شهادات الامتياز والتفوق مع مرتبة الشرف الأولى .. ولكن مدير الفريق ابيض داهية في ثوب قديس ..وخبرة طويلة تتيح له فتح أبواب الماضي للفوز في الحاضر ..وأسلحة أكثر فتاكة وتدميرا من الأسلحة الأخرى .. والحقيقة ان اللقاء هو لغز الموسم والتكهن فيه وارد وممكن من باب الصدفة التي وافقت المراد فقط ومن منطلق {ضربها عوجاء فاصابت}. واللقاء ممتع ومفيد لكلا الفريقين ليس من زاوية قوة الضربة ..ولكن من ناحية اتقان التسديد .. لقاء الأسبوع هو ينبوع من العسل المصفى كرويا تتنافس عليه أكبر وأهم شركات الشهد العالمي المصنوعة خصيصا من معاملها المدريدية أو مصانعها في ميونخ …..وبكرة (نذوق)