الرئيسية - عربي ودولي - المصالحة الفلسطينية.. بين تحدي التنفيذ وتهديدات إسرائيل
المصالحة الفلسطينية.. بين تحدي التنفيذ وتهديدات إسرائيل
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

> عباس: لا تناقض بين المفاوضات والمصالحة

بعد سبع سنوات من التشرذم والانقسام تنجز حركتا فتح وحماس توقيع اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية لإعادة توحيد الفلسطينيين وجمع شتاتهم في الضفة الغربية وقطاع غزة وتوحيد صفوفهم في مواجهة الاحتلال الصهيوني الغاصب. وقد مضت حركتا فتح وحماس في إنجاز تلك المصالحة التي طالت جولات مفاوضاتها السابقة وتوجت من خلال اللقاءات التي جمعت في قطاع غزة خلال الأيام القليلة الماضية بين قيادات الحركتين بالاتفاق على تشكيل حكومة كفاءات وطنية خلال خمسة أسابيع تكون مهمتها التحضير لإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية خلال ستة أشهر على الأقل وتعالج كل القضايا الخلافية الأخرى المتعلقة بملفات الحريات العامة والأمن والتوظيف والاعتقال السياسي والإعلام. وفي إطار رد فعل على المصالحة الفلسطينية ذكرت الأنباء الواردة بأن إسرائيل تستعد لفرض عقوبات على الفلسطينيين بعد توقيع اتفاق المصالحة بين حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة ومنظمة التحرير الفلسطينية دون الاعلان رسميا عن نهاية مفاوضات السلام.. جاء ذلك خلال اجتماع مصغر لحكومة نتنياهو لإجراء “مناقشات عاجلة” حول سلسلة من العقوبات. من جانبه سيبدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس اجراء مشاورات لتشكيل حكومة “توافق وطني” سيترأسها وستكون مؤلفة من شخصيات مستقلة. وسيستقبل عباس ايضا المبعوث الأميركي مارتين انديك في رام الله بينما اعربت الولايات المتحدة عن “خيبة املها” ازاء المصالحة الفلسطينية. وقبيل اجتماع الحكومة اعتبر المقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ان اتفاق المصالحة الفلسطينية “خطير جدا”. وزعم مسؤول حكومي بأن “القيادة الفلسطينية بتحالفها مع حركة حماس تدير ظهرها للسلام”. وخلافا لردود الفعل الهيستيرية التي صدرت عن نتنياهو وبعض وزرائه وخاصة من يمثلون اليمين الإسرائيلي المتطرف انتقد محللون إسرائيل يون ردود الفعل العدائية الهوجاء الصادرة عن حكومة نتياهو على اتفاق المصالحة الفلسطينية ورأوا انه يمكن اعتبار المصالحة فرصة وليس عقبة رغم ان طريق المصالحة لا زال طويلا ومليئا بالعثرات. وفي هذا الاطار دعت صحيفة هآرتس إلى النظر لاتفاق المصالحة كفرصة لا كتهديد وقالت انه “بعد أن ادعى نتنياهو بأنه لا يمكن التقدم في التسوية لأن عباس لا يمثل كل الفلسطينيين كون السلطة لا تسيطر على غزة فإن الاتفاق في حال نجاحه يشكل جوابا على ادعاء نتنياهو هذا”. كذلك رأى المعلق السياسي في الصحيفة تسفي برئيل ان الطريق نحو تشكيل حكومة وحدة طويلة فلسطينية مزروعة بالألغام لكن الظروف السياسية التي تواجهها السلطة الفلسطينية وحركة حماس من شأنها أن تسهم في المصالحة. اما المحلل السياسي عاموس هرئيل فوجه انتقادات لاذعة لسياسة حكومة نتنياهو قائلا ان “موقفها من المصالحة كان عدائيا وأهوجا” رغم توقعه ان يواجه الاتفاق عقبات تحول دون تطبيقه. واضاف ان “المصالحة بين فتح وحماس لا تعني خراب الهيكل الثالث خصوصا وان الجانبين أظهرا في الماضي موهبة خاصة في نسف الاتفاقات بينهما لكن المصالحة الحالية توفر لـ نتنياهو ذخيرة دعائية تخدم جهوده الهادفة لإثبات ان الفلسطينيين هم من تسببوا في انهيار المفاوضات.” وبحسب المحلل هرئيل: “لم تكد تمر دقائق على إعلان التوصل إلى اتفاق المصالحة حتى شن مكتب رئيس الحكومة هجوما على كل الجبهات كان اكثرها هيستيرية تصريحات المتحدث باسم نتنياهو أوفير جندلمان الذي قال ان “إسرائيل قادرة على سحق حماس وفتح”. ووصف هرئيل مواقف نتنياهو وبعض وزرائه بالعدائية والمتوقعة معتبرا أن رد الفعل هذا يميز حكومة إسرائيل ازاء اي تغيير يحصل في الشرق الأوسط. وهذا ما كان حين تمت الإطاحة بحسني مبارك وحين فاز حسن روحاني في الانتخابات الإيرانية وحين تم التوصل اتفاق مؤقت بين الدول العظمى وإيران حول برنامجها النووي وها هو يتكرر اليوم ما يشير إلى ارتباك إسرائيل ي يرى في أي تغيير للوضع القائم تهديدا لا فرصة. وتابع هرئيل قائلا: ان رد الفعل هذا لم يكن متوقعا فحسب بل منافقا ايضا فخلال وجود نتنياهو على رأس الحكومة اجرى محادثات مع حماس وتوصل إلى اتفاقين مكتوبين الاول حول تبادل الأسرى والثاني حول وقف إطلاق النار. ورأى هرئيل ان نتنياهو الذي استنزف عباس خلال عملية إطلاق سراح 80 اسيرا قضوا اكثر من 20 سنة في السجون الإسرائيلية وأدى رفضه إطلاق سراح 14 اسيرا فلسطينيا من عرب 48 إلى تفجير المفاوضات كان على استعداد لاعطاء حماس الف أسير بكامل لياقتهم البدنية بمن فيهم عرب 48. لكنه رفض في المقابل اعطاء عباس اي رمز من رموز السيادة في الضفة الغربية. وانتقد هرئيل موقف وزيرة القضاء تسيبي ليفني قائلا انها “تجاوزت حدود النفاق بتماهيها مع خط نتنياهو وادعائها ان اتفاق المصالحة الفلسطيني من شأنه أن يمس بجهود التسوية وفرص التسوية. لكن فات ليفني ان تقول إن إحياء المفاوضات لو تحقق لن يكون اكثر من استمرار للمحادثات العبثية التي اضطلعت بها طوال الأشهر الثمانية الأخيرة. وختم هرئيل قائلا: كان يْتوقع من إسرائيل التي تقول انها تسعى لدفع حل الدولتين أن تعبر عن سرورها بتوقيع الاتفاق بين حماس وفتح وترى فيه فرصة لا تهديدا. اذ ان نجاح الاتفاق يعطي إجابة لادعاءات نتنياهو وليبرمان ومن شأنه ان يدفع باتجاه حكومة تمثل كل الفلسطينيين. في المقابل اعتبر الرئيس الفلسطيني ان لا “تناقض بين المفاوضات والمصالحة” مؤكدا التزام الفلسطينيين بالسلام القائم على الشرعية الدولية. وقال عباس في بيان له ان “لا تناقض بتاتاٍ بين المصالحة والمفاوضات خاصة اننا ملتزمون بإقامة سلام عادل قائم على اساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية” مضيفا “ان مصلحة الشعب الفلسطيني تتطلب الحفاظ على وحدة الارض والشعب”. بينما اشار جبريل الرجوب وهو مسؤول في حركة فتح التي يتزعمها عباس بأن “الحكومة الفلسطينية في حال تشكيلها من قبل الرئيس ابو مازن ستعترف بالشرعية الدولية والقانون الدولي وشروط اللجنة الرباعية”. وتطالب اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط المؤلفة من الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي حركة حماس بالاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية والدولة العبرية بالإضافة الى ترك الكفاح المسلح. وبدورها حذرت واشنطن من ان اتفاق المصالحة الذي وقعه الفلسطينيون الاربعاء في غزة قد “يعقد” الجهود الجارية لتحريك العملية السلمية معربة عن “خيبة املها”. وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي ان على اي حكومة فلسطينية ان تلتزم “دون لبس” بمبادئ اللاعنف ووجود دولة إسرائيل . وأضافت ان “غياب الالتزام الواضح بهذه المبادئ يمكن ان يعقد بشكل جدي جهودنا لمواصلة المفاوضات”. مضيفة المتحدثة “من الصعب التفكير كيف ستتمكن إسرائيل من التفاوض مع حكومة لا تؤمن بحقها في الوجود” مشيرة الى ان الولايات المتحدة تشعر في آن واحد بـ”خيبة امل” وبـ”القلق” ازاء هذا الاعلان.