الجمعة 29 مارس 2024 م
الرئيسية - السياسية - جرائم عابرة.. أم تصـــفية خصـــوم!
جرائم عابرة.. أم تصـــفية خصـــوم!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الحياة السياسية لم تستقر في البلد.. والواقع المحيط بها يكتظ بكل التناقضات .. ضيق من الرأي المخالف وخصومة تمتد إلى أبعد من الحياة خصومة يعقبها الموت.. تذمر في الشارع العام يعقبه السؤال المتكرر.. من يقتل الضباط والجنود¿ من يقضي على كل شيء يحاول النهوض ويمد عنقه إلى الأعلى¿ من¿ ومن¿ الإجابات تختنق في ردهات السياسة وفي أروقة الأمن العام. الأحداث تتوالى كالسيل.. سيل من الدماء وليست من المياه التي اعتادت عليها الأودية. الاغتيالات شهريا بمعدل 3 ضباط في الشهر الواحد ابتداء من اللحظة الاستهلالية لهكذا مأساة. يذهب البعض إلى تفسير هذا المسلسل غير المتوقف من الاغتيالات إلى تعمد تصفية الخصوم يتساوى في ذلك جميع من يجعل في ذلك خدمة لتقوية موقف سياسي لطرف ما. وحجة هذا الرأي تكمن في تكرار هذا النهج من الإجرام عقب كل متغيرات سياسية في البلد ابتداء من النصف الثاني من القرن الماضي وانتهاء بالمتغيرات الأخيرة التي طغت على الخريطة. في العام 1994م كان الجميع يظن أنها النهاية المرة لحصد أرواح الكثير من السياسيين والعسكريين, غير أن المتغيرات الأخيرة أثبتت أن المسلسل الدموي يحمل ذات الطابع ونفس الأدوات. فيما يرى مراقبون أن الانفلات الأمني هو أساس المشكلة بغض النظر عن الأهداف التي تكمن وراء تلك الاغتيالات.. ربما يتفق الجميع على أن الانفلات الأمني سبب في القتل الذي يمتد إلى الأزقة والشوارع وإلى أماكن عدة, لكن الهدف وراء ذلك محل ريبة عند الجميع أيضا وزارة الداخلية ترفض الإفصاح عن مجريات التحقيقات التي لم تنته بعد.. اغتيالات بالجملة لم يعرف الناس من يقوم بها¿ ولماذا¿ مصدر في وزارة الداخلية يقول صراحة: “عدم الإعلان للرأي العام بنتائج التحقيقات له مغزى سياسي بالدرجة الأولى. ويضيف: (ليس هناك من أمر آخر يمنع الجهات الأمنية من إطلاع الرأي العام بالنتائج التي انتهت إليها). لا يعرف المصدر ذاته عن أسباب هذا التوجه السياسي الذي يحول دون معرفة الناس بما يحدث. الاتهامات المتبادلة بين الأطراف السياسية عقب كل جريمة اغتيال تبعث الريبة في الشارع. هل يعقل أن الخصوم في السياسة يعملون على تصفية بعضهم بعضا¿ أمر محير لدى الجميع .. ما يحدث ليس بعيدا عن العراك السياسي الذي وصل حد القطيعة بين الأطراف رغم الحوار الذي جمعهم في قاعة واحدة قرابة عام. الأطراف بتعدد رؤاها السياسية تجمع على تحييد الجيش والنأي عن الصراعات السياسية. جيد هذا الإجماع غير أن السؤال الذي يلح على الدوام مفاده: لماذا تصفية ضباط وجنود في الجيش حتى الأسبوع الماضي¿ الغموض هنا يتجلى بصورة عزرائيل, الذي على ما يبدو أنه لن يغادر هذه الخريطة إلا بعد أن يأتي على الكثير ممن تبقى.