الرئيسية - السياسية - المجتمع الدولي داعم للتسوية السياسية.. والإرادة الوطنية أساس النجاح
المجتمع الدولي داعم للتسوية السياسية.. والإرادة الوطنية أساس النجاح
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

استطلاع / أسماء حيدر البزاز –

 أكد محللون سياسيون ومراقبون أهمية الاصطفاف الوطني للقوى السياسية في مواجهة تحديات المرحلة لما يخدم إنجاح العملية السياسية في اليمن ويكسب ثقة المجتمع الدولي في وقوفه ودعمه اللا محدود في فترته الانتقالية الثانية , موضحين بأن هذا الدعم لا بد أن  يوازيه إرادة سياسية قوية تعمل على إنجاز التسويات السياسية والاجتماعية بأسرع وقت , وأن صراعات القوى قد تسهم في تراجع هذا الدعم الدولي وستصيبه بالفتور .

 البداية كانت مع الكاتب والناشط السياسي فؤاد الصياد والذي أوضح بأن إجماع المجتمع الدولي بشأن تجاوز اليمن لأهم مرحلة في حياته تعد بالفعل ركيزة قوية وذات أهمية بالغة بالنظر إلى ما  حدث في الشأن السوري من انقسام للمجتمع الدولي وكان ضحيته هو الشعب السوري الشقيق ولكن بالنسبة للوضع في اليمن –وبحمد الله – فإن الأمر كان مختلفاٍ حيث كان على العكس فقد كان داعماٍ حقيقياٍ للتسوية بل ومباركاٍ للقرارات التي صدرت بهذا الشأن والتي كانت بامتياز ووصفت بالمرونة والشجاعة من قائد هذه المرحلة وبالرغم من وجود بعض العراقيل وإثارة الفوضى هنا وهناك من بعض القوى لإفشال كل ما تحقق وتعطيل مخرجات الحوار الذي كتب له النجاح ونال إجماع كل الفرقاء في الساحة إلا أن الغطاء الذي شكله مجلس الأمن والمجتمع الدولي للرئيس هادي والقيادة السياسية في الدولة وذلك بما يسمى تحت البند السابع لأي طرف أو جماعة تسعى لإفشال هذه العملية  الانتقالية وبنود التسوية السياسية فإنه سيضع نفسه في خانة من العقوبات وأضف لذلك أنه ترك المجال وكامل الصلاحية للرئيس في اتخاذ ما يلزم حيال المعرقلين لهذه التسوية وبحماية ودعم من كل المجتمع الدولي ومجلس الأمن وهذا كان له مردود إيجابي على الواقع .  مبينا بأن المسئولية لازالت كبيرة تجاه الرئيس هادي في التصدي لكل أدوات التخريب في البلاد والجميع قد وضعوا ثقتهم فيه وينتظرون منه موقفاٍ حازماٍ وبالأخص في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلاد ,  والتي بالفعل يلزم لها الكثير من الشدة والحزم بانتظار ما ستسفر عنه اللجنة المكلفه بصياغة الدستور واستفتاء الشعب عليه حتى تتم بعد ذلك الخطوات الحقيقية نحو بناء الدولة المدنية دولة المؤسسات والنظام والقانون وتحقيق العدل والمساواة والأمن والاستقرار والعيش الكريم لكافة أبناء الشعب .   النفق المظلم من جانبه يرى الدكتور عبد الرزاق الأغبري – ناشط ومحلل سياسي أن المجتمع الدولي لن يسمح لمعرقلي العملية السياسية  أن يكرروا ما صنعه الصوماليون سوف يفرض على القوى المتناحرة المعيقة للتحولات السياسية  شروط الخضوع والاستسلام القهري إن أحس بالخطر على سفنه وناقلاته لما تمثله اليمن من موقع استراتيجي له ثقله الإقليمي والدولي , أما إذا بقي اليمانيون يتقاتلون فيما بينهم فوق الجبال فإن جماعات متخفية تتبع دولاٍ كبرى ودولاٍ تابعة فإنها سوف تبارك القتال وسوف تدعمه ما لم تتنبه تلك القوى لخطورة موقفها الذي سيجر اليمن إلى نفق دموي مظلم . ومضى يقول : إن (الأنا ) في جهالتنا الثقافية السياسية الحضارية جعلتنا الأضحوكة في قواميس السياسة العالمية , فمازلنا نظن أن الهدايا في قناني وبرطمانات العسل البلدي هي مفتاح الحل لصالح الطرف الذي يهدي العسل , ولم نعرف الأبجديات السياسية وكيف تتحرك بيارقها للحفاظ على السلم الدولي الذي يخدم البشرية  ويجر البلاد إلى مواطن الأمن والازدهار بدعم ومباركة دولية .

عامل مساعد من جهته يقول شاهر المعبقي – رئيس مركز أسوان للدراسات : إن المجتمع الدولي عامل مساعد وليس لاعباٍ أساسياٍ لتكون النتيجة أفضل على الواقع  أما الاعتماد على المجتمع الدولي بشكل كلي فالمسألة يجب أن تكون مسألة وقت لا أكثر لكون ذلك الاعتماد الكلي سيدخل البلاد  في نفق يصعب الخروج منه , فالبلاد تحتاج إلى نضج سياسي وحكمة وعقلانية  وإرادات وطنية صادقة مبنية على ثقافة التسامح والتصالح وإغلاق ملفات الماضي وفتح صفحات بيضاء نقية وبأدوات وأيدُ نظيفة وليس بأيدُ ملطخة بالدماء ,  وتسويات ومصالحات بين القتلة والضحية .   الاستثمارات آدم محجب –كاتب وناشط سياسي يقول:  للمجتمع الدولي دور فاعل في الدفع بالتسوية السياسية في بلادنا وإخراجها إلى بر الأمان باعتباره  شريكاٍ أساسياٍ وفاعلاٍ في مساندته لاقتصاد اليمن من خلال الضغط على الدول المانحة بمساعدة اليمن في هذه المرحلة المهمة حتى يقف اليمن ويكون قادرا على تحقيق مخرجات الحوار الوطني والمضي قدما نحو الحكم المدني المستقل مركزيا من خلال الأقاليم فمن مصلحة المجتمع الدولي  عبور اليمن إلى بر الأمان بدون فوضى وصراع بين القوى السياسية المتنازعة  ولكونه شريكاٍ أيضا لما بعد التسوية السياسية من خلال الدفع بالاستثمارات الغربية لبناء مشاريع الدولة الاتحادية اليمنية الجديدة. فيما يرى  المحلل السياسي جمال التركي بأن دور المجتمع الدولي ينبغي أن يظل مقترنا في أحسن الأحوال بظروف معينة لكون العملية السياسية مرتبطة بالتوافق بين مختلف القوى والمكونات السياسية بوجود إرادة وطنية لصناعة ودعم هذا التحول .   جعجعة فيما يقول الناشط ابراهيم الجماعي أنه يجب أن يكثف دور المجتمع الدولي في الدعم الكبير والفعلي لإنجاح العملية السياسية أكثر من كونه دورا إعلاميا مكثفا  في التقارير الدولية وورش العمل وقرارات مجلس الأمن  , فنحن لا نريد أن نسمع جعجعة بل نريد أن نرى طحينا  . ويرى باسم الحكيمي – ناشط سياسي أن  المجتمع الدولي يعتبر  طرفاٍ أساسياٍ في المعادلة السياسية , موضحا بأن هذا الحرص الدولى والإقليمي على استقرار اليمن بسبب الموقع الاستراتيجي لليمن باعتبارها  عمقا استراتيجيا للعالم , فاضطراب الاوضاع في اليمن يمثل تهديداٍ حقيقياٍ للسلم الاجتماعي الدولى والإقليمي  ومن هذا المنطلق  أجمع المجتمع الدولى  على ضرورة دعم اليمن واستقرارها والدفع بالعملية السياسية إلى الأمام مستخدما كل الأساليب والمتمثلة في الدعم المالي والدعم والإسناد السياسي وكذلك وصل بهم الأمر إلى فرض عقوبات على كل من يعمل على تقويض العملية السياسية في البلاد  . ومضى يقول : إن هذا الدعم المنقطع النظير لابد أن يوازيه إرادة سياسية قوية تعمل على إنجاز التسويات السياسية والاجتماعية بأسرع وقت وأعتقد إنه إذا لم يتم الاستفادة من هذه المواقف الدولية الداعمة لليمن فإن هذه المواقف  قد تتراجع وتصاب بالفتور.   العصا والجزرة من جانبه يقول أستاذ النظم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور أحمد حميد الدين : لاشك أن القوى الدولية تلعب دورا بارزا في سياسات العالم الثالث ومنها اليمن خصوصا في الآونة الأخيرة التي زاد تدخل المجتمع الدولي حينما رأى  مصالحه تتأثر نتيجة الانفلات بفعل الصراع الداخلي ومظهر هذا الدور الأخطر قرارات مجلس الأمن الأخيرة وعلى رأسها قراره التهديدي في مواجهة من سماهم معرقلي التسوية السياسة والذي بالفعل كان  له أثر سابق في التسوية السياسية حسب المبادرة الخليجية الذي لولاه لما تمت بالطريقة التي شهدناها .  وختمت جولتنا الاستطلاعية المحللة السياسية ماجدة عبد المطلب بالقول : إن المجتمع المدني خلق مشاريع هائلة  ومتعددة منذ اندلاع الثورة اليمنية الشبابية وحقق إنجازات عدة في مراحل التغيير إلا إنه لا بد من مضاعفة هذا الدعم حاليا لما يخدم أهمية تحولات المرحلة.