الرئيسية - رياضة - مشروع (جول) .. نقلة نوعية في المنشآت الكروية
مشروع (جول) .. نقلة نوعية في المنشآت الكروية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

شكل مشروع الهدف (جول) علامة فاصلة في تاريخ كرة القدم حينما نقل اللعبة الأكثر جماهيرية من واقعها الصعب إلى فضاءات التطور والنجاح كونه لامس الاحتياجات الأساسية للمستديرة الساحرة ووفر البيئة المناسبة لها لتحقيق قفزة هائلة من النهوض والتقدم. وجاءت فكرة مشروع جول عام 1999م وقام بإخراجها إلى حيز التنفيذ السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بهدف تمويل مشاريع تطوير كرة القدم في مختلف بلدان العالم وبحسب الاحتياجات الضرورية في كل بلد على حدة.

ويعد مشروع جول من أكبر المشاريع الاستراتيجية في مجال كرة القدم كونه حقق نتائج إيجابية على المدى البعيد ووفر العديد من البنى التحتية الرياضية من مقرات للاتحادات الكروية وملاعب معشبة ومراكز تدريب ومدارس وأكاديميات كروية. ولم يتوقف المشروع على الدول المنظوية تحت عضوية الفيفا وعددها (209) دول بل أنه تجاوز تلك الحدود وامتد ليشمل مختلف دول العالم بما يؤهل الدول غير المنتمية للاتحاد الدولي للحصول على المؤهلات التي تساعدها للانضمام للأسرة الدولية لكرة القدم. وتشير إحصاءات الفيفا إلى أنه تم خلال الـ (15) عاماٍ من عمر (جول) تنفيذ (640) مشروعاٍ ضمن استراتيجية الهدف والتي تفاوتت بين مختلف قارات العالم وتصدرت القارة السمراء قائمة مشاريع جول بواقع (184) مشروعاٍ تليها قارة آسيا بعدد (152) مشروعاٍ ثم أوروباٍ التي حصلت على (118) مشروعاٍ وتليها الكونكاكاف بعدد (103) مشاريع ونالت أميركا الجنوبية (39) مشروعاٍ وأخيراٍ أوقيانوسيا التي حصلت على (44) مشروعاٍ. وبلغت تكلفة مشاريع جول التي تم تنفيذها نحو (300) مليون دولار في مختلف دول العالم في الوقت الذي تم اعتماد أكثر من مليار دولار ميزانية سنوية للاتحادات القارية والاتحادات الأعضاء. جول في اليمن وكانت بلادنا في طليعة الدول التي استفادت من مشروع جول حينما تم إدراجها ضمن خطة مشروع الهدف عام 2001م وتم تدشين المشروع عام 2002م من خلال إنشاء مقر الاتحاد العام لكرة القدم الذي يعد من أجمل المنشآت الرياضية للاتحادات في بلادنا والذي بلغت تكلفته مليوناٍ وخمسمائة ألف دولار بتمويل مشترك من الاتحاد الدولي لكرة القدم ووزارة الشباب والرياضة ممثلة بصندوق رعاية النشء والشباب وتم افتتاح المشروع بحضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الآسيوي (سابقاٍ) محمد بن همام ورئيس اتحاد الكرة السابق محمد عبداللاه القاضي. ست سنوات حرمان ونظراٍ للتجميد الذي تعرضت له الكرة اليمنية على خلفية الخلاف الذي نشب بين إتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة عام 2003م فقد توقف المشروع لمدة ست سنوات حْرمت خلالها الكرة اليمنية من الاستفادة من ذلك المشروع الحيوي الكبير الذي وصل في بعض الدول إلى مراحل متقدمة. استئناف جول .. ومركز فني وفي عام 2009م عاد مشروع جول ليرى النور مجدداٍ في بلادنا حيث تم استئناف المشروع بتنفيذ المرحلة الثانية التي تضمنت إنشاء المركز الفني لكرة القدم الذي يتكون من أربعة طوابق تحوي 60 غرفة وصالة طعام ونادياٍ صحياٍ وإدارة للمنشأة بتكلفة مليونين وخمسمائة ألف دولار وتمويل مشترك من الاتحاد الدولي لكرة القدم بمبلغ ستمائة وخمسين ألف دولار وصندوق رعاية النشء والشباب بمبلغ مليون وثمانمائة وخمسين ألف دولار. ملعبان معشبان وبعد نجاح مشروع جول (2) أقر الفيفا اعتماد المرحلة الثالثة من المشروع والتي اشتملت على إنشاء ملعبين معشبين بالنجيل الصناعي بتكلفة مليون وأربعمائة ألف دولار بمدينة الثورة الرياضية حيث تم تعشيب الملعب الترابي الواقع شمال استاد المريسي الدولي وإنشاء وتعشيب الملعب الثاني شرق الإستاد الدولي في المنطقة المحاذية للمجمع الفندقي الواقع أمام إتحاد كرة القدم واللذان تم اعتمادهما من قبل الاتحاد الدولي بعد فحص النجيل الصناعي ومنح الملعبين شهادة ترخيص من الفيفا وساعد الملعبين في تخفيف العبء عن استاد المريسي من خلال استضافة مباريات الدرجة الثانية وتدريبات المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها العمرية. الحديدة .. محطة جديدة وتواصلاٍ للجهود الكبيرة التي بذلها اتحاد كرة القدم فقد أثمرت علاقات التعاون مع الاتحادين الدولي والآسيوي عن تحقيق المزيد من الخطوات الإيجابية على صعيد مشروع جول الذي توقف لأسباب اضطرارية بعد أحداث عام 2011م لكنه تم استئناف المشروع العام الماضي وتحديداٍ في شهر مارس 2013م حيث أقر الاتحاد الدولي لكرة القدم بدء العمل في المرحلة الرابعة من مشروع جول والمتمثلة بتعشيب ملعب نادي الهلال بالحديدة بالنجيل الصناعي بتكلفة (650) ألف دولار وقامت بتنفيذ المشروع شركة جرين فيلد الهولندية على مساحة (110 × 75) لأرضية الملعب وتم افتتاح المشروع مؤخراٍ. دعم إضافي وقبل أيام أقر الاتحاد الدولي لكرة القدم تقديم دعم إضافي للكرة اليمنية ضمن مشروع دعم الدول الأقل نمواٍ الذي يموله الفيفا والمتمثل بإنارة الملعب الفرعي الأول بمدينة الثورة الرياضية بتكلفة (550) ألف دولار وبتمويل كامل من الاتحاد الدولي ولهذا الغرض وصل وفد الفيفا إلى صنعاء الأسبوع الماضي وتم التوقيع على اتفاقية تنفيذ المشروع الذي تشرف عليه الشركة الهولندية جرين فيلد وينفذه الشريك المحلي شركة العين للمقاولات خلال فترة لا تتجاوز (120) يوماٍ ومن المقرر أن يتم الانتهاء من العمل بالمشروع خلال شهر سبتمبر القادم. تواصل جول .. وملعبان جديدان كما تم خلال زيارة وفد الفيفا بحث احتياجات الكرة اليمنية خلال الفترة المقبلة ومناقشة تخصيص نسبة من الدعم الذي يقدمه الفيفا لدعم مشاريع البنية التحتية وتم إقرار تنفيذ المرحلتين الخامسة والسادسة من مشروع جول والمتمثلة بتعشيب ملعبين بالنجيل الصناعي بتكلفة مليون دولار بحيث يكون الملعب الأول في أمانة العاصمة والملعب الثاني في مدينة سيئون. مشروع حيوي وأقر وفد الفيفا اعتماد التصور الذي تقدم به إتحاد كرة القدم والذي تضمن تخصيص المرحلة السابعة من مشروع جول لتمويل المشروع الاستثماري الذي يتضمن إنشاء محلات استثمارية بجانب مقر الاتحاد بتكلفة مليون دولار والذي سيعزز من مصادر الدخل الذاتية للاتحاد والحصول على موارد جديدة تساعد على مواجهة الأعباء المترتبة على نفقات النشاط الداخلي والخارجي ومتطلبات لعبة كرة القدم على أن تتم إحالة التصور للجنة المختصة بالفيفا لدراسة الجدوى من المشروع وإقراره بشكل نهائي ضمن خطة عام 2015م. خطوات جيدة وبالنظر إلى ما تم إنجازه من مشاريع جول فإنها تشكل خطوات جيدة في الطريق الصحيح حيث تم تنفيذ أربع مراحل من المشروع وبتكلفة وصلت إلى ستة ملايين وخمسين ألف دولار وهو ما يوازي (ملياراٍ وثلاثمائة مليوناٍ وسبعمائة وخمسين ألف ريال يمني). وبلغ عدد المشاريع التي تم اعتمادها بشكل رسمي ثلاثة مشاريع والمتمثلة بمشروع إنارة أحد الملاعب الفرعية بالمدينة الرياضية إلى جانب الملعبين الجديدين اللذين سيتم تمويلهما ضمن المرحلتين الخامسة والسادسة من جول وتبلغ تكلفة الثلاثة المشاريع مليونين و550 ألف دولار ما يوازي (خمسمائة وثمانية وأربعين مليوناٍ ومائتين وخمسين ألف ريال) , ليصل المبلغ الإجمالي للمشاريع التي تم تمويلها ضمن مشروع جول ثمانية ملايين وستمائة ألف دولار بما يوازي (ملياراٍ وثمانمائة وتسعة وأربعين مليون ريال يمني) .. وهو بالتأكيد رقم غير عادي يؤكد أن ما تحقق مكسب كبير للشباب والرياضيين وللعبة كرة القدم اليمنية وثمرة طيبة للعلاقات الخارجية الجيدة لاتحاد اللعبة.