الرئيسية - عربي ودولي - غرق السفن – الأسباب والآثار
غرق السفن – الأسباب والآثار
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أثار غرق الباخرة الكورية الجنوبية “سيوول” وعلى متنها 476 راكبا بينهم 339 تلميذا ومعلما كانوا يقضون رحلة ترفيهية الكثير من التساؤلات حول أمن النقل البحري وأسباب حصول مثل هذه الكوارث التي تحدث غالبا بمجرد مرور الوقت بالرغم من أن آلام ذوي الضحايا مستمرة بالحزن على مفارقة أحبائهم. ومؤخرا سلطت شركة “اليانز” للتأمين البحري الضوء على أسباب غرق البواخر والعبارات في الفترة الأخيرة وكشفت أن حوادث غرق السفن لم تقل كثيرا رغم تحسن وسائل الملاحة وتقنيات استكشاف الكوارث الطبيعية ورغم تطور كفاءة فرق الإنقاذ. وأحصت الشركة وفي ضوء معطيات شركات التأمين الأخرى غرق 94 باخرة في العالم خلال عام 2013م. وعموما غرقت 1673 باخرة في بحار العالم خلال الفترة بين 2002-2013م وكان عدد بواخر نقل الركاب بينها 99 باخرة. ويشير التقرير إلى مواضع الخطر في بحار العالم والتي تشي بالأخطاء البشرية المرتكبة كما أشار إلى الإجراءات اللازمة لتأمين طرق الملاحة البحرية على صعيد عالمي مستقبلا ذلك أن المهم هو مواجهة تفاقم الحالة في البحار الآسيوية وتفادي تركز معظم حوادث غرق السفن في هذه المناطق. وقد تولى خبراء “اليانز” رسم مواقع غرق السفن على الخرائط الإلكترونية خلال العقد السابق حيث تظهر الخرائط بما لا يدع مجالا للشك أن بحار آسيا هي أخطر على البواخر من غيرها لأسباب تتعلق بالتغيرات المناخية السريعة أو بالأخطاء البشرية المرتكبة بحيث تدفع شركات التأمين البحري ثلث التعويضات الملزمة بها إلى الشركات في آسيا وهذا تعبير عن تركز الحوادث في هذه القارة المزدحمة بالسكان. وتظهر الخرائط أيضا أن أخطر البحار على السفن كانت بحار جنوب الصين والهند الصينية وأندونيسيا والفيليبين وتم رصد غرق 18 باخرة في هذه المناطق خلال 10 سنوات تلي تلك البحار بحار اليابان والكوريتين وشمال الصين بعدد 17 باخرة غارقة هذا فضلا عن 8 بواخر نقل ركاب تم إعلانها كبواخر”مختفية” خمس منها قرب شواطئ آسيا المذكورة وعشرات البواخر الآسيوية التي تعرضت لحوادث لم تنهض منها وتعاملت شركات التأمين البحري معها كـ”خردة” لا تستحق ركوب البحر من جديد. والشيء الإيجابي الوحيد هو أن عدد البواخر الغارقة خلال العقد الماضي لم يرتفع بل انخفض عام 2013م (94 باخرة) بنسبة الخمس عن عام 2012م. وعموما كان المعدل تحت 100 باخرة تغرق كل عام وهو معدل تنبغي المحافظة عليه لأن شركات التأمين البحري لا تقرع جرس الإنذار إلا عند تخطي هذا الرقم. كما تشير خريطة الكترونية وضعها خبراء في الملاحة البحرية وحوادث النقل البحري إلى الحوادث التي تعرضت لها البواخر على المستوى العالمي وإن لم تسفر عن غرق هذه البواخر وكان شرق البحر الأبيض المتوسط أكثر مناطق تلك الحوادث تليه بحار اليابان وحصلت في شرق البحر المتوسط وفي مياه البحر الأسود 464 حادثة بحرية مقارنة بنحو 180 حادثة بواخر حصلت في بحار اليابان والكوريتين. ويرجع السبب الآخر لارتفاع عدد الحوادث في آسيا بحسب راهول خانا إلى أن البواخر والعبارات الآسيوية المحلية تتأخر 50 سنة عن نظيراتها في أوروبا من ناحية التقنيات والجودة والسن. لهذا نجد أن حصة بواخر آسيا من التعويضات عن الغرق والتعرض للحوادث هي الأعلى في العالم. وهذه “نكبة” تتحملها شركات التأمين البحري التي تجازف كثيرا عند التأمين على مثل هذه البواخر المتآكلة.