اليمن تشارك في المؤتمر العربي الـ 38 لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات في تونس نائب محافظ البنك يناقش مع القائم بأعمال السفارة الصينية مستجدات الوضع الإقتصادي والمالي اللواء الزبيدي: نعول على دعم الأشقاء والأصدقاء لإخراج اليمن من أزمته الراهنة وزارة الشباب تكرّم اللاعب حمدي اليرسي لإحرازه 3 ميداليات ذهبية في بطولة العربية للكونغ فو رئيس الوزراء يحيل قضايا فساد جديدة إلى النائب العام محافظ لحج يوجه المكاتب الحكومية بسرعة إنجاز وثائق مصفوفة المشاريع التنموية اليمن توقع على اتفاقية تنظيم نقل البضائع على الطرق البرية مع جامعة الدول العربية وزير الدفاع ومحافظ حضرموت يترأسان اجتماعًا للجنة الأمنية بالمحافظة وزير الدفاع يعقد اجتماعاً موسعاً بقيادة المنطقة الثانية ويفتتح مبنى المحكمة والنيابة العسكرية رئيس الوزراء يستقبل في عدن القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن
فاهم الفضلي –
إن الاعتداء على الإنسان هو اعتداء على الجماعة واعتداء على النظام الاجتماعي فيه وذلك لأن الإنسان هو الأصل في المجتمعات ومن أجله وجدت النظم وشرعت الشرائع ويزداد خطر هذا الاعتداء حينما يقع على ما يمثل جوهر الحياة لدى الإنسان وأغلى ما عنده وهى (الحرية) فمن الحقائق الثابته أن الإنسان مجبول على حب الانطلاق والحرية وحب التحرك والانتقال وعندما يواجه ما يصادم هذه الفطرة فإنه قد يصاب بآلام نفسية تؤثر سلبا على كيانه وجسده وصحته وعقله وتفكيره. فكيف إذ يفاجأ بخطفه وخطف هذه الحرية ¿ إن اختطاف الناس وخصوصا الأجانب هو ضرب من ضروب الاعتداء المحرم شرعا ليس لكونهم أبرياء فقط وإنما أيضاٍ لأنهم مستأمنين لا يجب الاعتداء عليهم سواء بالخطف أو القتل أو غيرها فالاختطاف أصبح ظاهرة إن صح القول تفشت في بلدنا فكثر شانؤوها وتبرأ الناس من نتائجها وتتعالى الأصوات أنها إساءة وتشويه….قد يقوم بها مِن يعتقد بنفعها أكبر من إثمها . إن المسلمين الذين يلجأون للخطف «خارجون بذلك على الحدود الشرعية» ولا يعرفون آلية التفقه في دين الله. فالعلماء اتفقوا على أنه لا يجوز احتجاز المدنيين ـ حتى ولو كانوا من الأعداء ـ كرهائن وتهديدهم بالقتل فعلى امتداد التاريخ الإسلامي كله لم يثبت أن ارتكب أحد من المسلمين حادثة اختطاف واحتجاز لرهائن وأن ما يروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه أمر بخطف بعض أعدائه مثل حادثة اختطاف ثمامة بن أثال الحنفي هي مجرد روايات مدسوسة على الإسلام لينسبوا إليه ما ليس فيه من صفات تتنافى مع قواعد السماحة والرحمة والاعتدال التي تدعو إليها رسالة الإسلام. إن التاريخ الإسلامي على مدى أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان لم يعرف مثل هذه الأعمال ولم يوجد لها سند شرعي يبررها وإن ربط مثل هذه الأعمال بالإسلام فيه إساءة بالغة للإسلام والمسلمين لأن الإسلام ضد الظلم أيا كانت جنسية أو دين هذا المظلوم. فالاختطاف نوع من أنواع البغي وانتهاك حريات الناس وقد قال الله تعالى (ولا تبغ الفساد في الأرض إنه لايحب المفسدين). والاختطاف فيه ترويع للناس الآمنين وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لا يحل لمسلم أن يروع مسلم). والاختطاف :عدوان وبغي وظلم وترويع لا يرضي الله ورسوله فلا شك في تحريم فاعل ذلك ,والعدالة الإلهية لا يمكن أن تترك الشخص الذي يقوم بخطف الناس ويروعهم بل سيكون الجزاء من جنس العمل . اتحاد علماء المسلمين أصدروا فتوى مسبقة حرمت الاختطاف حيث قالوا: (الخطف هو اعتداء على الغير سواء كان مسلماٍ أم غير مسلم وهو نوع من أنواع البغي الذي نهى الله عنه وحرمه بقوله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى” وينهى” عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون (90.النحل) ومن المعلوم أن الأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ليس محصوراٍ في المسلمين فيكون النهي عن البغي أيضاٍ عاماٍ لجميع الخلق وإذا كانت فطرة الإنسان تدعوه إلى رد العدوان حين يقع عليه إلا أن الله تعالى أباح رد الاعتداء بمثله فقط: “فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين” 194 (البقرة) وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا (البقرة:190) وأكد الله تعالى أن مجرد الاختلاف الديني حتى لو دخل مرحلة الصراع لا يسوغ الاعتداء على الآخرين قال تعالى: “ولا يجر منكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا” (المائدة 15 ولذا نستنكر جميع حوادث الاختطاف التي تطال أناساٍ لا علاقة لهم بالمحتلين ونطالب بإطلاق سراحهم فوراٍ). إن حادثة الاختطافات المتزايدة في هذه الفترة اصبحت مهينة لأبناء اليمن الذين وصفهم الرسول الكريم بأنهم أرق قلوبا وألين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية بل إن هذا الفعل يلطخ تاريخنا العريق في التسامح واحترام الضيوف والمستأمنين إن تصرفات الجهل والطيش والتسرع والانتقام الأعمى عواقبها وخيمة ثم إن هذا النوع من الاعتداء لا يؤثر فقط على الفرد بحد ذاته بل يؤثر على الوطن وأبنائه ويؤثر على الاستقرار والسكينة والطمأنينة ويؤثر على التنمية والاقتصاد الذي أصبح اليوم يتجه نحو الهاوية كما أنه يربك الحياة الاجتماعية والسياسية ويصيبها بالاضطراب والحديث عن الآثار السلبية يطول. ولذلك فإن جرام الاختطاف وما يرتبط بها من جرائم تمثل حجر عثرة وسدا مانعا في طريق الحياة والتقدم والاستقرار والتنمية وهى جريمة خطيرة فلا يجوز استعمال الخطف واحتجاز الأشخاص أو تخويفهم ونحو ذلك لأجل الحصول على مكاسب أو إرغام السلطة على الخضوع لمطالب معينة والأصل هو سلوك الطريق الصحيح في الإعداد للسبل الكفيلة بتحرير الأرض والإنسان وليحذر المسلم الورع العاقل من أن يتسبب في إساءة التصرف وتشويه صورة المسلمين وليستمع إلى أصوات أهل العلم حتى لا تصبح الأمور فوضى والعواقب وخيمة. ولا ريب أن ما كان من الجرائم بهذه المثابة فإن الواجب على الحكومة والمسئولين والعلماء وغيرهم: أن يعنوا به غاية العناية وأن يبذلوا الجهود الممكنة لحسم شره والقضاء عليه وقد أنزل الله كتابه الكريم تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين وبعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين وحجة على العباد أجمعين .ولا ننسى أن لدينا قانون لمكافحة الاختطاف والتقطع ولكن لا يفعل أو يطبق على من يخالفه ¿¿ لقد أصبح من اللازم اليوم أن يصطف الجميع أحزاباٍ وتنظيمات سياسية وشخصيات اجتماعية ومواطنين لمواجهة مثل تلك الظواهر التي تهدد أمننا واستقرارنا واقتصادنا فالمسئولية مسئولية الجميع . قال الله تعالى: (إنِمِا جِزِاءْ الِذينِ يْحِاربْونِ اللِهِ وِرِسْولِهْ وِيِسúعِوúنِ في الأِرúض فِسِاداٍ أِنú يْقِتِلْوا أِوú يْصِلِبْوا أِوú تْقِطِعِ أِيúديهمú وِأِرúجْلْهْمú منú خلافُ أِوú يْنفِوúا منú الأِرúض ذِلكِ لِهْمú خزúيَ في الدْنيِا وِلِهْمú في الآخرِة عِذِابَ عِظيمَ (33) إلاِ الِذينِ تِابْوا منú قِبúل أِنú تِقúدرْوا عِلِيúهمú فِاعúلِمْوا أِنِ اللِهِ غِفْورَ رِحيمَ) المائدة والله الموفق