الرئيسية - رياضة - صديق السوء فخ يتربص بالشباب.. ويقضي على مستقبلهم
صديق السوء فخ يتربص بالشباب.. ويقضي على مستقبلهم
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الصداقة شيء أساسي في حياة الإنسان ويجب على الشخص اختيار الصديق المناسب فهناك أنواع متعددة للصداقة يجب أن يتنبه إليها الفرد المسلم خصوصاٍ في مرحلة الشباب والمراهقة حتى لا تعود عليه بالضرر نتيجة الاختيار الخاطئ ومن أنواع الأصدقاء رفيق السوء الذي حذر منه القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وآله وسلم في كثير من أحاديثه الشريفة قال تعالى {الأِخلاِءْ بِعúضْهْمú لبِعúضُ عِدْوَ إلاِ الúمْتِقينِ يِوúمِئذُ} [الزخرف:67] {وِيِوúمِ يِعِضْ الظِالمْ عِلِى يِدِيúه يِقْولْ يلِيúتِني اتِخِذúتْ مِعِ الرِسْول سِبيلاٍ. يوِيúلِتِا لِيúتِني لِمú أِتِخذú فْلاِناٍ خِليلاٍ. لِقِدú أِضِلِني عِن الذكúر بِعúدِ إذú جِآءِني} [الفرقان:27- 29] وحديثه صلى الله عليه وسلم (إنما مِثِلْ الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكيرº فحامل المسúك إما أن يْحذيِكِ وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحٍا طيبةٍ ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحٍا خبيثة) والذي يحدثنا فيه رسولنا الكريم بمدى خطورة رفقاء السوء وضررهم على المسلمين.

فكم من شاب كانت شقاوته بسبب رفيق السوء وكم من سجون امتلأت بسبب رفقاء السوء الذين اقتادوهم للمشاكل والمصائب ولازدياد ظاهرة رفقاء السوء عدة أسباب منها عدم استغلال أوقات الفراغ لدى الشباب بما يفيدهم مما يؤدي لذهابهم للشوارع ومجالسة رفقاء السوء وهي النعمة التي فرطوا فيها لقوله صلى الله عليه وآله وسلم (نعمتان مغبونَ فيهما: الصحة و الفراغ) إضافة إلى المشاكل الأسرية التي تؤدي إلى هروب الشباب من منازلهم ومجلسة أهل السوء الذين يجرونهم إلى الهلاك والتهلكة بتشجيعهم على المعاصي والمنكرات وأذية المسلمين وغيرها من الأمور. حاولنا في هذا التحقيق البسيط أخذ آراء عينة بسيطة جداٍ من الشباب حول رفيق السوء ومواقف حصلت لبعضهم استطاعوا تفاديها نستعرضها في ثنايا السطور التالية: الحربي: رفقاء السوء والتثبيط عن التوبة الشاب رؤوف الحربي أوضح أن رفقة السوء وصحبة الشر من أعظم المثبطات عن التوبة كونهم عوائق في طريقها وذلك لعدة أسباب منها أن الشخص يرغب عن التوبة خشية أن يفقد هذه الرفقة خصوصاٍ إذا لم يكن له صحبة سواهم أو لأن شياطينهم تؤزْهم على من تسول له نفسه مفارقتهم بالتوبة عما هم فيه من غيُ وضلال وانحراف وانحلالº فما يزالون به يرغبونه عن الهدى و يزينون له المحال و الردى. وقال: كم من شاب عاش حيناٍ من الدهر مع شلة فساد ونظراء هوى وحينما هدى الله قلبه لنور الإيمان وأذاقه حلاوة التوبة والإحسان رأى منه أصحابه عزوفاٍ عن العصيان واشتموا منه رائحة التخلي عما سلف فبدأوا يسخرون منه ويستهزئون بمقصده ويذكرونه بالليالي الحمراء والأيام السوداء والمواقف الغبراء وبما يعلمونه من ماضيه الذي يعرفون عنه كل صغيرة وكبيرة. ونصح الحربي الشباب الذين ابتعدوا عن رفقاء السوء بأن لا يلتفتوا إليهم أبداٍ فإن جاء منهم أحد معهم فرفقة إلى الله ومحبة في الله بعد أن كانت رفقة إلى النار ومحبة في الشيطان وإن استمروا في غيهم وزادوا في سخريتهم واستهزائهم عليهم الابتعاد عنهم وعدم الإصغاء إليهم. وأسرد رؤوف قصة لشاب خرج مع رفقائه السيئين في رحلة ومن عصيانهم بيتوا النية السيئة للمعصية حتى أن أحدهم كتب على لوحة سيارته 100 كيلو إلى جهنم فقرر هذا الشاب اعتزالهم وبعد 100 كيلو بالضبط انقلبت سيارتهم التي كانوا على متنها وماتوا على الفور فكانت سبباٍ في توبة هذا الشاب الذي قرر اعتزالهم وصار من حفظة كتاب الله سبحانه وتعالى. واختتم حديثه بالقول: نسأل الله حسن الخاتمة وأن يرزقنا توبة نصوحا يرضي بها عنا في دنيانا وأخرانا ويجنبنا رفقاء السوء. الخضر: قليل من يتجنبون رفقاء السوء من جانبه قال الشاب محمد الخضر بكالوريوس إعلام: “نجد أن معظم الشباب لا يعترفون أو يعتبروا بأنهم بصحبة رفقاء سوء فغالباٍ ما يتعامل الشباب مع رفقائهم بإعجاب وانجذاب لأفعالهم و يميلون دوماٍ إلى محاولة تقليدهم ومصاحبتهم ولم نعد نرى إلا في النادر واليسير ممن يتجنبون رفقاء السوء وكما نعرف فالإنسان في بداية مرحلة الشباب يسعى إلى نيل استقلاليته عن وصاية والديه فيكون هؤلاء قدوات على أنهم تحرروا و هربوا من قيود أسرهم وأن أفعالهم هي دليل على استقلاليتهم وإظهارا لشخصياتهم الحرة والجريئة فيميلون إلى تجربة ما يقوم به رفقاؤهم والانغماس في شخصياتهم حتى يكونوا نسخة منهم وهكذا. وعن الأسباب التي تؤدي لمصاحبة رفقاء السوء قال: الأسباب على سبيل المثال لا الحصر هي: – غياب الوعي الأسري والرقابة على الأبناء وعدم الإلمام بخطورة صحبتهم لرفقاء السوء فيدعوهم للشارع لا يدرون عنهم شيئاٍ إلى أين هم ماضون ومع من ولماذا و..و..و. – البيئة أو المحيط الاجتماعي الذي ينتشر فيه رفقاء السوء فلا يجد الشباب من قرناء لهم غير هؤلاء فكما قيل: يبقى الصالح صالحا حتى يصاحب فاسدا فإذا صاحبه فسد مثل مياه النهر تكون عذبة حتى تخالط ماء البحر فإذا خالطته ملحت. – عدم إدراك الشباب بعواقب صحبة رفقاء السوء فإذا بهم مثلهم قد جنوا على أنفسهم ومن دون أن يعلموا فيقضوا على مستقبلهم وينزلقوا في هاوية مظلمة قاتمة. – سكوت الناس عن الأفعال السيئة التي يقوم بها أمثال هؤلاء فلا تجد حتى كلمات استهجان وازدراء أو توبيخ. – عدم وجود التوعية بهذا الأمر من جهات عدة يعنيها هذا الموضوع. وليد: أما رفيق سوء أو رفيق لرفيق سوء أما الشاب وليد محمد حيدر خريج جامعة صنعاء فقد قال: “للأسف اليوم نعاني من حالة (إما) ( أو) (والأكيد انه) إما أن تكون رفيق سوء أو تكون رفيقا لرفيق سوء ونحن بشر فقد تأتي ظروفاٍ لنكون الأول يوماٍ ما والثاني يوما آخر وللأسف اليوم لم تقترن كلمة سوء بالرفيق فقط فقد ظهر اليوم ما يسمى حتى بالعالم السوء وهو أكثر ضررا من رفيق السوء الذي قد يغويك إلى المنكرات مثل الزنى أو الخمر وغيره فالأخير قد يغوي أمة بكاملها من الشباب ويحثها على القتل”. وأضاف بالقول: “مثلما ذكرت آنفاٍ إن الإنسان بطبيعته قد تأتيه أوقات ينجر وراء رفيق سوء وقد تكون أوقات رفيق سوء ينجر وراءه رفيق, لذلك لكي أكون منصفا ولا أدعي المثالية فقد مررت بالاثنتين ولكن الحمدلله النية دائماٍ تسبق العمل ولأن نيتي ليست السوء المبطن شراٍ يوما لرفيق, فقد ابعدني الله تعالى في كثير من الأوقات وفي اللحظات الأخيرة عن رفقاء سوء شرهم كان مبطنا. المطري: تثق فيه.. فيخونك من جانبه أوضح الدكتور الصيدلي علي المطري أن له مثل أي شخص أصدقاء إلا أنه حرص على مصادقة الأشخاص المخلصين وذوي السمعة والأخلاق الحسنة وذوي العلاقات الطيبة في المجتمع. وأكد أنه سبق وأن حصل له موقف مع رفيق اكتشف أنه من رفاء السوء وكانت البداية في أحد الأيام حينما ظهر عليه هو وأصدقائه شخص جديد يعرفونه سطحياٍ وكان أكثر ما يميزه هو اختفائه لفترات لا أحد يعلم أين يذهب حينها وفجأة عقد العزم على البقاء المتواصل معهم فبدأ بأسلوب هادئ وأظهر للجميع ثقافته العالية وتفانيه في خدمة الآخرين حتى نزع إعجابه وإعجاب بقية أصدقائه. وواصل في سياق حديثه بالقول: “عندها بدأ بالتقرب مني بشكل كبير جداٍ وكان يتعمد قضاء أوقات كثيرة برفقتي ومن ثم بدأ يصارحني بظروفه ومشاكله وأسراره وسرعان ما كسب تعاطفي وفي أحد الأيام فاجأني بعد صلاة الفجر بقدومه إلى منزلي طالباٍ مني أن أقوم بإسعاف شقيقته كوني صيدلانياٍ فتحركت معه وذهبنا لمنزله وقمت بالواجب معه كأي دكتور صيدلاني وطلبت منه أن نذهب لإحضار بعض الأدوية لكي يحضرها كون حالتها لم تكن حرجة لدرجة الإسعاف للمستشفى فرفض ذلك بحجة ضرورة بقائي في المنزل بينما يذهب هو لإحضار الدواء وهو ما أمكن بهذا التصرف أن يسيطر تماماٍ عليٍ حينما وجدته يأتمنني على منزله وأخته دون تردد وحينها حل عندي في منزل الأخ ومع مرور الأيام حصل على ثقة متناهية مني ولم أستطع أن أرفض له أي طلب وأصبح الرفيق الذي لا يمكنني تركه. وأضاف: “ومن هنا بدأت قصتي مع رفيق السوء عندما استغل هذا الشخص ثقتي وجرني إلى أن أعرفه بالكثير من أقاربي وأصدقائي بشكل سريع فتعرف على منازلهم وأرقامهم وأماكن أعمالهم وبدأ بممارسة عمله الحقيقي الذي كان يخفيه عني وهو النصب والاحتيال ومع مرور الأيام بدأت أخباره تصلني ممن تعرف عليهم عن طريقي فكانت صدمتي كبيرة حينما عرفت أن ذاك قد ذهب إليه وأخذ منه مبلغاٍ من المال وآخر أخذ منه شيئاٍ ثميناٍ وآخر أوهمه بإقامة مشروع وآخر طلب منه شيئاٍ باسمي حتى أقاربي لم يترك منهم أحد وقتها اتضحت لي الرؤية لماذا قربني إليه ولازمني حتى تعرف على طبيعتي وسبب قيامه بإشغالي عن بعض أصدقائي وتيقنت حينها بأسباب غيابه المتكرر سابقاٍ. واستطرد قائلاٍ: “عقب كل ما حصل تأكدت بأنه رفيق سوء ونصاب محترف ألصق الكثير من أعماله المشينة بالصديق الذي كان مغفلاٍ وظن أنه قد أسره وأمنه ولن يخونه أبداٍ وأكمل مسيرته باختلاس مبلغ مالي من عهدة مالية مسجلة باسمي”. وواصل حديثه: “وبالفور بدأت بإصلاح ما أفسده وذهبت إليه فكانت مفاجئتي حينما رد علي بالقول بأننا إذا أردنا أن نصلح ما قام به فيجب أن نكمل المسيرة مع أشخاص آخرين وبنفس الطريقة حتى يتمكن من إعادة ما احتال به عليهمحينها قمت مباشرة بتحمل ما يجب تحمله وتعاونت مع مجموعة من المتضررين واتفقنا على التخلص من شروره وقمنا بالإبلاغ عنه لدى الشرطة ومحاصرته في كل مكان نعرف أنه يذهب إليه فحصل ما كان متوقعاٍ اختفى هذا الشخص ولم نعرف له أثر حتى الآن والواضح أنه يبحث عن فريسة جديدة”. عبدالله: ينصرف عند النكبة ويظهر مع النعمة أما الشاب عبدالله والذي طلب عدم ذكر اسمه كاملاٍ فكانت له هو الآخر قصة مع رفقاء السوء بدأت حينما كان في الـ15 من عمره حينما كان يعمل إلى جوار والده في “البقالة” وكان دائماٍ ما يوبخه حينما يراه مع أصدقائه ذوي السمعة السيئة والذين كانوا يملأون عقله بالأفكار الخاطئة عن والده. وقال: “كان والدي دائماٍ ما يعاقبني لكنني لم أكن أعلم أن ذلك في صالحي وبدلاٍ من أن ينصحني أصدقائي بأن تصرفات والدي تجاهي من باب حرصه علي كحرص أي أب على ابنه كانوا يقولون لي العكس تماماٍ بأن والدي يكرهني ولا يريد لي الخير ولهذا يقوم بضربي”. وأضاف: “وتطورت المسألة ولم أدرك الواقع والصورة الحقيقية لرفقاء السوء حينما قررت الهروب من منزلي فشجعوني على الذهاب معهم إلى السعودية التي سنعمل فيها وسنجني فيها المال وأتخلص أنا من ضرب والدي لكن شاءت الأقدار أن نفشل في الدخول للسعودية فتم إلقاء القبض علينا وقد تخطينا الحدود وتم ترحيلنا إلى اليمن حينها تخلوا عني وأدركت خطأي وعرفت بأنهم رفقاء سوء ومصلحة لا يهمهم أمري في شيء فقررت العودة لمنزلي الذي عرفت مقدار حبه وخوفه علي حينما استقبلني بالأحضان والدموع”. وواصل حديثه بالقول: “عقب ما حصل لي من رفقاء السوء تعرفت على أضرارهم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى وعلى سبيل المثال لا الحصر أن المرء يتأثر بعاداتهم وأخلاقهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) إضافة إلى أن رفيق السوء يشكك في معتقدات صديقه الصحيحة ويصرفه عنها ويخفي عنه عيوبه ويسترها عنه ويحسن له أخطائه ويخفف وقع المعصية في قلبه ويهون عليه التقصير في الطاعة ويصله بأناس سيئين يضره الارتباط بهم ربما أشد انحرافاٍ وفساداٍ. واختتم حديثه بالقول: “رفقاء السوء ينصرفون عنك عند النكبة ويقبلون إليك مع النعمة فلينظر كل شاب إلى رفيقه ويختار الرفقة الصالحة وتجنب مخالطة رفقة السوء سعياٍ للنجاة والسعادة في الدنيا والآخرة”.