استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية وفد عسكري يطلع على سير العمليات العسكرية في محور علب بصعدة الارياني يرحب بإعلان حكومة نيوزيلندا تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية نيوزيلندا تصنف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية الارياني: استمرار تجاهل التهديد الحوثي وعدم التعامل معه بحزم، سيؤدي لمزيد من زعزعة الامن والاستقرار المكتب التنفيذي لأمانة العاصمة يناقش انتهاكات الحوثي وتحديات النازحين وكيل شبوة يفتتح إفتتاح مشروعات امنية في المحافظة
تربويون: الغش ظاهرة قديمة جديدة والحد منها يتطلب تكاتفاٍ مجتمعياٍ
تطور الغش في بلادنا مع تطور التكنولوجيا وتتجدد أساليب الحد منه ليأتي كل عام بجديد فالغشاشون من الطلاب المهملين ومن يساعدهم على ذلك يعصرون أدمغتهم لاختراع طرق مبتكرة لا يعرفها المراقبون داخل قاعة الامتحان لتستمر حكاية الغش بين الطلاب والمعلمين إلى قدر غير معلوم برغم تزايد حدة العقوبات التي تفرضها بعض المدارس عليهم إلا أنها لم تمنع من تعود على ممارسة هذه السلوكيات من المجازفة التي قد تصيب وقد تخطئ دونما أدنى خوف من النتائج.. طرق الغش الحديثة وتأثير هذا السلوك على الطالب من الناحية التعليمية والنفسية تجدونها في هذا التحقيق.
يتحدث إلينا محمد -طالب في المرحلة الثانوية- واثقاٍ يقول :المدرسون لا يستطيعون منعنا من الغش مهما حاولوا فنحن محترفون اكتشافها أثناء الغش ويعلل ذلك بالقول في الامتحانات يقوم المعلمون بإخراج كافة الطلاب إلى ساحة المدرسة للاختبار وهنا يكون عددنا كبير لنقوم بالغش حينها عبر الإشارات أو تبادل ورق الامتحان في حالة ذهاب المدرس إلى مؤخرة الساعة للإجابة عن سؤال أحد الطلاب أو سحب الورق منهم. الغش بطرق جديدة أما فيما يتعلق بالغش في الامتحانات النهائية فهي كثيرة تبين ذلك من خلال الطرق التي حدثنا عنها اليوسفي طالب في الصف الثاني ثانوي علمي بإحدى المدارس الحكومية بمديرية الوحدة حيث قال : بعد الامتحان الأول ومعرفة مكان جلوسي واللجنة التي سأختبر فيها أذهب بالعصر إلى المدرسة وأدخل إلى قاعة الامتحان بعد أن أتفق مع حارس المدرسة وأكتب كل ما أحتاجه فوق الماسة بقلم رصاص وعلى الجدار الذي أمامي لأعود في اليوم الذي يليه لأمسح ما كتبته وأكرر نفس العملية حتى نهاية الامتحانات. أما الطالبة رؤى- ثانوي علمي- فهي خبيرة في استخدام التكنولوجيا الحديثة والاستفادة منها كما تقول إذ ترسل الأسئلة لخارج القاعة باستخدام الهواتف المحمولة التي تصور في الامتحان وترسلها عبر الوتس لتعود إليها محلوله فتقوم بعدها بإرسال الحل إلى زميلاتها داخل القاعة عبر البلوتوث. وتضيف: طبعاٍ نقوم بإلصاق الهاتف المحمول بعد أن نقوم بإطفائه في أسفل الماسة لامتحان اليوم الثاني. سعيد طالب- في المرحلة الثانوية بإحدى المدارس الأهلية- يحدثنا عن طريقة بديلة في الغش ويقول : تمكنت من شراء قلم فيه ليزر أثناء سفري لتونس ومن خلال هذا القلم أقوم بكتابة ملخص للمادة بخط صغير على ورقة بيضاء مقواة من ثم أقوم بإدخال هذه الورقة البيضاء الخالية إلى قاعة الامتحان بحجة إسناد الورقة التي قد تتعرض للتمزق بسبب الحالة السيئة للماسات في المدرسة أو بحجة وضوح الخط بعدها أقوم بتسليط الضوء (الليزر) الموجود على الورقة لتظهر بعد الكتابة بوضوح وأقوم بنقل ما أريد بغير أن أتلفت إلى أي اتجاه ودون أن يشك المراقب في وهذه طريقتي السرية التي لم أخبر أحداٍ عنها ويضيف: هناك طلاب يقومون بالكتابة على تلك الورق المقواة من خلال الحفر الضغط على الورقة بصورة قوية بقلم رصاص من ثم يقومون بمسحها ولكن هذه الطريقة ترهق النظر أثناء القراءة داخل اللجنة وربما تمحى تفاصيل بعض الكلمات المكتوبة على الورق المقوى. إجراءات احترازية كل عام تأتي الطالبات بطرق جديدة للغش لم تكن موجودة في العام الذي سبقه لكي لا يتعرف عليها المراقب أو المراقبة داخل قاعات الامتحان هذا ما أوضحته المعلمة أفراح الصلوي – الأخصائية الاجتماعية – بمدرسة معين وتضيف قائلة: نحن بدرونا نعمل كل عام بجهد مضاعف للحد من هذه الظاهرة السلبية ونقوم بتحذير الطالبات من عدم إحضار أي شيء سوى الأقلام المعروفة وعدم تناقلها داخل القاعة كما أوضحت أن الطالبات يبتكرن دائماٍ طرقاٍ جديدة للغش فمثلاٍ الاتفاق المسبق بين الطالبات بأنه في حالة سؤال أحدهم المراقبة أو الأستاذة داخل الامتحان بحجة التوضيح فإن هذا يعني نداء للإغاثه من قبل زميلاتها اللاتي يوصلن لها الحل فإذا كان السؤال بالإمكان الإجابة عنه بالإشارة فإن هناك إشارات محددة بين الطالبات لا يفهمها سواهن وإذا كان السؤال يحتاج للكتابة فإن من سيعطيها الحل تطلب مسطرة أو قلماٍ من الطالبة المتعثرة في الإجابة لتزويدها بالحل في تلك الأدوات من ثم إعادتها إليها فإذا كانت مادية فإننا نقوم بمعاقبتها وحرمانها من المادة أما إذا كانت بالإشارة فإن هذه الطريقة ذكية للغاية ويصعب اكتشافها وحتى وإن كشفت يصعب التعامل معها بسبب عدم وجود دليل مادي لإدانة الطالبة التي تغش.
لغة الإشارة ويتفق معها المعلم وليد الخاوي بأن لغة الإشارات هي الوسيلة الأذكى التي يستخدمها الطالب في الغش فالطلاب يقومون بإرسال الحلول من واحد إلى آخر عبرها فبعد أن يؤشر الطالب لزميله بأصابع يده عن الفقرة التي يريدها يرد عليه الطالب فالعلامة ستكون صح أما إذا مسك القلم بيده الشمال فالإجابة ستكون خطأ هذا في حالة الأسئلة التي تحتوي على إشارات صح أو خطأ وكذلك الاختيارات فمسكه القلم باليمين تعني الاختيار الأول وبالشمال الاختيار الثاني وعند وضع القلم بالماسة فالاختيار سيكون الثالث أما في حالة عض القلم فإن الاختيار الرابع وهكذا يستمر الطلاب في ابتكار طرق جديدة كل عام وما أن نفهم الأولى حتى تظهر جديدة. محاولات جادة * مشكلة الغش في الامتحان أصبحت كالوباء الذي ينتشر بسرعة بين الطلاب وهذا ما يزيد الأعباء علينا لمحاربة هذه الظاهرة خاصة وأن الطلاب يأتون كل عام بطرق جديدة ويرجع مدير مدرسة الشعب جميل الفهد السبب وراء ذلك إلى إهمال الطالب والمعلم بنفس الوقت فقد أكد الفهد أن بعض المعلمين أصيبوا بحالة غريبة من اللامبالاة بهذه الأمور وغيرها وأنه حاول أكثر من مرة أن يشد ويعاقب المعلمين المتقاعسين عن أداء مهامهم في الرقابة الصحيحة على الطلاب وعدم التساهل مع من يقوم بالغش ولكن لا حياة لمن تنادي ويرى أن هذه الظاهرة ستخف إذا عمل كل معلم بالشكل الصحيح لذا فهو في حالة مطالبة دائمة لمكتب التربية بالمديرية بتزويده بمعلمين أكفاء قادرين على تحمل المسئولية بصورة صحيحة فيما ترى المعلمة فاطمة الحسام مديرة مجمع الثورة التربوي للبنات بمديرية آزال ترى بأن الغش ظاهرة قديمة ومتجددة في نفس الوقت بالطرق التي تبتكرها الطالبات لذا فهي تقوم بالتعاون مع المعلمين المختصين بتحديد الاحترازات الوقائية لمحاولة الحد من انتشار هذه الظاهرة التي لم تنكر وجودها خاصة في الامتحانات الشهرية وتضيف: نحن كإدارة لا نتهاون بمعاقبة أي طالبة تقوم بالغش مهما كانت الأعذار التي دفعتها إلى ذلك فالغشاش كما نقول سيبقى محكوماٍ عليه بالبقاء في سرداب هذه الطريقة السيئة لنفسه أولاٍ ولمجتمعه ولأسرته. سلوك سلبي فيما يرى علماء النفس التربوي بأن ظاهرة الغش سلوك ينمو لدى الفرد من خلال عوامل التنشئة الأسرية والاجتماعية وأن سلوك الغش غالباٍ ما يتطور من خلال بيئة تربوية واجتماعية توفر المناخ المناسب لذلك. ولهذا كان لسلوك الغش بشكل عام خطر ليس على الفرد الغاش فقط بل على أفراد المجتمع أيضا وتزداد مشكلة الغش وخطورته عندما تمس الشريحة المتعلمة أو المثقفة في المجتمع من تلاميذ وطلبة المدارس أو الجامعات والذين يفترض أن تكون وسائل التربية والتعليم قد هذبت سلوكهم وصقلت أفكارهم سعياٍ وراء تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية التي يسعى المجتمع إلى تحقيقها. خلق مذموم الغش في الامتحانات خلق ذميم ومحرم هكذا بدا الداعية وإمام مسجد التوحيد الأخ/ إبراهيم المخلافي حديثه وأضاف: الغش والخديعة خلقان مذمومان لا يتصف بهما الشخص الذي يخاف ربه وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من غشنا فليس منا) وهذا على حسب قوله يعم كل غش في أي شيء كان ومما يزيد هذه التصرفات قبحاٍ أن الغش أو الغشاش يحمل صفة المنافقين قال تعالى (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخادعون إلا أنفسهم وما يشعرون) وبهذا يتبين للجميع بأن الغش في الامتحانات سلوك ذميم ومحرم سواء كانت المادة التي يختبر فيها دنيوية أو دينية لعموم الأحاديث والأدلة المتقدمة بخصوص هذا الشيء. واعتبر المخلافي هذه السلوكيات خيانة لعموم الأمة وليس للنفس فقط وختم حديثة بالقول: الغش في الامتحانات محرمة ومتنافية مع تعاليم ديننا الإسلامي.