الرئيسية - السياسية - ما لم ينشر عن مؤتمر الناصريين
ما لم ينشر عن مؤتمر الناصريين
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

استطلاع/ صقر الصنيدي – قبل أن أصل إلى حفل افتتاح المؤتمر الحادي عشر للتنظيم الوحدوي الناصري سألني أحد الذين رأيتهم بالقرب من مكان انعقاد المؤتمر ولم يكن ناصريا كما اعتقدت وكأنه وجد فرصة للتحدث وإهمال رغبتي في معرفة ما إذا كان المؤتمر قد بدأ أعماله وبادر بسؤال آخر ربما يطرحه كل من ترافقه مشاكل حياته اليومية لا أدري من هم المجتمعون عدالة وبناء أم ناصريون ولكن قل لي من منهم يريد أن يخدم البلاد ماذا سيقدمون لنا ¿ لم يكن ردي متحمسا ولست مضطرا لقوله هنا لكن جوهر تساؤل إنسان بسيط يفتح الباب للكشف عن ظاهرة رافقت الكثير من الأحزاب بحيث أصبحت مجرد تجمعات توزع المصالح على أعضائها وتقدم لهم المنافع المحصورة ولم تنشر معها ثقافة أن الانتماء إلى الحزب لا يعني غير تأييد أفكاره ومبادئه وتشجيع سياساته وخططه التي تهدف إلى خدمة المجتمع كله وليس للمنتسبين إليه . في القاعة الواسعة التي انعقد فيها المؤتمر بدا واضحا الحضور الكثيف للناصريين من الأجيال المختلفة من تلك التي شهدت فترات الحصار والمطاردة والعمل السري الذي أعقب حركة التصحيح التي قام بها الشهيد عيسى محمد سيف ولم تثمر وربما هؤلاء الوجوه هم الأكثر إيماناٍ بمبادئ التنظيم المستوحاة من عبد الناصر ومن زمنه ومن قيادات الداخل وهناك حضور واسع للجيل الذي أعقب إعلان الوحدة اليمنية التي أعادت العمل السياسي للتنظيم إلى العلن ووفرت قليل من الأمان الذي فقده جيل بأكمله ومازالت آثاره موجودة إلى اليوم في تصرفات البعض ممن عاصر مرحلة الخوف من الانتماء الحزبي . كأي حزب صار له سهماٍ في الحكم حضر الأعضاء الذين نصبهم التنظيم لتمثيله في الحكومة وكان واضحا حرصهم على أن يراهم الجميع حاضرين يردون الجميل لحزب مكنهم من السلطة ولكن هل ينعكس هذا الجميل في طريقة أدائهم في الجهات التي التحقوا للعمل بها ..هذا الأمر متروك لمن يعمل معهم . كانت سيارات فارهة تنتظر أصحابها في الحوش الكبير المحيط بقاعة الاجتماعات سيارات لم يكن الناصريون في السابق متحمسون لقيادتها والجمع بينها وبين أقوال القائد الذي غادر الحياة وليس برصيده ما يكفي لاستئجار مثيلاتها – كان الحضور لافتا من قبل ضيوف لا علاقة لهم بالحزب لكنهم أحبوا تسجيل موقف مع تنظيم يظهر عليه تغير أيدلوجياته وسلوك المنتمين إليه وحتى لا نظلمهم فهو سلوك لا يختلف عن أي حزب آخر يصل إلى السلطة التي ظل مطاردا منها وهو حال الأحزاب الأخرى المشاركة في الحكم سواء في بلادنا أو في بلدان مختلفة . حضور ملحوظ للمرافقين الذين يرتدون الزي العسكري وهو ما يعد نقطة في صالح حزب لا تربطه أي صلة بالمليشيات المسلحة التي تستخدم في الحماية لسياسيين يفترض بهم أن يكونوا تحت حماية المؤسسة الأمنية لا أن يوجدوا لأنفسهم مليشيات تتحارب من أجل مصالح لا تصل إلى وطن الكل ولم تنجوا المليشيات المسلحة التي تهاجم الدولة وتعتدي على جنودها ومواقعهم من إدانة مؤتمر التنظيم الذي أعلن عبر أمينه العام سلطان العتواني وقوفه مع الجيش والأمن في ضرب كل المسلحين الذين يريدون إدخال البلاد في حروب لا تنتهي – نال موقف مساندة الجيش تصفيقاٍ حاراٍ من الحضور فهم كما علق أحدهم لا ينشطون إلا عبر العمل السلمي وليس المسلح ولا يمتلكون أجنحة مقاتلة ولا يريدونها حتى يوم أرادوا السلطة كانت أوامرهم أن لا تصل قطرة دم واحدة إلى الأرض وانه إذا كان ضروريا فيتم الاحتجاز المؤقت للخصم وهو ما لم يحدث . في الافتتاح برز أمر آخر وهو أن ثلاثة صفوف في المقدمة هي من كانت ملتزمة الصمت أثناء الكلمات التي تجاوزت العشر ولم تتسم في غالبيتها بالاختصار والوصول إلى الفكرة مباشرة ما جعل القاعة تميل إلى شكل جلسات البرلمان اليمني هناك من يتحدث بميكرفون وهناك من يتحدثون بلا ميكروفون بل وصل الحال إلى قيام إحدى القنوات التلفزيونية العربية إلى إجراء مقابلات داخل القاعة بينما هناك من يتحدث على المنصة والغريب أن المقابلات كانت عن المقاومة ولم تقم اللجنة التنظيمية بإبلاغ المراسل أن الجلسة لم تنته بعد . حدث هناك ما يشبه الخلاف علق أحد الكتاب الحاضرين في تلك الأثناء أن تنظيم الفعالية وانضباطها يشير إلى قدرة على الإدارة بينما حدوث العكس فكيف سينظمون بلاداٍ إذا لم يجيدوا تنظيم قاعة . بينما جاء تعليق آخر يريد صاحبه الدفاع وقال نحن لسنا جماعة أو طائفة أيدلوجية لها قادة مقدسون يجبرون الآخرين على الإصغاء لهم والسكوت الدائم والقيام بحركة واحدة في ذات الوقت للتعبير عن الانقياد نحن حزب سياسي نؤمن بتعدد الأمزجة وحرية الآخرين لا يمكن أن نقمع أحداٍ ونلزمه الصمت لأن أحداٍ من قياداتنا يريد التحدث الأمر متروك له أن أراد استمع أو تحدث المهم أن لا يصل الأمر إلى الإرباك كما تعلم فإن الحضور ليسوا جميعا منتسبين في التنظيم في حفل الافتتاح – هذا الحديث دار أيضاٍ بينما كان أحدهم على المنصة .

لم يشاهدوا أجمل ما في الاحتفال

كلمات سياسية ركزت على قومية ووحدة الأمة العربية ألقاها ضيوف عرب ومتحدثون يمنيون جميعهم لديهم حلم الوطن العربي الكبير حتى أن الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور قال إنه يتحدث من موطنه اليمن دون أن يقول وطني الثاني – قصيده شعر لعمر النهمي الذي أشعل دمعة لم تنزل من عيون الناصريين الفخورين وقصيدة لأحمد طارش خرصان لم تقل رونقا . كل هذا جعل كثير من الحضور في انتظار نهاية الاحتفال رغم أن الفقرة الأخيرة كانت جديرة بالإصغاء أوبريت تعددت موسيقاه وألحانه أداه شباب من التنظيم بإتقان لايراه إلا من تتملكه روح الموسيقى والألحان الأليفة – التزم عدد لا باس به بينما أصر كثيرون على الذهاب إلى غاياتهم واشغلنهم مهامهم عن متابعة أهم ما في الاحتفال فنيا . وإن كان من قام بتنفيذ الأوبريت يحملون تجربتهم الأولى إلا أنهم أحرزوا تقدما في الأداء وكلما كان الوقت يمر كانوا يصبحون أفضل – غلطة بسيطة في ترتيب الفقرات “جعلت” أوبريتاٍ كتب كلماته فخر العزب وقام به شباب من التنظيم يخرج عن دائرة الاهتمام وكأنه من برنامج احتفال آخر كما أن هناك مؤشراٍ لا يسر وهو أن السياسة ما زالت بعيده عن القيم الأخرى كالفن فبمجرد أن بدأ الفن يتحدث فكر عدد كبير منهم بالمغادرة ولم يطل تفكيره ولم يتذكر عبدالناصر منتظراٍ لصوت أم كلثوم وتمر الساعات دون أن يحرك كرسيه قبل أن تنهي حديثها الطويل عن الحب وفروعه.

حرب عمران حضرت الاحتفال

واحد فقط من أعضاء لجان استقبال المندوبين لم يكن سعيدا وكان كمن يبحث عن إحدى قطع لعبته المفضلة ولديه شعور بأنها فقدت إلى الأبد . ربما زاد من إحساس عمار بالخيبة كلمات زملائه في لجان استقبال مندوبي التنظيم الوحدوي الناصري وهم يرددون قولهم إن العدد قد اكتمل بينما هو يكرر كلمة الحرب منعتهم وإلا لكانوا الآن هنا – لم يستطع غير سبعة من مجموع 37 مندوباٍ من اجتياز خط النار والوصول إلينا للمشاركة في أهم حدث للحزب خلال الفترة الراهنة ونحن نهتم بحياتهم وحرصنا على أن لا يعرضوا أنفسهم للخطر أثناء الوصول إلى مؤتمرنا وإن لم يحضروا فإن قضاياهم حاضرة في كل أعمالنا . حتى أولئك القادمين من المهرة وصلوا حاملين معهم آمال أن يقدموا شيئاٍ جديداٍ ويواكبون التغيير الذي حدث في البلاد كما قال من يتولى استقبالهم بينما تداخلات كلمات مسؤول استقبال مندوبي مدينة إب حيث اعتبرهم الأكثر حضورا والتزاما بتوقيت الوصول والمشاركة . ورغم اشتعال المعارك في شبوة وأبين إلا أن المندوبين القادمين من هناك تجاوزوا المعارك وقدموا بكثافة ووصل العدد الكلي إلى تسع مائة مندوب من مختلف المحافظات هم من تولوا اختيار أعضاء اللجنة المركزية للتنظيم . وحتى لاننقل الصورة القاسية فقط من مؤتمر حزب حافظ على مبادئه دوما في ظروف قاسية كانت هناك الكثير من الأشياء التي تعيد الأمل فقد حضر كثير من أبناء مناطق بعيدة مدفعوين بحبهم فقط للعمل السلمي وإخلاصاٍ لمبادئهم الخالية من المنافع حضروا فرحين بآمال عريضة لاتنحصر في التنظيم فقط كما أن كثيراٍ من الأعضاء الموجودين في أمانة العاصمة كانوا يتنقلون بين رفقائهم بمشاعر مودة يمكن رؤيتها وكانت كلماتهم تنم عن قيم غائبة عند أحزاب أخرى كثيرة كما أن حضور صحيفة الحزب الواحدوي كان بهياٍ وقدمت موضوعات جديرة بالاهتمام سواء للمنتسبين أو لغيرهم وتقريبا كانت هدية قيمة قدمتها هيئة تحرير شابة إلى الحضور بثقة وتقبلوها بتقدير .