الجمعة 29 مارس 2024 م
الرئيسية - السياسية - السياسة تحضر مسرح الدمى إلى اليمن للمرة الثانية
السياسة تحضر مسرح الدمى إلى اليمن للمرة الثانية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أكـرم الشـوافي: كلما قدمنا العرض طلبوا إعادته من جديد على حافة إحدى المدرجات الزراعية في قريتنا الصغيرة كان يقف حارس للمحصول وكلما هبت الريح زادت من أهميته ونجاحه في مهمته وبدون الريح يظل ثابتا بثوبه الأبيض وقبعته البنية – هذه ملامح أول دمية رأيتها في حياتي كل ما تقوم به هو إخافة القرود التي تهاجم الزرع ولم يكن لها علاقة ببعث التسلية في قلب أحد وهي المهنة التي عرفت بها في أنحاء العالم منذ مئات السنين ما عدا البقعة التي نحن فيها . وباستثناء مدينة عدن لم تصل الدمى الى مسرح حياتنا وظلت بعيدة وحتى ظهورها في عدن كان اضطراريا للتعبير عن المشاعر الوطنية ضد الاستعمار البريطاني وحملها ثلاثة شخوص دمية أبو شنب ودمية أبو تمرة ودمية ثالثة ورغم تعلق الناس بهذا النوع من الفن القديم إلا أنهم لم يجعلوه حاضرا في تفاصيلهم وهاهي فرقة من شباب يتبعون منظمة مدنية يحاولون إيصال مسرح الدمى إلينا بعد أن وصل في دول كثيرة إلى اعتباره فناٍ مهدداٍ بالانقراض وجاء ليعبر عن مواقف سياسيه وتوجهات . في لقاء مع أكرم الشوافي رئيس منظمة شباب شفافية وبناء والمسؤول عن العمل يتحدث عن مسرح الدمى ودوره في تبني قضايا سياسيه وإيصال أفكار بطريقة مبسطة . السياسة عبر الدمى * هل يمكن لمسرح الدمى أن يخدم القضايا السياسية ولماذا اخترتم البداية من موضوع سياسي ¿ – مسرح الدمى هو فن شعبي قديم جدا يعود أصله إلى الثقافات الآسيوية القديمة ازدهر مسرح الدمى في البلاد العربية مباشرةٍ بعد سقوط الأندلس في نهاية القرن الثالث عشر وكان وسيلة لتسلية الناس حيث كان وسيلة جيدة لحكاية قصص ذات دلالات قيمة إنسانية أو سياسية دون الاحتكاك مع الحكام. وكما هو حال قصص خيال الظل كان مسرح الدمى يعبر عن الأوضاع الاجتماعية والسياسية. وله تأثيره على المستمع حيث يربط الصورة بالصوت ويستخدم اللهجات والأزياء والشخصيات الشعبية وعادة يستخدم لتوصيل الرسالة لكافة الفئات العمرية . ستمثل العروض المسرحية بواسطة مسرح الدمى فرصة لتعريف اليمنيين بأحد الفنون الهامة التي لها تأثير على المستوى الاجتماعي والشعبي والتي من خلالها سنستطيع إيصال الأفكار المتعلقة بتوعية المواطنين بكل ما يتعلق بعملية الانتقال السياسي وكذا بالحوار الوطني الشامل الذي وبكل أسف كثير من أبناء هذا الوطن لا يعون المخرجات الهامة التي ستلبي بشكل كبير تطلعاتهم وأحلامهم باعتبارها مخرج الطوارئ لدولة مدنية حديثة بما توصل إليه المؤتمر من محددات دستورية وقانونية سيتضمنها الدستور القادم والبنية التشريعية الجديدة للدولة . ولما لذلك من أهمية الإدراك لتلك المخرجات وما سيتضمنه الدستور القادم رأينا في مؤسسة شباب شفافية وبناء بأننا بحاجة إلى خلق قاعدة توعوية شعبية تساهم في خلق الوعي المجتمعي والشعبي لإشراك فئات المجتمع المختلفة في صياغة قراراته عبر المشاركة المجتمعية. تقبل كبير * إلى أي مدى يتقبل الجمهور النقد عبر استخدام الدمى وهل تركزون على صناعة شخصيات معينة أم أن لكل عرض شخصياته ¿ – من خلال القياس على أول عرض رأينا تقبلاٍ كبيراٍ للموضوع وهذا ما دفعنا للاستمرارية وتعميم التجربة حيث سنقوم بتنفيذ 20 عرضاٍ مسرحياٍ في مديريات أمانة العاصمة خلال 20 يوماٍ موزعه ما بين أسواق مفتوحة وحدائق ومتنزهات وكذا الجامعات وسنعمل على إعداد عروض أخرى نناقش فيها مواضيع كثيرة أهمها الدستور بالإضافة لعدد من القضايا الإنسانية والحقوقية التي تتطلب نشر وعي كاف بين أوساط المجتمع بها . بالنسبة للشخصيات ستكون هذه الست الشخصيات هي الأساسية للمسرح حيث مثلت الأقاليم الستة ولا مانع خلال العروض القادمة من إضافة شخصيات أخرى من مدن كل إقليم إن تطلبت السيناريوهات المسرحية إضافة شخصيات أخرى . تفاعل الجمهور * كيف تقييم التفاعل الجماهيري مع عرض الدمى هل هناك تقبل لهذا النوع الجديد من الفن ¿ – كان التدشين لمسرح الدمى اليمني في أول عروضه يوم الأربعاء الفائت في ذات الوقت الذي كانت فيه شوارع العاصمة صنعاء تشتعل بإطارات السيارات من قبل الغاضبين من الوضع المتردي وانعدام الخدمات حيث كان العرض في ميدان التحرير رغم الأوضاع الأمنية المتوترة وبالرغم من كل تلك الأحداث إلا أنه كان هنالك حضور كبير لم يؤثر عليهم سماع أصوات إطلاق الرصاص بالقرب من المكان استمتعوا كثيراٍ بالعرض وطلبوا تكراره وإعادة عرضه في أكثر من مكان وتعميمه وقد أكدت لنا هذا نتائج الإيجابية للتقييم الذي قمنا بتوزيعه على الحاضرين الذي قاموا بدورهم بشكر مؤسسة شباب شفافية وبناء وفريق العمل . اللهجة العامية * تركز الدمى على اللهجات الدارجة كيف تعاملتم مع الأمر¿ – برأيي إن المواطن البسيط بحاجه للهجة العادية والأسلوب البسيط الذي من خلالهم نستطيع أن نشد تركيزه ونجعله يتجه نحو الاهتمام بأشياء تجاهلها كثيراٍ بسبب قلة الوعي لمفهومها وهذا ما نسعى إليه وهو الوصول للمواطن البسيط ليتحول إلى عنصر فاعل في المجتمع من خلال نشر الوعي الكافي لكثير من القضايا الإنسانية والحقوقية والسياسية بطريقة مبسطة وممتعة وبأسلوب فكاهي. وهذا ما انتهجناه في مسرح الدمى اليمني وفي أول عرض “ع تسبر” حيث ربطنا الثقافة الشعبية سواءٍ باللهجات أو بالأزياء لعدد من المناطق اليمنية.