خالد الصعفاني –

● هناك في البرازيل بلد السامبا الرقصة الشهيرة وبلد البن الذي كان في يوم ما يمنيا من المخا , تجري منافسات بطولة كاس العالم في نسختها العشرين .. 32 منتخبا تمثل بلدانها الأفضل والأقوى في كرة القدم حيث السحر والعشق والجنون الذي لا ينتهي .. .. والمشهد ليس « كبة « والسلام كما قد يتصور اليمني وليس « ركض « كما قد يختزل بعض البعيدين عن سحر هذه الفاتنة المستديرة .. كما أنه ليس رجسا من عمل الشيطان كما أفتى بعض من تشدد للقشور وترك الثمرة والبذور ..! .. هي مناسبة تلخص حالات النجاح في إدارة الرياضة عامة ورياضة كرة القدم خاصة ولذلك لم تنل شرف الوصول بلدان كانت عريقة في مجال اللعبة والسبب بكل بساطة أنها ابتعدت عن عوامل نجاح وتطوير منتخباتها وكرتها .. أما الكبار فهم في الموعد – أسبانيا وألمانيا والبرازيل مثلا , والطامحون كانوا في الموعد ايضا البوسنة لأول مرة وكوستاريكا للمرة الرابعة والهندوراس للمرة الثالثة , أما الفاشلون فحرموا الحج الى مونديال الاحلام ببساطة لأنهم لم يستحقوا شرف الوصول اليه وهؤلاء قائمة تطول بفعل عوامل كثيرة يهمني هنا ذكر اليمن باعتبار منتخبنا كالعادة خرج مع بداية الخيط الابيض في فجر المنافسات , يعني خرج من بدري خااااااالص ..! والأسباب معروفة أهمها ما بش بترول ولا غاز ولا ديزل لعقول المعنيين بالرياضة وكرة القدم تحديدا ..!! .. لكننا كالعادة سنحضر كأس العالم للسياحة والاستجمام وباقي قائمة السفر التي ليست في مثل هكذا مقام الا رجسا من عمل الشيطان , ملايين الريالات ندفعها من أجل سياحة قوم لم يعد يربطهم بالكرة الا واقع أنهم جاثمون على روحها كجلمود صخر حطه سيل الصدفة و « الغاغة « من علي .. ! بمنعى اخر لدينا مسؤولون ليس لهم علاقة بالكرة ولا بالرياضة لكنهم سيكونون في البرازيل لمجرد أنهم أصدقاء لمغفلي الكرة .. .. في البرازيل كل شيء جميل والشاهد ما نتابعه من روعة ذلك البلد في وسائل الإعلام والاتصال .. وساحل كوبا كابانا سيحتضن الزوار العرب أكثر من غيرهم .. وفقط أهل الكرة الحقيقية سيكونون على موعد مع أشهر ملاعب الكرة «ماراكانا» وأجمل توليف من الوان البرازيل التي تسحر الروح وتخطف اللب وتأسر الفؤاد .. .. الطريق إلى البرازيل لم يكن مفروشا بالورد بل بالشوك والمسامير لكن العباقرة تجنبوا المرور عليها وبلغوا بلد السامبا بعذوبة لا تعكس سهولة المهمة .. بينما زحف آخرون أو سبحوا من بلدانهم في اسيا وافريقيا واوروبا الى سواحل «ريودي جانيرو» و»ساو باولو» وغيرهما .. أما العرب – يستثنى منهم منتخب الجزائر الشقيق الذي يمثلنا في المونديال وحيدا – كلهم ركنوا إلى فيزا السياحة والصرف والسهر الملون بعيدا عن عشق الكرة ونجاح الوصول إلى قلبها صعب المراس .. تعاملوا بكفاءة وجدية لكننا اعتبرنا فلوسنا مصدر عزنا وبلوغ البرازيل ولو كضيوف شرف « بلا « ..!! .. المونديال ليس 12مليارا صرفتها البرازيل على الاستضافة في حين يحتاج الجائعون هناك لهذا المبلغ وضعفه , وليس 5 مليارات دولار يتوقع ان تدخل الجيب البرازيلي بفضل الاستضافة , وليس عشرات الملايين التي سيجنيها الابطال , ولا السياحة التي سيعج بها البلد هناك طيلة شهر كامل .. وليست الابعار التاريخي الذي سيسمر ملياري بشر امام الشاشات الصغيرة .. هي كل ذلك معا وأكثر .. أخيرا .. اليمني كما العربي سيحضر أرض الاحلام ليس بطريقة كريستوفر كولومبوس الذي أبحر غربا واكتشف العالم الجديد ولكن بطريقة الزير سالم الذي نعرف عن مغامراته الكثير ..! وهذا هو الفارق الحضاري بين عقل تعلق بالنجاح وارتضى التنافس والسبق وبين عقل لا يهمه كل ذلك وما هو شخصي يطغى على كل ما هو عام حتى لو كان حلما لعشرات الملايين ..!