– ألم أقل لكم في عمودي السابق أن مونديال البرازيل هو كأس عالم حقيقية لمجرد انه يقام على أرض السيليساو من أخذ الكرة من الانجليز وتبناها لتصبح الولد البار لهم . – هاهي الأيام تمضي بسرعة لكنها ترحل مليئة بالمتعة والإثارة التي يقدمها 32 منتخبا في بلاد السامبا .. لترسخ في أذهاننا ذكرى لن تمحى وتؤكد أن مونديال البرازيل له طعم ولون ورائحة . – هذا المونديال مجنون ويختلف عن سابقيه كثيرا .. ولا يستبعد أن يكون الأفضل مع مرور المباريات والتي تخبئ في جعبتها ما لا يتوقعه المتابعون وترسمه الخطط على الورق . – في هذا المونديال .. يظل النقاش حديث الجمهور طوال اليوم .. في ساعات العمل .. وفي مقايل القات .. وحتى في النوادي والمنتزهات .. ولا أخفيكم أنه تسلل إلى طلاب المدارس الذين يؤدون امتحاناتهم العامة في المرحلتين الاساسية والثانوية .. وخصوصا طلاب الثانوية الذين قرروا التفرغ التام لمشاهدة المباريات لأنها لن تتسرب مثل الاختبارات وتتأجل إلى موعد آخر .. وأصروا على متابعة الرياضة .. بدلا عن مذاكرة الرياضيات. – في هذا المونديال .. إذا أردنا الحديث عن الأهداف فسنختلف عن الأجمل والأروع .. وأن قررنا الكلام عن الأفضل فسنتجادل كثيرا .. وان فكرنا ترشيح منتخب أو اثنين للقب .. فقد ننصدم بمنتخب «متواضع « يلعب بالحماس والإصرار أكثر مما يلعب بخبرة وقيمة لاعبيه الهابطة كما لاحظنا مع منتخب كوستاريكا .. والأمر ذاته في مباراة استراليا أمام هولندا. – الله عليك يا برازيل .. أنتي ساحرة .. ومفعولك أصاب كل من وطئ أرضك .. وخصوصا المنتخبات المشاركة .. فقد أدهشتنا تفاصيل المباريات .. فالكبير أذهلنا بوداعه السريع.. والصغير اصابنا بالدهشة من أدائه الراقي . – ما رأيكم في مونديال يجبر الجماهير الأرجنتينيه على إنفاق 50مليون دولار في مباراة واحدة (الارجنتين والبوسنة) في سكن وتغذيه فقط بواقع 1350 دولارا للشخص الواحد حسب ما ذكر مسئوولو السياحة في مدينة ريودي جانيرو. – ما رأيكم في منتخب سينفق ما يزيد عن أربعة ملايين دولار في دور المجموعات من أجل سكن وتغذية الجهازين الفني والإداري واللاعبين .. هذا ما قام به منتخب إيطاليا . – الحكايات والروايات لا تعد ولا تحصى هناك في البرازيل .. فهذه البطولة تستحق أن تروى وتقص بل وتؤلف في كتاب مثل حكاية ألف ليلة وليلة. – استمتعوا .. إنه مونديال حقيقي في البرازيل .