الرئيسية - سياحة وتراث - لا توجد سياحة في أبين بعد أن عبث بها الإرهاب
لا توجد سياحة في أبين بعد أن عبث بها الإرهاب
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

■ تستعد لإقامة مهرجان الذهب الأبيض في سبتمبر المقبل

رغم ثرائها الكبير وتنوع منتجها السياحي بين سهل ووادُ وجبل وساحل إلا أنها عاشت ظروف استثنائية قاسية كانت الأرض فيها في مواجهة مع أبشع كوارث هذا العصر وهو الإرهاب الذي صال وجال في هذه المحافظة اليمنية الجميلة والأصيلة. محافظة أبين صاحبة الرصيد الأوفر والأهم من الشهرة الكبيرة التي بلغت أرجاء واسعة من العالم في زراعة الذهب الأبيض “القطن” بأجود الأنواع فأبين محافظة كبيرة تحوي بين أراضيها الشاسعة الكثير والكثير من مواطن التاريخ والحضارة ومآثر الطبيعة الآسرة لكن حظها مع السياحة قليل وزادها الإرهاب ظلماٍ ليأتي على ذلك القليل بل ويمد يده الملطخة بدماء البشر إلى الأرض والحجر والطريق والمبني وغيرها من مقومات الحياة في أبين بما فيها تركة الآباء والأجداد من المواقع والمآثر التاريخية. كيف أثر الإرهاب على مواطن السياحة والجمال في أبين وماهو واقع وحال السياحة فيها لا سيما السياحة الداخلية وغيرها من الأسئلة التي نبحث عن إجاباتها لدى مدير عام مكتب السياحة في أبين الأخ ياسين عبدالله العوذلي في اللقاء التالي:

* حدثنا عن الأوضاع التي مرت بها محافظة أبين ومدى تأثيرها على النشاط السياحي¿¿ – محافظة أبين كسائر المحافظات اليمنية تعاني أوضاعاٍ سياحية صعبة إلا أن أبين لها استثناء عن بأقي المحافظات أو معظمها فلا يخفى على أحد ما تعرضت له من إرهاب وحروب ومواجهات مع العناصر الإرهابية ومشاكل كثيرة عاشتها المحافظة أدت إلى تدمير الكثير من الممتلكات العامة والخاصة وتشريد معظم أبناء المحافظة والسياحة تعد أبرز القطاعات التي تأثرت بهذا الإرهاب الغاشم فلا وجود للسياحة إطلاقاٍ نتيجة أن البنى التحتية متضررة وبشكل كبير واقع اقتصادي مرير وهذا الواقع بات مرتبطاٍ باليمن ككل الذي باتت سياحته في حكم الاختصار نتيجة للأوضاع الأمنية غير المستقرة والحالة الاقتصادية السيئة التي يمر بها المواطن. بعد أن تحسنت الأوضاع في أبين من الناحية الأمنية وتم القضاء على الإرهاب فيها هل أثر ذلك إيجاباٍ على النشاط السياحي ولو حتى معنوياٍ¿¿ * نعم كان له بالغ الأثر الإيجابي وبدأنا نستعيد الأمل وكما يقال – أجمل هندسة في الحياة أن تبني جسراٍ من الأمل على بحيرة من اليأس ولهذا بدأت أبين وسكانها يستعيدون عافيتهم نحو غدُ مشرق ونحن في السياحة كغيرنا دب الأمل والتفاؤل إلى نفوسنا وأصبحنا نفكر في السبل أو الوسائل التي تدعم ازدهار السياحة في المحافظة وإن شاء الله يكون الأمل لكل اليمن قادماٍ من أبين. إعداد وتحضير * هل معنى هذا أنكم تعدون لأنشطة أو فعاليات سياحية في أبين في القريب وخلال هذا العام¿ – بالطبع نقوم الآن بالإعداد والتحضير لإقامة مهرجان الذهب الأبيض السياحي في أبين وهذا المهرجان الهدف منه هو تغيير ما آلت إليه الصورة القائمة التي ارتبطت بالإرهاب والتطرف وتحاول إبراز الوجه المشرق والجميل لهذه المحافظة من خلال التركيز على أهم مقومات أبين والتي أكسبها شهرة عالمية واسعة وهو القطن “الذهب الأبيض” بالإضافة إلى إبراز كنوز أبين التراثية والسياحية حيث سيتضمن المهرجان حكاية الذهب الأبيض “القطن” من البذرة وحتى المصنع والارتباط الوثيق بين أبين وهذا المنتج النقدي الهام يرافق ذلك تجسيد حي لمآثر المحافظة من الموروث الثقافي عادات وتقاليد وملبوسات وحرف شعبية أبينية وغيرها وعرض لمقومات المحافظة الجمالية في السهل والوادي والساحل والجبل. * وماذا عن موعد إقامة هذا المهرجان هل تم تحديده أم أنه لا يزال طور التباحث والتفاهم¿¿ لا تم الاتفاق على كافة الأشياء وحدد سبتمبر المقبل وتحديداٍ مع الاحتفال العالمي بيوم السياحة في 27 سبتمبر يكون تدشين فعاليات المهرجان التي سوف تستمر أسبوعاٍ كاملاٍ. تضرر البنية التحتية * حال السياحة الداخلية في أبين حالياٍ ومدى تأثير المهرجان عليها مستقبلاٍ¿¿ – حالياٍ لا توجد سياحة داخلية بالمعنى الصحيح ولكن توقعاتنا بأن هذا النوع من السياحة يتحسن مع ازدياد استقرار الوضع الأمني فأبناء أبين الذين شردهم الإرهاب معظمهم عاد إلى موطنه ومنطقته وكله أمل بالغد المشرق وبدأت التعويضات للناس كل هذا يعد مؤشراٍ إيجابياٍ يدعم السياحة الداخلية ولكن ينبغي التسريع في إعادة البنى التحتية فأبين نالت حظها من المشاريع في خليجي “20” أكثر من ملياري ريال أنفقت على بنيتها التحتية ولكن للأسف الشديد دمرت تدميراٍ كلياٍ وإذا ما نظرنا إلى مهرجان الذهب الأبيض فهو يدعم السياحة الداخلية سواء بين مناطق المحافظة المختلفة والتي نتوقع حضورهم وزيارتهم بأعداد كبيرة لموقع المهرجان أو زيارات من المحافظات المختلفة وهذا ما نتوقعه مستقبلاٍ وإذا ما تم تفعيل وتطوير هذا المهرجان فقد يجذب إليه زواراٍ من الدول الشقيقة وتحديداٍ من دول الخليج العربي. نهب المتحف * قلتم إن الكثير من البنى التحتية دمرت جراء الإرهاب في أبين ماذا عن الأماكن السياحية من مواقع أثرية ومزارات سياحية ومتنفسات ومنتزهات وحتى فنادق¿¿ – للأسف الشديد أمتد التأثير والتدمير الغاشم لحضارة وتاريخ أبين فالمتحف الكبير والوحيد في أبين والذي كان يحوي على الآلاف من القطع والمآثر التاريخية النادرة تعرض للسطو والاعتداء وسرقة محتوياته وبشكل فظيع حتى لمبات ومفاتيح الكهرباء لم تسلم من السرقة ولكننا ينبغي في هذا المقام أن نوجه رسالة شكر وعرفان إلى مدير عام الآثار والمتاحف في أبين الأخ سالم العامري والذي تنبه إلى إمكانية حدوث سطو على المتحف قبل وقوعه وعمل على نقل القطع الأثرية الهامة والنادرة والثمينة أيضاٍ ذهبية وفضية واحتفظ بها في البنك الأهلي قبل سقوط المحافظة بيومين وهي خطوة يشكر عليها كذلك تأثرت مواقع أثرية منها موقعا العصلة والحصمة واللذين تم العبث بهما ودمرا بشكل كبير ومواقع أخرى تم نهب ونبش محتوياتها بطرق عشوائية كبيرة مستغلين الوضع الذي كان سائداٍ في المحافظة. وهناك مواقع سياحية شملها التأثير بصورة غير مباشرة مثلاٍ حمام المياه الكبريتية في صناج المعجلة بالمحفد كان يمثل أبرز المزارات السياحية التي يرتادها الناس من المحافظة وخارجها وبشكل كبير للسياحة العلاجية ولكن هذا الحمام عانى ولا يزال منذ دخول الإرهاب إلى أبين من عزوف الناس وعدم زيارتهم له أما الفنادق فهي الأخرى لم تسلم من بطش الإرهاب فقد كانت المحافظة تحوي خمسة فنادق اثنان منها تعرضاٍ للتدمير الكلي وفندق تحول إلى مشفى حتى الأراضي التي كانت مخصصة لمشاريع الاستثمار السياحي هي الأخرى نالها نصيب فقد تم البسط على بعضها أو الكثير منها وتم البناء في عدد من تلك الأراضي. وهنا لا ننسى الإشارة إلى أن متنزهات ومزارات سياحية هامة في أبين في حالة سيئة وأصبحت أطلالاٍ بفعل العبث الذي وقع عليها والإهمال وأبرزها ساحة الشهداء وحديقة 22 مايو واستراحة المطلع وهي من أبرز المزارات السياحية في أبين وأهم المتنفسات التي يرتادها سكان المحافظة. * تقييمكم للكادر السياحي العامل في محافظة أبين ومدى كفاءته وتأهيله وهل باستطاعته مواكبة النشاط السياحي والإسهام في ازدهاره¿¿¿ الكادر من حيث العدد يبلغ 13 موظفاٍ رسمياٍ وثلاثة متعاقدين وجميعهم يحتاجون إلى المزيد من التأهيل والتدريب السياحي بحيث يستطيعون التأثير إيجابياٍ على النشاط السياحي في المحافظة وخدمته فلدينا أربعة من حملة البكالوريوس ولكنهم في تخصصات غير سياحية إدارة أعمال وحسابات ولغات وبالتالي كافة العاملين في المجال السياحي بأبين بحاجة إلى تأهيل وتدريب وتنمية قدراتهم وتعزيز مهاراتهم السياحية فالسياحة صناعة بلا مداخن ونشاطها متجدد وتحتاج إلى تأهيل مستمر يواكب المرحلة.