تواضع العظماء.. صنع التأهل!!

[email protected]

على نغمات ضربات الحظ الترجيحية تأهل فرسان السامبا إلى الدور نصف النهائي .. لكنهم تجنبوا خسارة أكيدة من المنتخب التشيلي العنيد .. شخصيا لبست القميص الأصفر منذ الصباح منتظرا هذه المواجهة .. وفي البرازيل يرغمك الناس على حب اللون الأصفر حتى لو لم تكن برازيليا فعندما يلعب منتخب البرازيل تجد الناس في الشوارع والمطاعم والحارات يتشحون بالصفار .. حتى أني غامرت ودخلت الأحياء الفقيرة في ريو دي جانيرو رغم التحذيرات الأمنية.. وتجد هناك أسرا تلبس فانلات المنتخب البرازيلي يفترشون الأرض يشجعون ويتغنون قبل ساعات من المباراة .. كل ذلك وهم لا يمتلكون شاشة تلفزيون لمشاهدة المباراة .. سألت إحدى الأسر عبر صديق برازيلي كان برفقتي كيف تشجعون وتلبسون الزي الأصفر وانتم لن تتمكنوا من مشاهدة المباراة قالوا لي: «مش مهم نحن نعرف أن البرازيل ستتأهل!!» .. يا اصفر اللون وقتها كنت البس (كاجول) وفنيلة سوداء اللون طلبت من السائق الذي معي أن أعود إلى الفندق لارتدي فانلة صفراء واخرج إلى الشارع حتى لا أكون وحيدا بالفانلة السوداء!! اللون الأصفر يدعو إلى الفرح والتفاؤل في أرجاء البرازيل .. التي يعشق أهلها كرة القدم حتى الثمالة .. ورغم فقر بعض الأسر إلا أنهم يعوضون عوزهم وحاجتهم بافراح الساحرة المستديرة. مشهد .. وفكرة لا اعرف هل هي نفس الكاميرات والأدوات التي تنقل مباريات مونديال البرازيل للشرق الأوسط بنفس الكيفية هنا في البرازيل .. وهل ما تنقله «قنوات بي ان سبورت» الجزيرة (سابقا) هو نفس ما يشاهد في البرازيل .. إذا كانت نفسها فلابد أنكم شاهدتم كيف أن كارلوس البرتو باريرا المدرب البرزيلي الشهير في الخليج والجزيرة العربية أعطى بعض الإشارات (وهو عضو في الجهاز الفني لمنتخب السامبا) للمدير الفني سكولاري .. هل لاحظتم كيف كان سكولاري مهتما ويستمع بإنصات وهو مدني الرأس. كان ذلك بعد أن أطلق حكم المباراة الانجليزي الشهير صافرة الـ90 دقيقة ليذهب منتخبا السامبا وتشيلي للوقت الإضافي في ماراثون المباراة العصيبة. من تواضع لله دلالات عميقة يحملها ذلك المشهد .. ولولا تكنولوجيا اليوم لما تمكن حتى المشاهد في ملعب مينيراوبيلو في مدينة «هوريزونتي» من متابعة هذا المشهد ونعرف أن الشاشات العملاقة في الملاعب تنقل كل شيء بما فيها الأهداف ماعدا ما يمكن أن يثير الجمهور وهي المشاهد التي تحتمل أكثر من رأي. ذلك الموقف يؤكد عظمة الكبار .. و من تواضع لله رفعه .. لم يتبرم المدير الفني البرازيلي سكولاري ولم يتذمر إنما استمع وأنصت .. كما أن كارلوس البرتوا باريرا وهر المدرب الكبير الذي فاز مع السامبا بكأس العالم 1994 لم يتردد ولم يتأخر في خدمة وطنه كجزء من «ترس» في الآلة البرازيلية التي تسعى في الفوز بالكأس السادسة .. ولابد أن تلك النصائح الشافية ساهمت في تصاعد أداء السامبا في الوقت البديل بعد أن كان الشوط الثاني اقرب إلى حماس التشيليين. شغف البرازيل بالفعل في البرازيل .. تكتشف انك لا تشعر بشغف كرة القدم في الأحياء الغنية .. الفقراء وحدهم من يشعرونك حبهم وشغفهم لكرة القدم .. ففي الأحياء ذات الفنادق خمسة نجوم والسيارات الفارهة لا تشعر أنها بلد تنظم كأس العالم غير أن الأحياء الفقيرة أو الأحياء الشعبية كما يحلو للأخوة المصريين «المبتكرين» تسميتها يشعرونك أنهم يتنفسون كرة القدم ويعشقون الساحرة المستديرة .. لذلك تجد أن جل نجوم البرازيل ينحدرون لتلك الأحياء من الملك بيليه إلى المدلل نيمار .. قليل هم الأغنياء النجوم وعلى رأسهم كاكا الفنان. طريق المخاطر البرازيليون افلتوا بhعجوبة من كماشة تشيلي وفازوا والصعب في انتظارهم .. وفي تغطيتي في أول رسالة للملحق الرياضي توقعت أن الطريق إلى الكأس السادسة لن يكون مفروشا بالورود. أيضا سواريز نتيجة فارق التوقيت فلم أتمكن من رصد مواجهة كولمبيا وأرغواي حتى النهاية .. ولابد أن غياب المهاجم الرهيب لويس سواريز كان مؤثرا في صفوف الباراغواي .. وهو أيضا ما تحدثت عنه في تغطية سابقة .. غير أن القصة لم تنته بعد وتنشر الثورة صورة لسواريز تنتصب وسط مدن البرازيل .. ولها حكاية بدأناها ولكننا لم نقفلها بعد وللحديث حولها بقية وبقايا!!!.