الرئيسية - الدين والحياة - العلماء:إدخال السرور على الأيتام من موجبات رضا الخالق
العلماء:إدخال السرور على الأيتام من موجبات رضا الخالق
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

* أمر غريب حقاٍ ما أصبحنا نراه في مجتمعنا من ظواهر غريبة تتناقض مع موروثنا وأخلاقنا الإسلامية ومن هذه الظواهر تجاهل معاناة الفقراء والمساكين الذين أمرنا الله سبحانه وتعالى بالإحسان إليهم خصوصاٍ في أيام العيد.. حتى أصبح العيد عند بعضهم مصيبة لكثرة متطلبات أطفالهمحول مفهوم العيد وكيف يكون الفرح به وما هو عظيم الثواب والأجر لمن يدخل السرور في قلوب اليتامى والمساكين كان لنا الاستطلاع التالي.. في البداية الشيخ عبدالله اليوسفي أوضح أن العيد هو عبادة شرعها الله عز وجل لهذه الأمة العظيمةوهو إظهار للسعادة والفرح بتمام الطاعةوشرع الله عز وجل زكاة الفطر لنغني الفقير يوم العيد ويكون الناس كلهم معهم قوت يوم العيد قال- صلى الله عليه وعلى آله وسلم:”أغنوهم عن ذل السؤال في هذا اليوم”أخرجه الحاكم. فإن كنا مأمورين أن نغني الفقراء عن السؤال في يوم العيد فإنا بلا شك مأمورون ألا ندعمهم في خوف أو جوع أو اضطهاد أو ذل ولهذا ضرب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم المثال الإيجابي للمسلمين بالجسد الواحد فقال عليه الصلاة والسلام:” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” وأضاف اليوسفي بقوله ما أجمل عيد الفطر وهو يضعنا على الصورة التي ينبغي أن نكون عليها طوال العامفتكسونا مظاهر الفرح ونحن نذهب لأداء صلاة العيد ونحن نْكبر في نفس الوقتفي مشهد يظهر وحدتنا الإيمانية. ونوه اليوسفي أن من تمام النعمة أن يوقفنا الله سبحانه وتعالى في هذا اليوم العظيم إلى رسم البسمة على وجوه البائسينولا سيما اليتامى. فقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم:” أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنةوأشار بالسبابة والوسطى وكذلك إدخال السرور على كل الأهل والجيران فقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :”خيرْ الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره” إنه يوم الفرح العظيم الذي منه ينطلق الأمل الكبير في غدُ أفضل بإذن الله الكريم مهما كانت دواعي الحزن والألم. وفي نفس السياق يقول:الدكتور محمد المهدي في أجواء عيد الفطر المبارك لا بد للإنسان المؤمن أن يبحث عما يرضي الله تعالى في كل ما يحيط به لأن رضى الله سبحانه هو غاية الغايات لدى الإنسان المؤمن حتى أن الله تعالى يحدثنا في القرآن الكريم بأن رضوان الله هو أكبر من نعيم الجنة وذلك في قوله تعالى:” ورضوان من الله أكبر” بمعنى أن رضى الله على المؤمن أكبر مما يلاقيه المؤمن من السرور والفرح والنعيم في الجنة. وأشار المهدي إلى أن أهم الأعمال التي تؤدي إلى رضا الله تعالى ومحبته وسروره إدخال السرور على المؤمنين وإدخال السرور على الأيتام وقد ورد في حديث الإمام علي كرم الله وجهه في وصيته لـ”كميل” الذي روى عنه الدعاء قال:” يا كميل مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم- وجه أهلك من أفراد عائلتك ومن يتصل بك إلى أن يتحركوا في حياتهم ليكتسبوا مكارم الأخلاق- ويْدلجوا في حاجة من هو نائم- والإدلاج هو السير في الليل- فو الذي وسع سمعه الأصوات ما من أحد أودع قلباٍ سروراٍ إلا وخلق الله له من ذلك السرور لطفاٍ فإذا نزلت به نائبة جرى إليها كالماء في انحداره حتى يطردها عنه كما تطرد غريبة الإبل” فالإنسان الذي يدخل السرور على قلوب الناس والمؤمنين فإن الله يخلق له من ذلك السرور لطفاٍ من ألطافه يرعاه فإذا عرضت له مصيبة أو نائبة فإن هذا اللطف الإلهي يسرع إليها كالسيل الذي ينحدر بقوة من أعلى الجبل إلى الوادي فيطرد المصيبة عن الإنسان ومعنى ذلك أن إدخال السرور على الناس الذين يحتاجون إليه نتيجته حصول الإنسان على لطف من الله في الدنيا يبعد عنه كل المشاكل والمصائب وهناك أحاديث عن أئمة أهل البيت رضوان الله عليهم تتحرك في هذا الاتجاه ففي الحديث عن الإمام الباقر يقول:” قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من سر مؤمناٍ فقد سرني- وإدخال السرور على المؤمن بقضاء حاجته ورد غيبته والتخفيف من ألمه والتواصل معه وإكرامه وأي نوع من الأعمال التي يسر بها الإنسان – ومن سرني فقد سر الله” إنك بإدخالك السرور على المؤمن فإنك تدخل السرور على الله ورسوله. وفي حديث عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:”تبسم الرجل في وجه أخيه حسنة وصرف القذى عنه حسنة- والمقصود بالقذى الأذى – وما عْبد الله بشيء أحب إلى الله من إدخال السرور على المؤمن” وكان من صفات الإمام زيد العابدين التي مدحه بها الشاعر الفرزدق أنه كان يبدأ كلمته مع الآخرين بابتسامة وقد قال الشاعر: يْغضي حياء ويْغضى من مهابته فلا يْكلم إلا حين يبتسم وفي رواية عن الإمام الصادق يقول:” أوحى الله تبارك وتعالى إلى داوود عليه السلام: إن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فأحكمه في الجنة- الجنة تحت تصرفك خذ المكان الذي يريحك – فقال داوود:وما تلك الحسنة¿قال: كربة ينفسها عن مؤمن بقدر تمرة- والتمرة هي نموذج عن أقل شيء يحتاجه هذا الشخص- فقال داوود: يا رب حق لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك”.وفي الحديث عنه قال”: من أدخل على مؤمن سروراٍ خلق الله عز وجل من ذلك السرور خلقاٍ فيلقاه عند موته فيقول له: أبشر له مثل ذلك فإذا بعث يلقاه فيقول له مثل ذلك ثم لا يزال معه عند كل هول يبشره ويقول له مثل ذلك فيقول له: من أنت رحمك الله¿ فيقول: أنا السرور الذي أدخلته على فلان.. وأخيراٍ إن علينا في أجواء هذا العيد أن نتفقد كل الناس المحرومين من المساكين ولا سيما الأيتام من أجل أن نفتح قلوبهم على الفرح حتى يفرح الجميع بالعيد المبارك لننال جميعاٍ الفرح عند الله “قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون”.