> الجهود التي تبذلها وزارة الصحة مع الجهات الداعمة والمانحة تستهدف منع عودة فيروس شلل الأطفال إلى اليمن

> انتشار فيروس شلل الأطفال إشكالية قائمة تعصف ببعض البلدان .. واليمن لا يزال خالياٍ من هذا الفيروس

لا تأتي الحلول مجتزأة ولا قبول لأنصاف الحلول طالما تعلق الأمر بصحة فلذات الأكباد, إذ من الخطأ التخلي عن التحصين بأي حال سواءٍ برفضه ومنع الصغار من الحصول عليه نهائياٍ أو بالاكتفاء فقط بما حصل عليه الأطفال دون سن الخامسة من جرعات اللقاح في حملات التطعيم السابقة فأياٍ كان الرفض أو كانت الممانعة فإنها تخدم الفيروس وتتيح لها العودة إلى اليمن – لا سمح الله – متسللاٍ من الجوار الأفريقي أو أي بلد موبوء في المنطقة وحتى ما جاورها من البلدان التي تفشى فيها وباء الشلل البغيض. في ثنايا هذا اللقاء مع الدكتور عبدالناصر ناصر الرباعي – مسؤول التحصين بمنظمة الصحة العالمية سنعرج على تفاصيل مثيرة تحكي موجة صراع لم ينته بعد مع فيروس شلل الأطفال بمعية حلول ومعالجات لتجاوز الكثير من المعوقات والصعوبات التي تعترض التحصين ضد هذا المرض الوبائي فإلى التفاصيل..

شراكة ودعم وإسناد * شراكة منظمة الصحة العالمية معهودة مع وزارة الصحة في دعم الكثير من البرامج الصحية.. فما أوجه الدعم الذي تقدمه المنظمة لحملات التحصين الوطنية ضد شلل الأطفال بما فيها هذه الحملة الجاري تنفيذها حالياٍ¿ * دعم المنظمة لحملات التحصين متعدد الأوجه من الناحيتين الفنية والمادية ويتمثل في: – المساعدة في إعداد الخطط الفنية اللازمة لتنفيذ حملات التحصين. – المساهمة في حشد الموارد المالية اللازمة لتنفيذ هذه الحملات من موازنة المنظمة والجهات المانحة. – المساهمة في الإشراف على التدريب اللازم والتنفيذ للحملات ومراجعة النتائج. – توفير بعض المستلزمات مثل أقلام تعليم الأصابع. كذلك تتولى المنظمة تدريب مراقبين محايدين من طلاب كليات الطب والمعاهد الصحية بالمحافظات وتوفير الدعم المالي اللازم لهم لتنفيذ المسح الميداني للمنازل بما لا يقل عن(75%) من المديريات المستهدفة وذلك بعد الانتهاء من الحملة في جميع المحافظات بغرض التأكد من حصول جميع الأطفال المستهدفين على اللقاح بحسب الخطط المعدة من قبل العاملين الصحيين بالمرافق الصحية ومشرفي التحصين بمكاتب الصحة بالمديريات والمحافظات. إلى جانب التأكد من دقة البيانات والنتائج الخاصة بالحملة المبلغ بها البرنامج الوطني للتحصين الموسع بوزارة الصحة من قبل مكاتب الصحة بالمديريات والمحافظات. في الاتجاه الصحيح * من منطلق دوركم في الإشراف والمراقبة على حملات التحصين الوطنية السابقة.. كيف تقيمون هذه الحملة¿ وهل هي في الاتجاه الصحيح¿ * جميع حملات التحصين هي في الاتجاه الصحيح وتساعد في زيادة مناعة الأطفال ضد فيروس شلل الأطفال كما تعمل على منع الفيروس المنتشر في القرن الأفريقي من الدخول والانتشار في اليمن. ومهما تعددت أو تكررت جرعات اللقاح الفموي المضاد لفيروس الشلل فهذا يضع حملات التطعيم في مصاف أبرز المتطلبات الحياتية التي توجب تجاوب المجتمع من أجل حماية حاضر ومستقبل الطفولة في اليمن وهي بالطبع ستستمر وتتواصل لتظل اليمن محمية من عودة الفيروس والحفاظ على بقاء اليمن خالياٍ منه تماماٍ. مواجهة الصعوبات والاختلالات * مع استمرار العبور غير الشرعي للاجئين من القرن الأفريقي إلى اليمن.. هل هناك خطة تحكم تحد من انتشار فيروس شلل الأطفال ¿ * نعم هناك خطة خاصة بالمناطق والفئات عالية الخطورة وهي تقضي بتطعيم جميع الداخلين الجدد من القرن الأفريقي بلقاح شلل الأطفال من جميع الأعمار عبر مراكز ثابتة موجودة في مناطق ومنافذ الدخول وكذلك عبر فرق متحركة على طول الطريق الذي يسلكه اللاجئين والرفع بهم بصورة دورية. وعمل ترصد نشط يشمل جميع هذه الفئات بالإضافة إلى أنه يتم تنفيذ حملات تحصين مصغرة ومتتالية وأنشطة إضافية تشمل المناطق والفئات عالية الخطورة ومخيمات اللاجئين وأماكن تجمعاتهم. * ما موقع تجدد المواجهات الدامية في بعض المحافظات اليمنية على حالة التحصين للأطفال في اليمن¿ * المناطق التي يوجد فيها صراعات ونزاعات مسلحة تعد مناطق عالية الخطورة وبالتعاون مع وزارة الصحة والجهات الداعمة الأخرى فإننا نولي عناية خاصة بهذه المناطق من خلال تنفيذ أنشطة إضافية وخطة طوارئ خاصة بهذه المناطق. في حين يتواصل تنفيذ الجولة الثانية من الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال في الفترة من (11-13أغسطس2014م) مستهدفة من منزلُ إلى منزل كافة الأطفال دون الخامسة من العمر لتشمل مناطق الاختلالات الأمنية بمعية جميع المناطق والمحافظات اليمنية بالتنسيق مع السلطات المحلية والجهات ذات العلاقة. التطورات الوبائية للفيروس * ما تقييمكم للوضع الوبائي الإقليمي والعالمي لفيروس شلل الأطفال¿ وكم عدد حالات الإصابة تفصيلاٍ¿ * انتشار فيروس شلل الأطفال إشكالية قائمة لا تزال تعصف ببعض بلدان إقليم شرق البحر المتوسط وما جاورها من بلدان في أفريقيا وآسيا فالفيروس لا يزال يستوطن ثلاث دول لم تتمكن من استئصاله حتى الآن وهي (باكستان أفغانستان ونيجيريا) وخلال العام 2013م رصدت في هذه البلدان (160) حالة إصابة بالفيروس بينما اكتشف فيها منذ مطلع هذا العام وحتى 31 يوليو 2014م (115) حالة إصابة جديدة مؤكدةº تمثلت في (102) حالة بباكستان و(8)حالات في أفغانستان و(5)حالات في نيجيريا . وبالمقابلتفشى وباء فيروس شلل الأطفال عام 2013م في (7) دول أخرىº شاملاٍ (الكاميرون الصومال سوريا إثيوبيا كينيا غينيا الاستوائية والعراق) ومع أنه سبق إعلان هذه البلدان خالية تماٍماٍ من فيروس شلل الأطفال منذ سنواتإلا أنه عاود بالظهور من جديد ثم أخذ بالانتشار بصورة وبائية. وبالمجمل سجلت (547) حالة إصابة مؤكدة بالفيروس في الفترة من (5 فبراير2013-31 يوليو2014م) حول العالمº منها (275) حالة في الدول المستوطنة بفيروس شلل الأطفال و(272) حالة في دول غير مستوطنة بالفيروس وحدث فيها الوباء كما هو مبين في الجدول أدناه. جدول يوضح عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس شلل الأطفال من (5 فبراير 2013م – 31 يوليو 2014م) وفقاٍ للنشرة الوبائية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بفضل من الله ثم بهمة الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الصحة العامة والسكان وجهود جميع العاملين الصحيين بالمرافق الصحيةº بمعية الاستمرار في تنفيذ الحملات الوطنية والاحترازية للتحصين ضد شلل الأطفال ووجود نظام ترصد نشط وفعال بقيت اليمن خالية من فيروس شلل الأطفال ولا تزال كذلك حيث لم يتم اكتشاف أي حالة إصابة بالفيروس منذ تاريخ اكتشاف آخر حالة إصابة في فبراير 2006م ما منح اليمن أحقية الاعتراف بهذا الإنجاز وتتوج بحصولها على شهادة الخلو من فيروس شلل الأطفال من قبل منظمة الصحة العالمية عام 2009م. تجاوز التحديدات الراهنة * كيف هي توقعاتكم في حال ظهر فيروس شلل الأطفال باليمن متسللاٍ من الدول الموبوءة¿ * تتواصل الجهود التي تبذلها وزارة الصحة العامة والسكان والجهات الداعمة والمانحة كمنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف والبنك الدولي من أجل منع عودة فيروس شلل الأطفال إلى اليمن. وبالنظر إلى مستوى التحصين الروتيني نتوقع هذا العام أن يكون الأطفال ممنعين (محصنين) بصورة جيدة ولوجود نظام ترصد نشط وفعال لفيروس شلل الأطفال فإنه صار بالإمكان سرعة اكتشاف أي حالة إصابة قد تظهر والتعامل معها في الحال لمنع انتشار الفيروس. أما إذا ظهر الفيروس في اليمن- لا سمح الله- فمن المفترض والمتوقع أن تكثف الجهود من أجل السيطرة على الوباء عن طريق تنفيذ حملات تحصين وطنية من منزل إلى منزل تشمل جميع المحافظات وكذا حملات تحصين تكميلية أخرى في المناطق ذات الخطورة العالية فلدى وزارة الصحة تجارب كبيرة في هذا المجال وخصوصاٍ بعد وباء شلل الأطفال الذي حصل في اليمن عامي 2004م و2005م والذي أحكم السيطرة عليه بعدها في فترة زمنية قياسية. وتظل ثقتنا كبيرة في حملة التحصين الوطنية ضد شلل الأطفال الحالية كبيرة بمعية التحصين الروتيني فهما الحصن المنيع لوقاية فلذات الأكباد من تهديدات الإصابة بفيروس مرس على النيل من صحة الطفولة وإلحاق الإعاقة الحركية للكثير ممن أصيبوا بالمرض أو حصد أرواحهم. رسالة إرشادية للمجتمع * ما رسالتك للمجتمع وتحديداٍ للآباء والأمهات من نصائح وإرشادات حول هذه الحملة¿ * أناشد جميع الآباء والأمهات بأن يتعاونوا مع فرق التحصين أيضاٍ نناشدهم بالاهتمام بتطعيم أبنائهم دون العام والنصف من العمر بجرعات التطعيم من خلال إعطائهم جميع اللقاحات الموصى بها سواءٍ الروتينية أو تلك الجرعات التي تعطى في حملات التحصين. وحري بهم أن يحصنوا جميع أطفالهم دون سن الخامسة بجرعة اللقاح الفموي التي تعطى في حملات التطعيم ضد شلل الأطفال حتى لمن سبق تحصينهم كهذه الحملة الوطنية للتحصين ضد داء الشلل الجاري تنفيذ جولتها الثانية من منزلُ إلى منزل في الفترة من(11- 13 أغسطس 2014م) بما يحقق لجميع المستهدفين من الأطفال نيل مناعة كافية تقيهم الإصابة بفيروس شلل الأطفال وتمنع ظهوره مجدداٍ فالكل راعُ ومسؤول عن رعيته كل من يمنع طفله من التحصين يتبرم من مسؤوليته الأبوية تجاه فلذات أكباده.

* المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان