الجمعة 29 مارس 2024 م
الرئيسية - السياسية - يتحدثون في الاقتصاد بعد أن فشلوا في السياسة
يتحدثون في الاقتصاد بعد أن فشلوا في السياسة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لو قدر لك الاستماع إلى رأي بعض من السياسيين وهو يتحدث في الاقتصاد فإنك تصل إلى قناعة أن الرجل سيحتاج إلى سنوات ليعي المفاهيم الأساسية في هذا العلم الذي يدير حياتنا منذ بدءاٍ أول إنسان يبحث عن ما يسد به جوعه وستصل إلى إيمان آخر وهو أن المجال الاقتصادي سيبتعد عن طريقة لعقود لأن من يفترض بهم إرشاده يحتاجون لمن يرشدهم أولا .

خيبة أمل تصيبني كلما شاهدت إحدى القنوات الفاضية وقد استضافت أحد عقولها الممتلئة بأنواع الأسلحة وأدوات الموت وأخذت تمنحه الوقت ليتحدث في الشأن الاقتصادي ليحوله إلى مجرد عبارات وعواطف خالية من الأرقام والحقائق . هناك علاقة معقدة بين السياسة والاقتصاد ولا يمكن لها أن تصل إلى حالة من التوازن في ظل وجود انتهازيه مصالح الاقتصاد خلق أولا لأنه جاء لسد الحاجة بينما أتت السياسة لتنظم طرق ووسائل هذه الحاجة فجعلت عالمنا أفضل بحيث يسعى الإنسان لكسب رزقه وتغطية احتياجاته بطرق سياسية تجنبه ويلات الصراع والحروب ومع ذلك بقي لدينا من يستخدمون احتياجاتنا للتعبير عن تطلعاتهم ومطامعهم السياسية ويقدمون لنا وعود كاذبة من أنهم إن تولوا القسمة بيننا فإنهم لن يأخذوا لأنفسهم غير المآسي ويمنحوننا كل ما يجعلنا سعداء مع أن ما يفعلونه اليوم هو عكس ما يشيرون به نحو المستقبل الذي يريدون سده دوننا . لقد اتضحت لنا معالم السياسيين الذين حاولوا توظيف أزمتنا الاقتصادية لصالح نزعاتهم الغريبة فحاولوا اقتناص اللحظة كما يقنصون البشر لأجل الوصول إلى ما يخصهم وأبعدوا الناس الذين يدعون الخوف عليهم عن الاهتمام الحقيقي ولم يقدموا المشكلة الاقتصادية كما هي ولم يناقشوا ما يحدث ليصلوا إلى حل بل ناقشوا مشكلة لخلق مشاكل أكثر حتى أنهم لم يستطيعوا توظيف الوضع الاقتصادي جيدا وظهروا بلا خبرة ولا علم , كشفوا لنا أنهم كانوا يهربون دائما من حصة الرياضيات في الصفوف الأساسية حد تعبير أحد الأصدقاء . وان تحدثنا عن الموروث السياسي الذي حاول جيدا الاهتمام بعلاقة السياسة بالاقتصاد وكيف يفترض عدم تدمير الاقتصاد لصالح لعبة سياسية كما حدث ومازال يحدث الآن من تدمير لمصالح اقتصاد البلاد من أجل إرباك الدولة وجعلها في مأزق لا تستطيع الخروج منه . يعتقد كارل ماركس أن علاقات الإنتاج تؤسس للتغيير السياسي وتقود إلى مسارات حتمية للتاريخ وهو خلافا لما ذهب إليه عالم الاجتماع? مارتن سيمور الذي يقول إن التنمية أولا وتحقيق تطور اقتصادي يؤدي إجمالا إلى بناء طبقة وسطى ذات دخل متوسط تسهم في تعزيز التحول نحو التغيير السياسي والديمقراطي? ووفقا لآراء اقتصادية مني هذا المنطق بالفشل الذي برز عقب وجود أنظمة تسلطية خاصة في أمريكا اللاتينية ولم تنجح تلك الأنظمة لا في تأسيس تنمية ولا في إيجاد عدالة مجتمعية ولا بلغت التحول الديمقراطي . حروب اقتصادية. لقد اتضح من خلال التجارب الماثلة أمامنا أنه لابد من إقامة علاقة منطقية بين العلم والتنظير بين ما هو اقتصادي بحت وبين ما هو سياسي خالص وكما يقول للسياسية الكاتب اليمني المقيم في باريس مصطفى الجبزي فإنه لا سياسة من دون اقتصاد وما العالم الا حروب اقتصادية إنها الواقعية المرة. إذ إن التاريخ لم يسجل يوما ما صراعا لم يكن الاقتصاد سبباٍ هو نتيجة المسألة ليست يجوز أولا يجوز في استخدام الاقتصاد لصراع اقتصادي بل إنه المصلحة التي تشرعن كل شيء وتغدو الحرب اقتصاد البعض القائمين عليه لأن الاقتصاد هو التجسيد الملموس للأفكار النظرية السياسية. البوابة . أما الكاتب محمد شمس الدين والمهتم بقضايا التنمية فيقول إنه يفترض أن يكون الاقتصاد البوابة التي يحقق الحزب السياسي انتصاره أو البوابة التي يخرج منها الحزب من السلطة لكن استثمار الوضع القضايا الاقتصادية من باب المزايدة ودون تقديم معلومات وأرقام صحيحة وتقديم حلول واقعية يعد عملاٍ لا أخلاقي ومع أن السياسي قد يحقق أهدافاٍ معينة من خلال استغلاله للقضايا الاقتصادية في مرحلة معينة إلا أن ذلك الاستخدام قد ينعكس سلباٍ على السياسي كشخص أو كحزب في حالة استخدام الاقتصاد من باب المزايدة . نموذج خالد طربوش عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الناصري يرى أنه في الأصل يمثل أبناء وطنه لكن بمضمون الديمقراطية للتعددية فهو يمثل مصالح قواعد حزبية والتي لا تختلف بالأصل عن مصالح الوطن أرض وإنسان ولكل طبقة من يمثلها ويحمي مصالحها تحت سقف بلد واحد. ويضيف طربوش يمكن للسياسي أن يعمل ضد قناعاته لكن معيب وجريمة لو عمل ضد إنجازات ومصلحة الطبقة التي يمثلها هنا جريمة وخيانة للعقد الناشئ بينهم . ويستمر بالحديث : برأيي يكون السياسي من حاز إلى جنب ما يخدم الناس لكنه يجب أن يكون ملماٍ بمبادئ الاقتصاد حتى يستطيع التكيف الخدمة فالدولة لا تقوم وفق اقتصاد متماسك. إذ كان لرجال السياسة برامج تنموية هادفة بمضمون اجتماعي وكان رجال السياسة يمثلون مصالح اجتماعية يعبرون عنها ويصورون بها فإنهم يصبحون رافدا جيدا للشأن الاقتصادي .