شريط العناوين
الخميس 21 نوفمبر 2024 م
الرئيسية - سياحة وتراث - السياحة الإسلامية تجربة ماليزيا أنموذجا
السياحة الإسلامية تجربة ماليزيا أنموذجا
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

 - بدأت تجربة الترويج للسياحة الإسلامية في ماليزيا بشكل كثيف وناجح إبان تفجير ال

بدأت تجربة الترويج للسياحة الإسلامية في ماليزيا بشكل كثيف وناجح إبان تفجير البرجين في نيويورك وما تلته من أزمات اقتصادية عالمية مكنت ماليزيا من ترتيب أوضاعها واستحداث سياحة بديلة وهي سياحة الحلال لتكون أحد الوجهات السياحية الآمنة والمستقرة المرتكزة على سياحة الحلال وبدأت في ابتكار آليات وماركات وشعارات وحملات إعلانية موجهة إلى شرائح السياح المحتملين من الدول الإسلامية والترويج لسياحة الحلال وقد تزامن ذلك مع حشد الطاقات للبناء ولأعمار الكثيف وفي خلال أقل من عشر سنوات مضت تمكنت ماليزيا من تشييد بني تحتية وفوقية عظيمة جعلت من ماليزيا أحد أشهر الوجهات السياحية الإسلامية المرموقة والمطلوبة كونها مرتكزة على تقديم منتجات الحلال في المبيت والطعاموتمثيل التقاليد الإسلامية في الترحيب بالزوار وكرم الضيافة من منطلق القناعة بأهمية صناعة السياحة لتنمية بلادهم وكونها رافداٍ اقتصادياٍ يعود عليهم بالخير والنماء والعيش الرغيد. وقد ساعدت عدة عوامل على نجاح تجربة السياحة في ماليزيا وبلوغها مركز ريادي ضمن البلدان التي تروج لهذا النوع من السياحة مثل تركيا المغرب الإمارات والسعودية وغيرها وتتمثل هذه العوامل في نشر الأمن والاستقرار الاهتمام بالإنسان ورفاهيته وتطويره باعتباره ركيزة التنمية القضاء على الأمراض والأوبئة بمعالجات بيئية استراتيجية التطور في مجال التشريعات والقوانين والفتاوى الاعتماد على البحوث والمسوحات التسويقية توثيق العلاقات الدولية للتعاون وخاصة من خلال برنامج التعاون الفني الماليزي لوزارة الخارجية الاهتمام بالجامعات والمعاهد والمـــتاحف الإســلامية والمدن الــتاريـخية الاعتــماد على آلية الـتنمية المســتدامة في استمرار الموارد الاقتصادية وحمايتها من النضوب لاستفادة الأجيال الحالية وبما لا يضر بحاجات وتطلعات الأجيال القادمة رصد الميزانيات والاعتمادات والصرف بسخاء على دعم شعار السياحة والذي يبرز ماليزيا كوجه سياحية إسلامية أسيوية رائدة تكريس جانب التعايش السلمي والتفاهم بين كل السكان دون تمييز وخلق البيئة والمناخ لتآخي المسلمين وغير المسلمين جعل الأولوية بالتمتع بالعديد من المزايا والفرص للدول المجاورة مثل سنغافورة وأند ونسيا وغيرها. فوفقاٍ للتجربة الماليزية فإن هناك شروطاٍ يلزم توفرها في المنشآت السياحية لكي ينطبق عليها معيار الحلال ففي مجال خدمات الإيواء مثلاٍ يستلزم حصول المنشأة على اعتماد من هيئة الإفتاء مع إجراء بعض الترتيبات لتهيئة المنشاة بوضع إشارات واضحة في الغرف تبين وجهة القبلة توفير سجادة للصلاة ومصحف في كل غرفة تعليق جدول أوقات الصلاة على حائط الغرف تخصيص مسجد في المنشأة أو جوارها أن يسمع صوت الأذان في كل إنحاء المنشأة توفير رشاشات مياه للوضوء بجانب المراحيض في الحمامات توقف الأنشطة التجارية خلال صلاه الجمعة تقديم أطعمه حلال من حيث الذبح وعدم احتواء الأطعمة على مواد مشتقه من مواد محرمه يجب أن يكون مقدمو الخدمة متدربين على فن تقديم الخدمة والضيافة الإسلامية توفير الخدمات والأجواء الرمضانية في شهر رمضان. اليمن كوجهة سياحية إسلامية اليمن مهيأة لكل أنواع السياحة لتوافر العديد من مقومات الجذب السياحي سواء كانت طبيعية أو ثقافية أو تاريخية أو حضارية إضافة إلى تمتعها بالعديد من المزايا والمكانة الهامة فيما ذكره التاريخ عنهافاليمن تعتبر أرض العرب الأولى والشعب اليمني هو أصل الجنس العربي.وفي مجال تأهلها كوجهة سياحة إسلامية ذكرت اليمن في القرآن الكريم وحملت سورتان من سور القرآن الكريم أسماء مناطق فيها (سبأ الأحقاف) ووصف الله اليمن بأنها (جنة وبلدة طيبة)وذكر القرآن العديد من القصص نالت أرض اليمن ورجال اليمن نصيباٍ كبيراٍ منها ومن تلك القصص : قصة أصحاب الجنة قصة أصحاب الأخدود إرم ذات العماد قصة نبي الله سليمان عليه السلام وملكة سبأ قصة السيل العرم قصة ذو القرنين قصة الفيل وأبرهة ومحاولة هدم الكعبة… وغيرها يوجد في اليمن عدد من قبور الأنبياء الذي يعتقد عدد من الباحثين اليمنيين والعرب حقيقتها ومنهم عليهم السلام: الأنبياء نوح وأيوب وهود وصالح وشعيب.وفي حديث النبي (ص) عن أهل اليمن جاء فيه: أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباٍ والين أفئدة الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية ويمكن القول إنما ورد ذكره أعلاه يولد انطباعاٍ جيداٍ عن اليمن لدى أي مسلم وصل إلى علمه تلك القصص القرآنية والأحاديث النبوية ويحفز لزيارة اليمن بهدف معرفة اليمن والاطلاع عن قرب على آثارها وما تناقلته الأخبار عنها وقد وصفها اليونانيون بالعربية السعيدة. اليمن عامرة بالعديد من المساجد في كل أرجائها وتوجد صالات مخصصة للصلاة في المطارات وفي الموانئ في الفنادق وفي الاستراحات ومواقف السيارات والحافلات. كل هذا موجود ومتوفر في بلادنا بصورة تلقائية دون سبق توصيات أو إلزام من جهات رسمية – ولكن في أغلبها ينقصها النظافة ويعتورها الإهمال -إضافة إلى أن كل المطاعم لا تقدم إلاٍ أطعمة متوافقة مع الشريعة في معيار الحلال من حيث الذبح النظافة الطهارة وعدم تقديم أية أطعمة محرمة مثل لحم الخنزير وغيرها. في بلادنا توجد العديد من العادات والتقاليد والقيم كلها تنبثق من تعاليم الإسلام في كل نواحي الحياة. لذا فبلادنا مهيأة للترويج لها كوجهة إسلامية متكاملة ولكن مهما يكن فهناك كثير من الجوانب والمواضيع التي قطعت ماليزيا فيها شوطاٍ كبيرا في المجال النظري والتطبيقي وما تم من خلق شعارات وماركات ولوجوهات نجحت ماليزيا في تنويع عرضها السياحي وتوصيل رسالة بأن الحلال تجربة ماليزية فريدة ورائدة. من خلال الترويج للسياحة الإسلامية نجح الإخوة في ماليزيا في رفع شان بلادهم وتطويرها بالرغم من تعدد الأجناس والديانات واختلاف اللغة كل هذا ألا يثير السؤال كيف سيكون مستقبل بلادنا السياحي¿ وهي مهيأة ذاتياٍ ومنذ القدم بمقومات السياحة الإسلامية. سياحة واعدة إن أهمية الأخذ بهذا النوع من الترويج السياحي يتمثل في: – تقديم الوجهة والتعريف بها لدى الأسواق السياحية الدولية بأنها أحد وجهات السياحة الحلال لكي تدخل في كتالوجات بيع البرامج السياحية لمنظمي السياحة والسفر ويْروج لها بهذه الصفة لأنه حتى ولو كانت الوجهة دولة إسلامية تظل غير معروفة بهذه الميزة لدى طالبي هذا النوع من السياحة ومن ناحية أخرى فإن هذا النوع من السياحة يعد مكون يوسع من قاعدة عرض المنتج السياحي مع تنوع ومرونة العرض السياحي ليقدم بنفس الوقت لغير المسلمين منتج يلبي متطلباتهم وبما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية في البلدان الإسلامية. – انتشار سياحة الحلال أصبح توجه تتنافس في عرضه والترويج له حتى الدول غير الإسلامية مثل استراليا واليابان كونه سياحة مربحة وزبائنها من شرائح الأسر الإسلامية ذات الإنفاق العالي والصديقة للبيئة والمثالية في حسن التعامل بما تْخلفه عنها من انطباعات جيده. – وجود شريحة كبيرة لطلب هذا النوع من السياحة من المسلمين وأيضاٍ من غير المسلمين – هناك دول إسلامية عدة وأقليات إسلامية في العديد من الدول غير الإسلامية. – تزايد نسبة انتشار الإسلام في العالم وبدء انتشار وشهرة هذا النوع من السياحة كتوجه عالمي حالياٍ. – الأخذ بالسياحة الإسلامية يعد فرصة لتنويع العرض السياحي وإمكانية مد البرامج السياحية من دولة إسلامية إلى اْخرى. -الإسلام يحث على إكرام الضيف والأكل من طيبات ما أحل الله تعالى وهناك نصوص قرآنية وأحاديث ترغب وتحفز الخروج للسياحة: من أجل التدبر في مخلوقات الله اكتساب المعارف تعزيز المثاقفة بين الشعوب زيارة الأقارب وصلة الأرحام نشر الدعوة الإسلامية وغيرها. – إتاحة الفرصة لإشراك السياح والمقيمين من المواطنين والأجانب غير المسلمين في تذوق الأطعمة الحلال ومعايشة التقاليد والأجواء الإسلامية بما يحقق أيضاٍ التعريف بالإسلام ونشر مبادئه السامية. – لذا فالدخول في هذا النوع من السياحة يتطلب تطوير شعار السياحة بما يعزز هذا التوجه مع إفراد مساحة مناسبة في الحملات الترويجية تكرس للإعلان والتأكيد والتذكير بان الوجهة أحد وجهات السياحة الحلال ومن الدرجة الأولى ومنافس قوي في هذا المجال. – إدخال آلية السياحة الحلال في الحملات الترويجية السياحية ضمن خطط وبرامج الترويج والتسويق السياحي للوجهة مع الأخذ في الاعتبار فكرة إبراز ما يتمتع به المنتج السياحي الحلال من مقومات روحانية كمرتكزات هامة لتحقيق أهداف استراتيجية مستدامة تحافظ على بقاء الأصول والمقومات لفائدة الأجيال الحالية واستمرارها لاستفادة الأجيال القادمة. – تبنى فكره التنمية المستدامة للسياحة الحلال كآلية لإيجاد فرص وتوظيف مشاريع وإقامة فعاليات سياحية يعود جزء من أرباحها لصالح مشاريع الفقراء وفقاٍ لفلسفة وتوجهات التنمية السياحية المستدامة والتخفيف من الفقر. – إدخال الوجهة ضمن الفعاليات الثقافية الإسلامية وعرض المتاحف في الدول الإسلامية. – تبني فكرة الترويج الثقافي للمدن الإسلامية من خلال اقتراح أحد المدن ذات التراث الإسلامي لتوأمتها مع أحد المدن ذات الثقافة الإسلامية. إن السلام والأمن والاستقرار وحب الوطن يعد سبب أساسي للتنمية المستدامة وتقدم الدول وهو ما لمسناه على أرض الواقع في نموذج دولة ماليزيا التي نأمل أن تكون هدفاٍ للأخذ به في اليمن.

[email protected] * نائب مدير عام العلاقات الدولية- وزارة السياحة