الرئيسية - عربي ودولي - نزاعات الذهب الأزرق والرقص على حافة الهاوية !!
نزاعات الذهب الأزرق والرقص على حافة الهاوية !!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

يرتبط مستقبل دول المنطقة العربية برمتها ولا نقول الشرق الأوسط لأنه مصطلح أميركي بقضية المياه التي تعتبر الذهب الأزرق لديمومة التنمية وللحياة بشكل عام وبما أن أغلب المناطق العربية تعاني ندرة فى المياه نظراٍ لوقوعها في المناطق الجافة وشبه الجافة من الكرة الأرضية مشمولة بالانعكاسات السيئة للتغيرات المناخية على دول المنطقة تؤكد مجمل المعطيات والمؤشرات أن استمرار أنماط الاستهلاك الحالية في العالم العربي مع نقص كمية المياه وتغير نوعيتها للأسوأ سيقود إلى احتدام المنافسة والصراع حول المياهوربما اشعال الحروب .

نصف سكان العالم بلا ماء وأشار تقرير صادر عن الأمم المتحدة تحت عنوان “المياه في عالم متغير” إلى أنه بحلول عام 2030م سيعيش نصف سكان العالم في مناطق شحيحة بالمياه متضمنين ما بين 75 مليون نسمة إلى 250 مليون نسمة في إفريقيا وحدها بالإضافة إلى أن شحة المياه في المناطق الجافة وشبه الجافة سيؤدي إلى نزوح ما بين 24 مليون نسمة إلى 700 مليون نسمة وذلك نظراٍ لتعرض موارد المياه للجفاف والنضوب ما سيخلق أزمة عالمية لكل إنسان على وجه الأرض في حين يواجه حالياٍ ما يقارب مليار إنسان أي سدس سكان العالم نقصاٍ شديداٍ في المياه بشكل يومي وبالأخص في المناطق الكثيفة سكانياٍ إذ ستستهلك كميات كبيرة من المياه الأمر الذي سيؤدي إلى نضوب الإمدادات في غضون 20 عاماٍ. وتشير الدراسات الى ان 30 دولة ستعاني من “ندرة المياه” في 2025م ارتفاعا من 20 في 1990م و18 من هذه الدول في المنطقة العربية وشمال افريقيا وأضيفت مصر وليبيا الى القائمة التي أعدت عام 1990م وتضم ايضا اسرائيل والصومال وتعني ندرة المياه ألا يتاح للفرد سوى 1000 متر مكعب او اقل من المياه سنوي. اسرائيل تسرق مياه العرب ومما لا شك فيه أن القرن الحادي والعشرين سيشهد نزاعات مقبلة في مناطق عدة من آسيا وإفريقيا و{المنطقة العربية } والتي تسمى اصطلاحا بالأميركاني {الشرق الأوسط} على وجه الخصوص وستقترن بالخلاف على منابع المياه والأحواض المائية من أجل تأمين احتياجاتها المتزايدة وستغذيها المشاكل السياسية والنزاعات الحدودية . فالصراع, على الموارد الاستراتيجية, وفقا للمتخصصين, كان ولا يزال سمة من خصائص السيكولوجية البشرية واختلفت أشكاله من عصر لآخر . ففي القرن الماضي تبلورت أوجه تنافس وصراع لم يعهدها العالم لتأمين الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة والسيطرة على الأسواق العالمية . ومن المرجح أن الدول ستستخدم المياه المصدر الرئيسي للحياة كأداة وهدف لإشعال الحروب والتي من شأنها أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار والأمن العالميين . فدول كمصر والسودان وأوغندا واثيوبيا تشترك في مياه نهر النيل والعراق وسوريا وتركيا تشترك في مياه نهري دجلة والفرات وتعاني كل من الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة من استغلال “إسرائيل” لمياه نهر الأردن ونهراليرموك ونهري الليطاني والوزاني ونهر الجليل في الجولان المحتل . كما تشترك عدة جمهوريات من آسيا الوسطى متضمنة قرغيزستان وكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان في عدد من الأنهار وتشترك كل من الهند وباكستان وبنجلاديش والنيبال في عدد من الأنهار الصغيرة . ووفقا لهكذا اتجاهات فإن نشوء دولة جنوب السودان – حديثا سيخلقْ ضرراٍ مائيا ر لمصروهناك خطر لا يمكن إغفاله يتعلق بالمخاوف من أن تتحول دولة الجنوب الي مركز متقدم للدولة الصهيونية يحاصر السودان ومصر من الجنوب وهي حقيقة يؤكدها العديد من المسؤولين السودانيين فالدكتور (حجازي إدريس) المستشار الاقتصادي والمفكر السوداني ومؤلف كتاب “السودان وكارثية انفصال الجنوب” يؤكد أن انفصال جنوب السودان ليس صناعة سودانية وإنما صناعة غربية إسرائيلية ويؤكد أن أمن مصر القومي في خطر بعد انفصال دولة الجنوب لأن إسرائيل ستعود إلي السودان بغية تحويله إلى ساحة حرب جديدة مع العرب تدار علي أرض الغير في حالة مماثلة لما يحدث في لبنان إضافة إلي تحويل مياه النيل إلى ورقة سياسية بطريقة غير مباشرة مع ضمان فتح جبهة حرب ضد جنوب مصر في حال حدوث حرب مصرية إسرائيلية جديدة. واللافت أيضا ان انفصال السودان سيكون له أثر سيئ علي مصرº بسبب السعي الإسرائيلي لبناء قاعدة عسكرية في جنوب السودان بما يمكن إسرائيل من أن تعتدي علي مصر في أي وقت الترحيب بدولة الجنوب الوليدة التي أصبحت أمراٍ واقعاٍ بحلول 9 يوليو 2011م قد يكون مشوبا بالتالي بمخاوف تتعلق بخطر قادم إن عاجلا أو أجلا . وبدأت طبول الحرب ــ بسبب المياه ــ تقرع ا في أكثر من مكان, إذ أن إسرائيل أصبحت تستحوذ بالقوة على النصيب الأكبر من المياه العربية المتدفقة من نهر الأردن ونهر الليطاني وبحيرة طبرية. أن تأمين مصادر وفيرة من المياه كان ولايزال هدفاٍ أستراتيجياٍ .للدولة العبرية بعد ظهور بوادر أزمة المياه منذ الستينات . وبعد الارتفاع المطرد في الهجرة الى إسرائيل . وتصاعد عمليات التنمية لاستيعاب المهاجرين اليهود الجدد . والذي كان أحد مبررات السياسة التوسعية سواءٍ في احتلالها الضفة الغربية الغنية بمياهها . أو مرتفعات الجولان المعروفة بوفرة مياهها الجارية . وهناك حراك اسرائيلي في القارة الأفريقية . وتحديداٍ مع دولة أثيوبيا أحد أهم منابع نهر النيل بإقامة سدود كهرمائية وتخزين المياه . وإزاء التفوق العسكري الإسرائيلي بات العرب يقبلون مرغمين ومذعنين بالوضع الحالي لأزمة المياه لكن أزمة المياه بين العرب وإسرائيل ستدخل ــ عاجلاٍ أو آجلا ــ مرحلة تستحيل معها الحياة دون ماء وعندئذ تكون الحرب بين العرب وإسرائيل على المياه خيارا لا مفر منه.

[email protected]