البنك المركزي يبحث مع جمعية المحاسبين التعاون لتطوير النظام المالي والمصرفي إعلام الحديدة ينظم ورشة عمل بعنوان "صناعة المحتوى الإعلامي" محافظ لحج يفتتح مركز تجميع الحاصلات الزراعية في الحوطة ويطلع على نشاط البيوت المحمية في تبن لملس يفتتح عدداً من المشاريع التربوية والخدمية بمديرية صيرة ورشة عمل في عدن تشدد على ضرورة دعم جهود الأجهزة الرقابية الوزير السقطري يبحث مع البرنامج الانمائي مشروع إعادة تأهيل ميناء الاصطياد بعدن وزير الدفاع يبحث مع أمين التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب تعزيز التعاون المشترك وزير العدل يضع حجر الأساس لمبنى محكمة المنصورة الابتدائية محافظ شبوة يفتتح مبنى الدفاع المدني ويدشن منظومة المطافي التابعة له بدعم اماراتي السفارة اليمنية في الأردن تشارك في بازار دبلوماسي خيري
أكد أكاديميون وسياسيون أن دعوة الأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي للاصطفاف الوطني ضرورة في ظل الوضع السياسي المتأزم إلى حد كبير, لكي تتجاوز اليمن الأزمة السياسية الراهنة والنفق المظلم الذي تعيشه, والأمر يتطلب إجماعاٍ سياسياٍ حقيقياٍ للأطراف السياسية والاجتماعية لإجراء مصالحة وطنية شاملة بين جميع المتصارعين على الساحة السياسية. وحذروا في أحاديث لـ”السياسية” من خطورة الوضع السياسي وعدم احتماله, ولا يحتمل الاستمرار في الأزمة, وأن على الأطراف الاصطفاف والمصالحة الشاملة عبر لغة الحوار والتفاهم. وتغليب المصلحة العامة على المصالح الذاتية.
في البداية أكد الدكتور ناصر الطويل -أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء- أن الانقسام السياسي داخل الأحزاب والتنظيمات السياسية في بلادنا عميق ويمتد لسنوات طوال بفعل الأحداث الداخلية المترابطة منذ عام 2005م وأن بقاء هذا الانقسام السياسي سيشل قدرات الدولة ومؤسستي الجيش والأمن وسيصب في الأخير لصالح المشاريع التي هي خارج إطار الدولة والتي تتبنى مشاريع تحل محل الدولة ومن هذا المنطلق فإن الدعوة أتت في وضع صعب لتجاوز هذه المرحلة السياسية فيما بين الأحزاب والقوى السياسية. ويحذر الدكتور الطويل قائلاٍ: إن البلاد تمر بمخاطر كبيرة وحقيقية مالم يحدث حد أدنى من التماسك والاصطفاف الوطني لإجراء المصالحة لمواجهة هذه التحديات وإذا تم هذا الاصطفاف فإنه سيكون عامل حسم في عبور ونهوض البلاد بسلام في هذه المرحلة الحرجة والحساسة وما يبعث على الأسف أن الاستجابة العلنية لدعوة رئيس الجمهورية من قبل الأحزاب والقوى السياسية ما زالت في الإطار العلني ولم تصل إلى الاستجابة الحقيقية وإنما أعلنت الاصطفاف خلف رئيس الجمهورية لكي تتحاشى الضغوط الداخلية والخارجية التي تؤيد دعوة رئيس الجمهورية في ذلك. وأردف: إذا لم تحدث قناعة داخل بعض الأحزاب والقوى السياسية فإنه لن يحصل اصطفاف وطني ومصالحة في هذه المرحلة الحرجة التي تتطلب من الجميع مواجهة التحديات الوطنية والسياسية والأمنية الكبيرة التي تعيشها البلاد. والسبب في عدم جدية بعض الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية في الاستجابة الحقيقية لتلك الدعوة إنما يرجع إلى أن تلك الأحزاب والقوى السياسية تنطلق من منطلقات آنية ومصالح ذاتية ولا تنطلق من أرضية وطنية سليمة وذلك سيعظم من المخاطر التي تواجهها البلاد في المرحلة الآتية واللاحقة. توازن فيما يرى الدكتور موسى علاية -أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء- من جانبه أن رئيس الجمهورية شخص له توجهات كبيرة لصالح البلاد, التي تواجه تحديات سياسية, واجتماعية, وثقافية, واقتصادية وبأنه لا بد أن يكون لدعوته قبول لأنه لا يمكن لليمن أن تحقق أي استقرار إذا تمت الممانعة من قبل الأطراف السياسية والاجتماعية للجلوس حول طاولة الحوار كلما نشب أو ظهر خلاف, لأن الحوار هو الطريق الوحيد للوصول إلى الاستقرار, خاصةٍ وأنه لا يوجد لأي طرف من الموجودين على الساحة السياسية الآن الحق في الانقلاب على الآخر لأنه يوجد توازن قوي بين الأطراف المتصارعة خاصةٍ عندما يكون الصراع ذا طابع شخصي وليس طابعاٍ مؤسسياٍ. وأتم الدكتور علاية حديثه بأنه يجب على كل الشرفاء في هذا الوطن أن يدعموا رئيس الجمهورية في الاصطفاف من أجل إجراء المصالحة الوطنية الشاملة, لكي نحقق الاستقرار والأمن وبدون ذلك لا يمكن أن نحقق تنمية مجتمعية في مجتمع يعاني فيه حوالي (75%) من الفقر والفقراء الذين دخلهم دولار واحد في اليوم. وفي التقارير القادمة للبنك الدولي أن الطبقة الوسطى في اليمن قد انهارت وانتهت, بسبب تكرار المشاكل والأزمات السياسية. وبأنه يجب على المتصارعين الذين هم في مرحلة الصراع السياسي تغليب المصلحة العامة على المصالح الذاتية وترك الحسابات الشخصية الضيقة التي أثرت على الوضع العام للوطن بشكل سلبي لم يسبق له مثيل. ﻻتتناﻗﺾ أما الأستاذ ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻮكة -مستشار وزارة الإدارة المحلية, ومحلل سياسي- فقد استهل حديثه بالقول: إن ﺍﻟﺼﻠﺢ ﺧﻴﺮ ﻭﻻ ﺟﺪﺍﻝ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻻٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯعة ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺫﺏ ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﻫﺎﺕ ﻻ ﺗْﺤﻤﺪ ﻋﻘﺒﺎﻫﺎ ﻭﻻ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ, وبأن المصالحة يجب أن تتم من خلال الاصطفاف خلف دعوة رئيس الجمهورية. ﻭلفت إلى أنه يجب أن تبنى ﺍﻟﻤﺼﺎلحة الوطنية ﺑﻴﻦ ﺍلأﻃﺮﺍﻑ المتنافسة ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎحة ﺍﻟﺴﻴﺎسية ﻋﻠﻰ أْﺳس ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﻭﺿﻮﺍﺑﻂ أخلاقية, وﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ لغة ﺭاقية ﻓﻲ إﻋﻼﻣﻬﺎ ﻭﺑﻨﺎﺀ مؤﺳﺴﻲ ﺳﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ, بحيث ﻳْﺤﺘﺮﻡ ﻓﻴﻪ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍلآﺧﺮ, خاصةٍ فيما ﻳْﻨﺎﺩى ﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﻭﻣﺒﺎﺩئ, ﻻ تتناﻗﺾ مع ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ. وحذر قائلاٍ: إن هناك لدى بعض الأطراف السياسية ﻤﻔﻬﻮماٍ خاطئاٍ للمصالحة, على أنها عبارة عن ﺗﻘﺎﺳﻢ للمناصب, ﻭﺣﺼﺺ للمنافع, وﻫﺬا فيه ﺩﻣﺎﺭ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻭﺳﺤﻖ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﺳﻠﺨﻪ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣصالحة. وهو ﻣﺮﻓﻮﺽ ﺟﻤﻠﺔ ﻭﺗﻔصيلا. ﺗﺠﻔﻴﻒ ومن جانبه شدد الأستاذ ﻋﺒﺪﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻏﺎﻧﻢ -باحث ومحلل سياسي- على ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ في ظل اصطفاف وطني واحد, خاصة في ظل الوضع السيئ الذي وصلت إليه اليمن, واصفاٍ ذلك بأن اليمن ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻔﺘﺮﻕ ﻃْﺮﻕ ﺟﺮﺍﺀ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ السياسي ﻓﺄﻭﺷﻜﺖ البلاد ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﺎ ﺣﺮﺏ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺨﺼﻮﻣﺎﺕ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻭﺷﺤﻦ ﻣﺬﻫﺒﻲ ﻭﺧﻄﺎﺏ ﺗﺤﺮﻳﻀﻲ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻣﺎﺕ ﻣﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﻴﻦ الأطراف ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ الاجتماعية ذلك الصراع الذي أدى إلى ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ الاجتماعية, والاقتصادية, ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ, ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ, وﺑﺎت يهدد ﺍﻟﺴﻠﻢ الاجتماعي, وﺗﺼﺪﻉ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺎلاﻧﻬﻴﺎﺭ. ودعاء إلى ﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﻨﻮﺡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ, ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻦ ﺗﺠﻔﻴﻒ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ, ﻭﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺑﺆﺭ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻭبأنه يجب أن تتوﻟﺪ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ لدى الأطراف السياسية المتصارعة ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ, ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ فقط, ﺑﻞ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ, ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ, ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ والاتجاهات ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﻪ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺑﺆﺭ الاختلاف ﻭﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﺑﺪﻻٍ ﻣﻦ الاشتغال ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎﻁ الالتقاء ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﺭﻙ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻭﺍﻟﻮﺋﺎﻡ . ﻓﻜﻞ ﻧﺰﺍﻉ ﻣﺤﺘﻤﻞ ﻫﻮ ﺛﻤﺮﺓ ﻟﻔﻜﺮﺓ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﺃﻭ ﻣﻮﻗﻒ ﺳﻠﺒﻲ. ﻭأن ﻧﺰﻉ ﻓﺘﻴﻞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺗﺤﻮﻝ ثقافي مبني ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ.