ورشة عمل بمأرب تناقش وسائل واليات التحفيز السياسي لبناء سلام مستدام وتنمية شاملة منتخب السعودية يهزم العراق بثلاثية ويتأهل إلى نصف نهائي منتخبنا الوطني يختتم مشاركته في خليجي 26 بالفوز على البحرين بهدفين مقابل هدف بدء اعمال الملتقى المحلي للشباب من سبع محافظات يمنية اليمن يشارك في اجتماع اتحاد الأوقاف العرب بالقاهرة وكيل وزارة الأوقاف يكرم 183 حافظاً وحافظة بمأرب بينهم ثلاث مجازات بالسند البركاني يعزي وزير الخدمة المدنية ومحافظ تعز الاسبق بوفاة نجله مجلي يقدم واجب العزاء لوزير الخدمة المدنية الاسبق بوفاة نجله الشرطة تضبط 26 متهما ومشتبها بقضايا وجرائم مختلفة بعدد من المحافظات الوزير بحيبح: الاهتمام بذوي الإعاقة يأتي ضمن خطط وبرامج وزارة الصحة
اعتبر الكثير من المتابعين إعلان زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري إنشاء فرع في شبه القارة الهندية كخطوة أولى لقيام الدولة الإسلامية دعماٍ علنياٍ لجهود الولايات المتحدة الأميركية في أطروحاتها الراهنة الخاصة بالخلاف مع تنظيم داعش الذي يعتبر هو ذاته التجديد الفعلي لتنظيم القاعدة.
وهو ما يؤكد لعبة السياسة الدولية لا سيما وإعلان الظواهري عن رفع علم الجهاد في أنحاء الهند تكفير واضح ومتعمد لجهاد اليهود في فلسطين مثلما هو الحال لدى تنظيم داعش على اعتبار أن ذلك الإعلان لا يخدم إلا جهود السياسة الخارجية الأميركية أكان ذلك على صعيد ما تقوم به من إعادة ترتيب تنظيم القاعدة الذي هو أحد أدوات السياسة الغربية لكي تكون الجهود بين دولة إسلامية في شبه القارة الهندية كمن يحرث في البحر ودولة إسلامية في بلاد الشام. وفي كلتا الحالتين فإن ذلك لا يعني بالتأكيد غير تقديم صورة مشوهة للدين الإسلامي من خلال تنظيم القاعدة الجديد والقديم على أساس تكون أولوية الجهاد في القارة الهندية على الصعيد العالمي وأولوية الجهاد أيضاٍ على صعيد العرب والمسلمين في منطقة الشرق الأوسط يتركز ذلك الجهاد على بلاد الشام وتحديداٍ سوريا والعراق. وكتعبير واضح عما يقوم به ذلك التنظيم والمتمثل بدولة إسلامية مرتقبة في القارة الهندية جرى الإعلان عنها وفق ما يسميه أيمن الظواهري بنشر الحكم الإسلامي هناك وقد كان في وقت سابق بدأ بالدعوة الإسلامية من أفغانستان وقد ساهمت السياسات الغربية والتحالفات الإقليمية والدولية في قلب المعادلة ضمن الجهد المبذول من قبل تلك السياستين لتشويه صورة الإُسلام وتقديمه من خلال الجماعات التي أنتجتها السياسة الدولية. ويأتي إعلان الظواهري بالتزامن مع تصريحات سابقة لجون كيري حيث كلفت السياسة الخارجية الأميركية وزيرها بصياغة مقال تناقلته وسائل الإعلام الدولية جاء تحت عنوان (نحن بحاجة إلى مساعدة العالم كي نهزم الإرهاب) وفيما إذا طرحنا ذلك العنوان بين قوسين من خلال قراءة ما ورد في المقال يتضح أن تلك السياسة بحاجة إلى مساعدات اقتصادية بذريعة مكافحة الإرهاب كما سبق وأن حصل عقب أحداث سبتمبر 2001م وما نتج عن ذلك من ظهور تنظيم القاعدة الذي استفادت منه السياسة الأميركية وجعلت منه شماعة لجلب المساعدات الاقتصادية تحت ظروف ودواعي مكافحة الإرهاب. وهو ما يؤكد أن تلك المبالغة تهدف إلى تحقيق جملة أهداف لخدمة السياسة الخارجية الأميركية مع تنظيم القاعدة الذي جرى التهويل بخطره ولم يسجل في تاريخه ولا عملية داخل فلسطين ضد الكيان الصهيوني وكأن تل أبيب العاصمة الإقليمية والدولية لذلك التنظيم ويتكرر الحال بالنظر لديباجة التوجهات الأميركية مع تنظيم داعش الذي ترتكز أدبياته وفلسفاته على اعتبار الكيان الصهيوني دائرة جهاد مغلق لا يجوز الاقتراب منها على افتراض أنها عدو بعيد وليست في قلب فلسطين وبالتالي لا تشكل خطراٍ على الإسلام والمسلمين بينما يجيز ذلك التنظيم الجهاد في العراق وسوريا. وهذا ما يعني أن مفهوم الدولة الإسلامية داعش ليس بمعزل عن الاستراتيجية الصهيونية والترتيبات الجارية خصوصاٍ والهاجس والقلق الذي دائماٍ ما يراود اليهود والنصارى عموماٍ يرتكز على مجموعة مخاوف من بروز أو ظهور دولة إسلامية وفقاٍ للمفهوم الحقيقي للإسلام غير المرتبط بالدوائر الغربية. لذلك فهم دائماٍ وتحت وطأة ذلك الهاجس والقلق يبادرون إلى إنشاء تنظيمات إسلامية وفي هذه المرة أسسوا داعش الدولة الإسلامية في بلاد الشام التي تشكل رعباٍ كبيراٍ وخطراٍ متنامياٍ لكن ذلك الرعب والخطر بمعزل تام عن الكيان الصهيوني وكأن اسرائيل تسعى خلال العقود المرتقبة إلى بناء دولة إسلامية وفقاٍ لرؤيتها لتعزيز أمن واستقرار كيانها العنصري. هذا ما يمكن فهمه من الموضوع المشار إليه الذي كتبه جون كيري والذي دعا من خلاله إلى إيجاد تحالف دولي وتقديم المساعدات من أجل محاربة داعش كما سبق وأن جرت محاربة القاعدة والذي استفاد منه الغرب وتضرر منه الإُسلام والمسلمون خاصة والسياسة الغربية دائماٍ ما تحارب الإسلام من خلال مسميات وأشكال إسلامية ثم تستفيد من تلك المسميات في خدمة أهدافها وحماية مصالحها. وبالتالي فإن التوجهات الأجنبية المشغولة بداعش هي من أنتج ذلك التنظيم بهدف تشويه الدين الإسلامي وتخويف المسلمين خصوصاٍ وداعش لا يستثني السنة والشيعة والمسيحيين وفقاٍ للعقيدة الصهيونية. معنى ذلك أن يقتنع الآخرون بأن الدين عند الله اليهودية والنصرانية وليس الإسلام بحسب رؤية وفلسفة الدولة الإسلامية بالعراق والشام على اعتبار أن ذلك امتداد بشكل أو بآخر للحروب الصليبية وحملاتها المختلفة مع تغيير في المسميات. لذلك فإن إعلان الظواهري فتح فرع جديد للقاعدة في شبه القارة الهندية ليس إلا دعماٍ واضحاٍ لما سبق وأن أشار إليه وزير الخارجية بتوسيع الاصطفاف الدولي لمحاربة تنظيم داعش حتى يتم افتقاد الرؤية الواضحة واحاطتها بقدر عالُ من الغموض والالتباس لكي لا يكون هناك فرق جوهري بين الدين الإسلامي والإسلام الأميركي بالنظر للأطروحات المضللة التي تسوقها تلك الجماعات باسم الإسلام وما تقوم به ليس إلا على خطى السياسات الغربية فإعلان الظواهري جاء عقب الإعلان الأميركي إزاء داعش وذلك لكي لا يكون هناك فهم موضوعي لما يدور ويجري بالظرف الراهن.