الرئيسية - عربي ودولي - مخاوف عالمية من توسع انتشار وباء ايبولا
مخاوف عالمية من توسع انتشار وباء ايبولا
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

يثير الانتشار السريع لوباء ايبولا القاتل الذي يْعد من أخطر الأمراض الفتاكة في تاريخ البشرية مخاوف العديد من دول العالم بسبب تفشي الفيروس بسرعة أكبر من دولة الى اخرى والذي بدأ انتشاره بشكل مخيف في دول غرب افريقيا التي تعاني من عجز في الإمكانيات والقدرات لمواجهة هذا الوباء الذي وضع سكان دول غرب أفريقيا والعالم في حالة من الذعر والقلق و تقف منظمة الصحة العالمية عاجزة عن توفير لقاح مضاد أو احتواء هذا الوباء الخطير الذي يهدد سكان المعمورة بسبب توسعه وانتشاره السريع.. وفي هذا السياق حذرت منظمة الصحة العالمية أمس من مواصلة انتشاره حيث يتوقع تسجيل آلاف الاصابات الجديدة في ليبيريا الاكثر تضررا.. وانه بعد ان ادى الوباء الحالي الاخطر منذ اكتشاف الفيروس عام 1976م الى وفاة اكثر من ألفي شخص منذ مطلع العام في ليبيريا وسيراليون وغينيا قد يكون الآتي أعظم.. واكدت منظمة الصحة العالمية في جنيف انه “يتوقع تسجيل آلاف الاصابات الجديدة بمرض ايبولا في الاسابيع الثلاثة المقبلة في ليبيريا.. في حين أعلن وزير دفاع ليبيريا بروني ساموكاي أن بلاده تواجه “تهديدا خطيرا” لوجودها في ظل انتشار فيروس ايبولا القاتل كـ”النار في الهشيم.. ووصف ساموكاي رد الفعل الدولي على الأزمة بأنه “ليس قويا.. وحذر المسؤول الليبيري من أن النظام الصحي الضعيف في بلاده يعاني تحت وطأة حالات الإصابة بفيروس إيبولا. وقال في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي: إن ليبيريا تفتقر للبنية التحتية والإمكانات اللوجستية والخبرة المهنية والموارد المالية للتعامل بفعالية مع هذا المرض.. وفي غضون ذلك نبهت مبعوثة الأمم المتحدة في ليبيريا كارين لاندغرن بأن 160 عاملا في قطاع الصحة أصيبوا بالمرض مشيرة إلى أن نصفهم قضى نحبه وأوضحت أن العاملين في قطاع الصحة ليس لديهم أجهزة الحماية المناسبة ولم يحصلوا على التدريب المطلوب وأضافت: إن “الليبيريين يواجهون أسوأ تهديد منذ حربهم وتوقعت منظمة الصحة العالمية انتشارا “هائلا” في البلاد حيث الفيروس مستشر. ويسهم نقص الأسرة المتوافرة لعلاج الاصابات في تسريع انتشار العدوى بحسبها واعلنت المنظمة حصيلة أخيرة في 5 سبتمبر الجاري اصابة حوالي 4000 شخص من بينهم 2097 توفوا في الدول الثلاث الاكثر تضررا. كما سجلت وفيات بالمرض في نيجيريا اكبر قوة اقتصادية في القارة فيما تأكدت اصابة واحدة في السنغال. وفي مؤشر على القلق العالمي أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد الماضي بعد يومين عن تخصيص الاتحاد الاوروبي 140 مليون يورو لمكافحة الوباء وقال: ان بلاده ستحشد مواردها العسكرية لصد وباء “خارج عن السيطرة”. وسيرسل الجيش الاميركي “سريعا” مستشفى ميدانيا يتسع لـ25 سريرا الى ليبيريا يخصص لمعالجة العاملين في القطاع الصحي على ما اعلن البنتاغون الاثنين. اما بريطانيا فاعلنت عن بناء مركز طبي مجهز بـ62 سريرا قرب عاصمة سيراليون فريتاون. وأصيب طبيب يعمل لصالح منظمة الصحة العالمية بالعدوى في هذا البلد وسيتم اجلاؤه قريبا بحسبها. وحاول الاتحاد الافريقي المساهمة الاثنين بدوره في مكافحة المرض فعقد اجتماعا في اديس ابابا لوضع استراتيجية افريقية لهذا الهدف. وقالت رئيسة مفوضية الاتحاد الاوروبي نكوسازانا دلاميني: زوما ان “الدول الاعضاء الافريقية قررت مطالبة كل الدول الاعضاء برفع كل القيود على السفر لكي يتمكن الناس من التنقل بين الدول ومواصلة أعمالهم التجارية ومن اجل تشجيع الانشطة الاقتصادية”. وتابعت: “ينبغي فعل هذا بشكل طارئ” في ختام الاجتماع الذي استغرق يوما. واضافت: “لقد تم التأكيد ايضا انه مع رفع القيود على السفر يجب فرض آليات مراقبة مناسبة عند نقاط انطلاق المواطنين ونقاط وصولهم سواء في المطارات أو المعابر البرية أو المرافئ البحرية”. واغلق عدد من الدول المتاخمة للبلدان الاكثر تضررا من ايبولا حدودها فيما منعت دول اخرى دخول المسافرين الوافدين منها الى أراضيها وعلقت عدد من شركات الطيران الرحلات إلى المناطق التي ينتشر فيها المرض. لكن اجراءات الوقاية هذه ادت الى خنق هذه البلدان الضعيفة اصلا وتعقيد كبير للعمل الانساني. كما دعت 11 مجموعة دولية ناشطة في غرب افريقيا من بينها عملاقة الفولاذ ارسيلور ميتال الى رفع “أي حظر على السفر”. على المستوى المالي اعلنت دلاميني- زوما أن عددا من الدول وافقت على توفير المال او العمال لكنها لم تحدد ارقاما وتقدر الامم المتحدة الحاجة الى 600 مليون دولار على الفور لمواجهة الوباء الذي تأخر المجتمع الدولي في التعاطي معه بجدية. وفي أواخر اغسطس اعلنت منظمة الصحة العالمية خطة بقيمة 100 مليون دولار واعلن مفوض الاتحاد الافريقي للشؤون الاجتماعية مصطفى كالوكو عن إنشاء بعثة افريقية لمكافحة الوباء في غرب افريقيا ستتألف من “100 عامل في القطاع الطبي”. وينتقل فيروس ايبولا فقط بالاتصال المباشر مع افرازات أي شخص مصاب او اغراض ملوثة مثل الحقن. ويؤدي الى ارتفاع في الحرارة وتقيؤ واسهال واحيانا إلى نزيف داخلي ويؤدي في نصف الحالات إلى وفاة المصاب. ولا يوجد أي لقاح للمرض إلا أن منظمة الصحة العالمية قررت الجمعة البدء فورا باستخدام علاجات لا تزال قيد الاختبار على أمل التوصل إلى لقاح بحلول نوفمبر القادم وخصوصا للعاملين في المجال الصحي..