طريق الموت بين يدي مجلس الرئاسة  
الساعة 09:19 مساءً
  • إعلامي وكاتب

بلا مقدمات أو توسلات بل نطرح  على طاولة فخامة الرئيس رشاد العليمي وأعضاء المجلس الرئاسي ملف طريق الموت.. طريق العبر، وبكل شفافية هذا الطريق الذي حصد أرواح الآلاف من المسافرين ذهابا إلى المملكة العربية السعودية، وإيابا إلى الوطن من المملكة ودول أخرى طوال السنين الماضية لاسيما وأنه المنفذ الوحيد الذي استمر في العمل طوال سنين الحرب وحتى اللحظة.
ولكي تتضح الصورة أكثر لدى القارئ الكريم فطريق الموت (العبر) يمتد من منفذ الوديعة الحدودي مع المملكة العربية السعودية إلى حضرموت بمسافة 98 كيلو متر كما يمتد من العبر بمحافظة حضرموت إلى صافر (مأرب) بمسافة 172  كيلو متر، يعني إجمالي طول الطريق 270 كيلو متر.
هذا الطريق الذي يلتهم أسبوعيا إن لم نقل يوميا العديد من ارواح المواطنين ذهابا وايابا على مسمع ومرأى الجميع وكأن شيئا لم يكن !!
يا رئيس الجمهورية ويا أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، إنها مسؤوليتكم أولا وأخيرا ولن تفلتوا من محاسبة الشعب ككل لغض الطرف عما يحدث للمسافرين في هذا الطريق المميت.
ولنعود إلى الوراء قليلاً ففي عهد حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر ومع تعالي أصوات الناس في (السوشيال ميديا) وتفاعل الناشطين والإعلاميين حينها خاصة بعد وقوع حادثة حافلة النقل الجماعي الشهيرة عام 2019  التي راح ضحيتها العديد من المواطنين أمر رئيس الوزراء بتحويل نصف مليار ريال إلى حساب وزارة الأشغال والطرق للبدء الفوري بصيانة طريق الموت، ومع مرور الوقت تلاشى ذلك الخبر وكأن شيئا لم يكن، ولا نريد نتطرق للأسباب التي حالت دون تنفيذ الصيانة احتراما لمشاعر الذين لم يحترموا مشاعر ودماء المسافرين.
وتتوالى مرور الايام والاسابيع  والاعوام والمواطن اليمني المسافر إلى المملكة أو العائد منها وبالأخص المغتربين يتعرضون للموت إما بسبب رداءة الطريق أو بسبب عصابات التقطع على مسمع الجميع بلا استثناء!!
ومن هنا فإننا نطالب الرئيس العليمي ونوابه بالتحرك الفوري لإغلاق باب الموت من خلال إعادة إصلاحه وكذلك نشر دوريات حماية  أمنية سواء من الجيش أو الشرطة ورجال الأمن للحفاظ على أرواح المسافرين ذهابا وإيابا لأن الوضع خرج عن السيطرة وأضحى لا يطاق إطلاقا.
الجميع يقدر الوضع الاقتصادي الذي تعاني منه الحكومة سواء الحالية أو السابقة ، ولكن لو كان لدى الحكومة حرص على حياة المسافرين لتم تخصيص جزء من دخل منفذ الوديعة الذي يقدر شهريا بمليار ات الريالات لكن غول الفساد والتسلط والنهب اخذ الصدارة للأسف.
اذا لم تصح ضمائر المسؤولين في مجلس الرئاسة والحكومة   وتتحرك بصورة عاجلة لإعادة تأهيل طريق الموت فسنظل كل يوم واسبوع وشهر وعام نقيم مآتم عزاء لراحلين بسبب الحوادث او التقطع في هذا الطريق المؤلم ..
إننا من هنا وباسم كل يمني ويمنية ندعو فخامة الرئيس رشاد العليمي ونوابه في المجلس ورئاسة الحكومة بالتحرك العاجل الذي لايحتمل التأخير لإصلاح هذا الطريق الذي يلتهم أرواح المسافرين ونشر قوات حماية وبشكل فوري وذلك لوقف نزيف الدم بشكل مستمر.
كما أننا نناشد القيادة في الجارة المملكة العربية السعودية لإدخال إصلاح هذا الطريق ضمن برنامج الملك سلمان لتنمية واعمار اليمن وبشكل عاجل.
ختاما نأمل أن تجد مناشدتنا هذه صداها لدى رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي وكذلك من المملكة العربية السعودية، كما نتمنى ألا نسمع خبرا مفجعا أثناء عودة الكثير من اليمنيين خلال الأيام القادمة إلى الوطن عبر هذا الطريق المؤلم طريق الموت.
وكل عام والوطن الأرض والانسان بألف خير.