نائب وزير الخارجية يلتقي مندوب مملكة النرويج لدى الأمم المتحدة في جنيف
الإرياني يدين اختطاف ميليشيا الحوثي أمل نجيب قحطان الشعبي وزوجها الموظف في "اليونيسيف"
لجنة تنظيم وتمويل الواردات تؤكد على ضرورة التزام كافة الجهات بتطبيق الآلية التنفيذية
انطلاق تصفيات مهرجان مأرب للفروسية للعام 2025 احتفاء بأعياد الثورة
نعمان يبحث مع مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة في جنيف تعزيز التنسيق العربي في المنظمات الدولية
جلسة مشاورات بين الحكومة وصندوق النقد الدولي في عمّان
بيان خليجي- أوروبي يؤكد أهمية دعم اليمن اقتصادياً وتنمويًا وإنسانيًا
الأمين العام لمحلي المهرة يدشّن مشروع دعم وتمكين ذوي الإعاقة الحركية
شنتشن الصينية تعزز مكانتها كمركز عالمي للروبوتات والذكاء الاصطناعي
بدء دورة تدريبية بعدن حول القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان
- إعلامي وكاتب
ستفشل كل جهود احلال السلام في اليمن، إذا ظلت تلك الجهود تقفز على السردية الحقيقية للصراع، وعلى تكوين الجماعة الحوثية، والبعدين العقدي والاقليمي لحربها، واستمر التوظيف غير الاخلاقي لهذه الجماعة في ملفات تتعلق بالمنطقة وعلى رأسها الرغبة الأمريكية بإدارتها الحالية للعودة للاتفاق النووي، واستكمال ما بدأته ادارة اوباما من تسهيل للعبث الايراني في مقابل التوقيع على الاتفاق المتهالك العام 2015.
خلال سنوات الحرب قدمت الجماعة الحوثية نفسها تهديدا ليس لليمن وجيرانه فقط، بل للاقليم والعالم، ولم تخف ارتباطها بمشروع الإرهاب الايراني وفكرة تصدير الثورة، كما كانت واضحة في خطابها التكفيري المتطرف، الذي لا يختلف عن خطابات جماعات العنف الديني،، واعلنت نيتها السيطرة المطلقة على اليمن، ورفض الشراكة المحلية، وحربها المباشرة لكل مبادئ حقوق الانسان، ومصادرة الرأي، وتخليق نموذج الولي الفقيه، بتكريس مبدأ المرشد والقائد الاعلى، وهو مانعكس على طريقة ادارتها للمناطق المسيطرة عليها،
وعلى مدى سبع سنوات لم تتوقف التقارير الدولية عن الاعتراف بجرائم الجماعة وتوثيقها، والاشارة المؤكدة بالوقائع والشهادات لممارساتها التي ارتقت الى الجرائم ضد الإنسانية وخرق القانون الدولي والانساني، لتتوج بعقوبات اصدرتها أعلى سلطة دولية ممثلة بمجلس الامن، على قيادات وكيانات حوثية، ثبت قيامها بأعمال ارهابية داخليا وخارجيا، ليصل الى توصيف المجلس للجماعة جماعة إرهابية.
يعلن الرئيس الأمريكي أنه مصر على إنهاء الحرب في اليمن، وهو مطلب مجمع عليه, ويتوق له الشعب اليمني ويتمناه، لكن اليمنيون يدركون أن السردية الأمريكية لحربهم ضد الحوثي أبعد ما تكون عن الواقع، ويعلمون أن دعوته لا تهدف الى تحقيق سلام دائم وعادل، وانها دعوة تتجاوز ازالة اسباب الصراع، ولاتنهي جذورها الفكرية والعقدية، وبالتالي ليست اكثر منن خطوة لفرض سلام زائف قد يوقف معركة لكنه لن ينهي الحرب.
يصر الحوثي على رؤيته المستقبلية للدولة، ويرفض مبدأ الشراكة والتداول السلمي للحكم، ويحمل مشروعا يستحيل ان يستوعب سياسيا كل اليمنيين، ويعمل على تأسيس نظام حكم يحتفظ فيه بسيطرة كلية على القرار السياسي والاداري، متكئا على سلاح ضارب يرفض مجرد مناقشة تسليمه في اتفاق محتمل.
وما يبدو من الرؤية الأمريكية البريطانية، انها تحمل تطابقا كليا لخطة الحوثي، ولأهدافه، دون مراعاة لحق اليمنيين في دولة بأبسط متطلباتها، وعملية سياسية طبيعية تضع كل كيان يمني في وضعه وحجمه الشعبي، وتحقق مبدأ المساواة وسيادة القانون والدستور.
واختصارا: حتى لو تم الضغط لإنجاح سلام هزيل وغير عادل في اليمن، يُفرض فيه الحوثي وسلاحه ومشروعه على الشعب اليمني، ويحقق لبايدن إنجازا يرفع من نسبه الضئيلة في استطلاعات الرأي في بلاده، والتي تعتبره اسوأ رئيس امريكي، فالمؤكد أن سلاما فاقدا لشروط استمراره، سيكون ترتيبا مقصودا لصراع قادم، فلا الحوثي سيتوقف عن مشروعه العنصري، ولا الشعب اليمني سيقبل ان يرتهن لجماعة ارهابية صفرية، ولا أمريكا واممها المتحدة ستتوقف عن الانتهازية وادارة الازمات، وتوظيف الجماعات الارهابية، خدمة لاهدافها في المنطقة.