أول ثورات اليمنيين ضد الإمامة
الساعة 02:13 مساءً

إذا كان للأمم امراضها وللأجساد عللها فإن أخبث داء يعاني منه اليمن هي "الامامة" من قرون مضت. حروب.. عنف.. تشريد.. قتل.. تدمير.. إرهاب ....إلخ. الوسائل تتغير والأفكار باقية كما هي.

في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث الهجري جاء إلى اليمن احد الطغاة واسمه ابراهيم بن موسى بن جعفر الصادق. قال عنه المؤرخ اليمني محمد بن علي الأكوع في ترجمته "إن التاريخ قد وسمه بميسم الخزي والعار الذي لا يمحى فاسماه الجزار لإسرافه في سفك الدماء الزكية بدون مبرر".

دخل هذ المجرم إلى اليمن عام 200 ھ وكان أول طالبي يظهر في اليمن وأراد نشر الدعوة العلوية بقوة السيف. "واعلن أن كل من عارض الدعوة الزيدية لا حرمة لدمه وماله " وذلك سلوك نازي بامتياز.

لكن اليمنيين الأحرار تصدوا له وأشعلوا ضده ثورة وطنية عارمة بقيادة ثلاثة من ابطال اليمن وهم: الشاعر احمد بن يزيد القشيبي، والزعيم عباد بن الغمر الشهابي، والزعيم محمد بن عباد الأكيلي الخولاني.

وكان الأبناء من بقايا الفرس قد ساندوه ف حربه ضد اليمنيين.

لقد ظن إبراهيم الجزار، أن القتل والارهاب هما الوسيلة التي ستمكنه من حكم اليمن، فبعد أن احتل مدينة صعدة أخذ منها مائة رجل وخمسه رجال من وجوه الخنفريين والشهابيين والاكيليين وطلب منهم أن يسيروا  معه إلى صنعاء، فلما وصل إليها واستتب له الأمر أمر بقتلهم جميعاً  في مذبحة يشيب لها الولدان. وكانوا من نخبة اليمن ورجالاتها وكأنه يقول لليمنيين إما أن احكمكم أو  أقتلكم.

إن تاريخ الطغاة المتسمين بالأئمة زوراً وبهتانا هو تاريخ الإجرام الذي تطبعت عليه نفوسهم.

وهناك من الشواهد التاريخية ما يؤكد أن الغدر والقتل سلوك إمامي متوارث فإن العديد من السلاليين عادة ما يكافئوا من ساندهم بالقتل.

لقد كان ابراهيم الجزار هو الصورة التي جسدت السلوك الفاشي الذي مارسه جميع الأئمة تجاه الشعب اليمني. 

ولذلك خاض اليمنيون أول نضال وطني ضد الإمامة وساندوا جيش الدولة العباسية في معركة بلاد قدم من حاشد والاهنوم وحراز حتى وقعت المعركة الحاسمة في منطقة جدر "بني شهاب شمال صنعاء" فانهزم الجزار  وهرب يجر اذيال الهزيمة حتى انتهى به المطاف إلى مكة ثم بعدها عادت اليمن تحت سلطة الدولة العباسية.

 

*باحث في التاريخ اليمني