الارياني: مليشيا الحوثي تحاول جر اليمن لحروب لا طائل منها وتحويل صنعاء إلى نسخة من "الضاحية الجنوبية" "سلمان للإغاثة" يوزع مساعدات إيوائية طارئة في شبوة تعادل الكويت مع عمان بهدف لمثله في أولى مباريات خليجي 26 الفريق القانوني المساند لمجلس القيادة يعقد اجتماعه الأول في عدن أجهزة الأمن بشبوة تفكك عبوة ناسفة زرعت لاستهداف قوات الجيش والأمن مصدر مسؤول: سفارة اليمن في دمشق ستستأنف عملها بمجرد استعادة مقرها اجتماع يناقش المشاركة في مباحثات مجلس الأعمال اليمني - السعودي في مكة ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الاسرائيلي على غزة إلى 45,227 شهيدا اليمن يشارك في حفل افتتاح بطولة كأس الخليج بنسختها الـ٢٦ في الكويت إصابة مدني بانفجار لغم من مخلفات المليشيات الحوثية الارهابية شمالي الجوف
- رئيس مركز ديمومة للدراسات والبحوث
بعد سقوط نظام سياد بري 1990 نتيجة صراع مسلح مع جماعات المعارضة الميليشياوية المسلحة ، أدى هذا الأمر إلى أن ينخرط ضباط الجيش وجنوده في الصراعات القبلية والتمرد بدعم من إثيوبيا (حسب التقارير حينها) ، ويتأثر بالمصالح القبلية على مصلحة الوطن العليا ، الأمر الذي قاد الجيش إلى التفكك والانهيار الكامل عام 1991 ، بعد ذلك سقطت معداته في أيدي ميليشيات إرهابية ، وأفرز الوضع عن نشوء قراصنة في نفس العام ، وكان مسرح نشاطها البحر الأحمر وانتشارها بالمناطق الساحلية، والتي تبدأ من باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، مروراً بخليج عدن، وجنوباً حتى الحدود الكينية، والتي تُعد أحد أهم الممرات البحرية التي تستخدمها حركة التجارة الدولية .
الحال كذلك ليس ببعيد عن الوضع في اليمن منذ انقلاب الحوثي على الشرعية سبتمبر 2014 في صنعاء سارت الأمور في اليمن بنفس الاتجاه وأخذ يدفع بطبيعة الصراع نحو حرب شاملة انخرط فيها كل المكونات والتشكيلات المسلحة وفي مقدمتها الجيش الوطني الرافضة للانقلاب واستعادة الشرعية مقابل تلك التي وجدت في الحوثي فرصة تحقيق مكاسب شخصية أو من دافع أيديولوجي على أساس علاقة مع نظام ولاية الفقيه وفق التطوير المذهبي الذي أجراه حسين الحوثي على الزيدية إلى الاثني عشرية لينسجم مع المادة 12 من الدستور الايراني وتبعية الولاية ، برزت هنا الثقافة الميليشاوية على حساب ثقافة الدولة وأفرزت إلى استنساخ الحالة الصومالية التي أدت إلى تفكيك الجيش الصومالي والتحول الميليشيوي بشكل متصاعد وصولاً إلى القرصنة البحرية ، فما جرى من قرصنة في البحر الاحمر باختطاف سفينة تجارية وعلى متنها مواطنين لعدد من الدول هو نتيجة سقوط الدولة وبروز ثقافة وسلوك اللادولة .
لا أحتاج أدلل على أهمية البحر الاحمر ومضيق باب المندب كممر لأكثر من 10% من التجارة العالمية ، لكن أود أن أربط استراتيجية الخطف للأشخاص أو الطائرات والسفن وطبيعة كيف يفكر نظام ولاية الفقيه وأذرع الميليشيات التابعة له لاستثمارها في تحقيق أهداف بعيدة عن مايجري في فلسطين على طول خط الصراع العربي الاسرائيلي بداية من خطف أجانب في لبنان منذ (1982-1992) وكيف قايض حزب الله وإيران الغرب لمكاسب تتعلق بإيران لا علاقة لها البتة بقضية فلسطين.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر 2 نوفمبر 1986 الافراج عن ديفيد جاكسون ، 3 نوفمبر الكشف عن صفقة ايران كونترا ، نوفمبر 86 اطلاق ثلاث رهائن فرنسيين مقابله الافراج عن 330 مليون دولار من قبل فرنسا من قرض مجمد لايران ، يناير 1985 الإفراج عن إريك فيرلي ، مقابل الإفراج عن حسين الطلعت عضو حزب الله الذي تم اعتقاله في مطار زيورخ الدولي ديسمبر 1984 بمتفجرات كانت في حوزته ، ومروراً بالقرصنة في الخليج العربي وبحر العرب وانتهاءً اليوم بخطف السفينة في البحر الأحمر.
الحوثي يريد فرض واقع معين يمكنه من التسلح بكرت إضافي في مفاوضات الحل النهائي باليمن ، وإيران تريد إرسال رسالة أن لديها حضور مؤثر في بيئة البحر الأحمر وبالتالي القدرة على أن تلعب دور الوسيط لتحرير السفينة المختطفة وفك ركابها الرهائن لدى الحوثي ، إذ محاولة القفز على الصراع في غزة من بوابة تحرير الاسرى هي الرسالة الأولى التي ارسلتها ايران عبر وزير خارجيتها عندما صرح بلعب دور في نقل المختطفين لدى حماس من 13 جنسية إلى طهران رغماً أن طهران في الوقت نفسه تبرأت من قرار حماس في عملية 7 اكتوبر وسبقها بايدن بأن لا دلائل على دور لإيران فيما جرى ، حتماً مقابل ذلك مكاسب ستجنيها إيران وجزء منها بدأ مع حياد ايران في الحرب الاسرائيلية على غزة كمكرمة استباقية تم الافراج عن 6 مليار دولار مقابل اطلاق سجناء يحملون جنسية امريكية ثم بعد ذلك التمهيد للإفراج عن 10 مليار دولار لدى العراق ، وبقية الهبات والمكرمات ستتوالى طالما الامور تسير بذات الايقاع وتفعيل شعرة معاوية بين ايران والغرب من بوابة القرصنة والأسرى والمختطفين .