استعادة سيادة البنك المركزي خطوة أولى على طريق السلام 
الساعة 11:45 مساءً

بناء الحوثي شبكات اقتصاد موازية، بدون رقيب أو حسيب، في ظل غياب كامل لسيادة البنك المركزي وغياب دوره في السيطرة النقدية وإدارة السياسات النقدية...

ومن المعروف والمعلن أن هناك أطراف دولية تصر على تحسين وضع الحوثي من تمرد انقلابي وترقيته إلى شريك سياسي على الرغم من تصنيفه منظمة إرهابية.. وتصر تلك الجهات أن وجهة نظرها تخدم السلام والعملية السياسية...

الحوثي تلقى دعم أطراف معينه في الرباعية بمزيد من الغطرسة بدلاً من إبداء استجابة كافية أمام تلك الحوافز وأهمها الحفاظ على وجود الحوثي ككيان سياسي شريك. غطرسة الحوثي بعثت بعض الشكوك لدى تلك الأطراف... 

الرعب الذي يعيشه الحوثي نتيجة إجراءات البنك وهو مؤسسة سيادية أثبت أن الحوثي نمر من ورق.. 

وثبت أن على الحوثي الالتزام بالخطوط الحمراء للعبة، وأن تجاوزها مكلف. 

على الجانب الآخر، ننتظر حديث السرديات من رئيس مجلس القيادة وحكومته واعتقد أن هذا الوقت المناسب لحكاية السردية..  

وإذا لم يمض الجميع باتجاه معالجة واقع الصراع ونتائجه فهذا يعني أن هذا الصراع قد يتحول إلى صراع مزمن في المنطقة ويهدد الوضع الجيوسياسي في المنطقة برمتها في ظل متغيرات دولية لا زالت بظهر الغيب.. 

ومن خلال التجارب الماثلة أمامنا فإن ترك هذا الصراع في منطقة أشبه ببرميل بارود كجرح مفتوح ، أطول مما يجب، سيكون مكلف للجميع...

يجب أن لا يحدث أي تردد في استعادة سيادة بنك البنوك كمفتاح أساسي للسلام  يبدأ بمعالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية المتردية، وتظل هذه الخطوة مهمة تمنع فقدان الأمل وتوحي للناس بأن السلام ممكن مهما كانت العقبات...  

وهذا يوجب على قيادات الشرعية إبداء الاستجابة الكافية نحو المتغيرات الحالية والفرص الممكنة..

والسؤال الذي يدور في خلد الكثيرين هل تمثل خطوات البنك المركزي خطوة جاده نحو السلام.؟  

وعلى الرغم أن البنك مسمى ليس ذو طبيعة حربية ميدانية  مثل التقدم والانسحاب والقصف وغيرها الذي تستخدمه الجيوش المحاربة، إلا أن هناك من يراهن على البنك المركزي واستعادة سيادته الكاملة قد تمثل خطوه هامة واستراتيجية على طريق السلام.