تكلموا.. تحركوا
الساعة 08:32 مساءً

تشابه حد التطابق بين ما يجري اليوم في جنوب اليمن وما جرى أمس في شماله: اليافطة محاربة الإخوان والإرهاب، والوسيلة المليشيات، والتكتيك إسقاط الحكومة مع الاعتراف بشرعية هادي. والرئيس صامت والنائب صامت، ووزارة الدفاع محايدة، والمسؤولون-غالباً-جيوبهم مع هادي وقلوبهم مع الانقلاب.

بلدنا يتساقط جسده عضواً عضواً، وتداعت بقية الأعضاء-ليس له بالسهر والحمى ولكن- عليه لتمزيقه شمالاً وجنوباً، وطولاً وعرضاً.

ما يجري من تشظيات للبلاد بين مشروعين: طائفي مذهبي، ومناطقي عصبوي لن يؤسس إلا لمزيد من التشظيات والحروب القادمة، على أسس طائفية ومناطقية.

ويمن يتشظى يشكل خطراً على الإقليم، وعلى خطوط الملاحة البحرية، والسلم الدولي.

يا رئيس الجمهورية...
يا نائب الرئيس...
يا رئيس الحكومة...
يا رئيس البرلمان...
أطلعوا الشعب على ما يدور، خاطبوا الجامعة العربية والتعاون الإسلامي والأمم المتحدة بحقيقة ما يجري.

لن يتحرك سفراء الدول الأجنبية المعتمدون لدى بلادكم ما لم تتحركوا أنتم، لن يتحرك الموقف الدولي ما دام أن صاحب الشأن لا تعنيه شؤونه.

القضية اليمنية في جوهرها من أعدل القضايا جهة مشروعيتها في مواجهة انقلاب غاشم لم يعترف به أحد، لكنها تحولت على أيديكم إلى قضية فاشلة، ينصرها الآخرون أكثر مما ينصرها محاموها!

هل مرَّ علينا شيء كهذا؟!
هل مرَّ في تاريخ العالم أن قيادة ترى بلادها تتساقط أمام ناظريها قطعة قطعة، دون أن تقول كلمة واحدة؟!
كلمة واحدة...!
نصف كلمة لله...!
ربع كلمة للوطن...!
حرف واحد للتاريخ...!