الرئيسية - محافظات - في مناطق الخوف الحوثية: الاعتقال بالظن، والمساء حظرٌ صامت
في مناطق الخوف الحوثية: الاعتقال بالظن، والمساء حظرٌ صامت
الساعة 08:53 مساءً

 

لا يحتاج اليمانيون في مناطق سيطرة ميليشيا الخوثي إلى كثير من الشبهات كي يُقتادوا إلى المجهول، يكفي أن تُشكّل ملامحك قلقاً، أو أن يُشي بك هاتفك، أو أن يتسلل سطر من رسائلك إلى عيون الرقيب، حتى تصبح ملاحقًا، معتقلاً، أو مختفياً خلف جدران لا يسأل عنها أحد.

مصادر محلية من صنعاء، العاصمة المختطفة، أفادت في رسائل متبادلة مع ذويهم في الخارج بأن حملات اعتقالٍ يومية تنفذها الميليشيا، تستهدف آلاف المدنيين دون تهمة، فقط بـ"الظن والشبهة"، وتطال فئات متعددة من الشباب والناشطين وحتى كبار السن، في ما بات يوصف بأنه "تصفية ناعمة" لكل صوتٍ محتمل.

وتؤكد الشهادات أن "الارهاب المنظم "لم يعد يستثني حتى الأسر ذات الصلة القبلية بعبدالملك الحوثي نفسه، ممثل خامنئي الأول في بعض جغرافيا اليمن، حيث أصبحت العائلات تعيش في دوائر الاشتباه، وتصادر حياتها دون مذكرة، أو تفسير، أو قانون.

الواقع الأمني الموحش زاد حملات الاعتقال، وصار الليل نفسه مصدر تهديد. فبعد صلاة العشاء، تُفرض في صنعاء ومحيطها حالة حظر تجوال غير معلن، تغيب عنها البيانات الرسمية وتحضر فيها عربات الميليشيا، تجوب الأحياء الخلفية، ترصد المارة، وتلاحق المتنقلين في الظلمة كأنهم ارتكبوا جريمة.

نحن لا نعيش ليلاً، إنما نختبئ فيه، هكذا قال أحد المواطنين في اتصال خاص مع قسم المتابعة في "الثورة"، مضيفًا: الخروج بعد صلاة العشاء أصبح إعلان تحدٍ، والمشي في الشارع دعوة للاختفاء.

مناطق سيطرة الجماعة تحولت إلى دائرة مغلقة من القلق، حيث لا أحد آمن، ولا شيء يفسَّر، والحرية تُقاس بمقدار صمتك، لا صوتك. وفي اليمن المخطوف، أصبح الخوف سمة يومية، والليل، نشيد الاعتقال القادم.