اللواء ثوابة: المليشيات الحوثية تهدم أي مبادرات لإنهاء الحرب وإحلال السلام قوات الجيش تفشل هجوم لميليشيا الحوثي على قطاع الكدحة غرب تعز الأغذية العالمي: نحتاج الى 16.9 مليار دولار لمعالجة أزمة الجوع العالمية "موديز" ترفع تصنيف السعودية الائتماني عند "aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة رئيس الامارات يبحث مع الرئيس الاندونيسي العلاقات بين البلدين وشراكتهما الاقتصادية فريق طبي يؤكد استقرار حالة جدري الماء في ميناء نشطون بالمهرة مأرب تحتفي باليوم العالمي للطفولة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 44,176 شهيدا و104,473 مصابا باريس سان جيرمان يعزز صدارته بالدوري الفرنسي البديوي: الأسابيع الخليجية تعكس عمق الهوية المشتركة والوحدة بين شعوب دول المجلس
لقاء/ أمل عياش – من المخجل جداٍ أنه لا يوجد مسارح ومركز ثقافي بمدينة عدن كبقية المحافظات مع أنها أول منبر ثقافي بالجزيرة العربية كلها
> من منا في عدن واليمن عموما لا يعرف الفنان المسرحي المتألق والمعروف سمير سيف الذي درس المسرح والفنون الجميلة بالكويت والعراق وبعد تخرجه عمل لفترة في الكويت وتألق كما ارتبطت بعلاقات قوية مع كوكبة من نجوم المسرح العربي المشهورين في العراق والكويت والخليج بشكل عام وكذلك في مصر وعلى رأسهم النجم الكبير سعيد صالح وفريدة سيف النصر وغيرهما الكثير. وبعد عودته إلى اليمن تألق بالكثير من الأعمال والإبداعات المسرحية الرائعة كان آخرها «معك نازل» و«سيدتي الجميلة» وغيرها إلى جانب عمله كمدرس في معهد الفنون الجميلة في عدن.
«فنون الثورة» التقت الفنان المسرحي سمير سيف وأجرت معه هذا اللقاء الفني البسيط الذي لم يكتمل بسبب الظروف النفسية والمعاناة التي يعيشها المبدع اليمني بشكل عام.. فإلى نص اللقاء الذي لم يكتمل لنعرف منه بعض هموم ومعاناة الفنون والثقافة في ثغر اليمن الباسم:
البعد عن الناس أمر مرفوض > ماهو تعريف المسرح حسب تجربتك¿ – المسرح هو إطلالة قوية على ثقافة الشعوب بشكل إبداعي إنساني مهمته توعية المجتمعات وتثقيفها وتنويرها ويمكننا أن نقدم مسرحاٍ على مستوى الثقافة المحلية لأن المسرح في الأخير هو الإنسان في معاناته واحتياجاته وآماله والدليل على ذلك الحفاوة التي قْوبل بها أعضاء فرقة «خليج عدن في برلين» عندما وقف لهم جميع الحضور من الجمهور الألماني مصفقين لأداء الفرقة رغم حاجز اللغة المسرح ليس مجرد خشبة وديكور وإضاءة وجمهور فقط بل هو قضية كما أسلفت فالقضية هي التي تجعل من الجمهور حاضرا في المسرح . والمسرح الذي لايحمل قضايا الناس يفقد جمهوره وهذا القول لاينطبق فقط على المسرح الجماهيري بل أيضا على مسرح النخبة فمضامين عالمية ” لشكسبير وماكبيت” تحمل بعداٍ إنسانياٍ يهم كل فرد في أي مجتمع بينما قد يطرح البعض تساؤلات عن علاقتنا “بشكسبير وماكبيت وعطيل “البعيدة عن قضايانا اليومية وهذا ليس صحيحاٍ طبعا فهي تعالج وتناقش قضايا كل الناس في كل العالم . ومن هنا يأتي القول بأن على المثقف أن ينزل إلى مستوى الجمهور ليرفعه والجلوس في بروج عاجية بعيدا عن الناس أمر مرفوض تماما . إمعان النظر في الشخصية > أين وجدت نفسك من حيث تجسيد الأدوار المسرحية ¿ – في البدء أقول أعوذ بالله من كلمة أنا – لاينحصر دوري في المسرح على شخصية معينة بذاتها فقد قمت بدور الملك في مسرحية ” سيدتي الجميلة ” وأيضا بدور” الزبال”في مسرحية” معك نازل” العملين من تأليف وإخراج المبدع عمرو جمال وأعتقد بشهادة الجمهور كنت مميزا بكلا الدورين والسر يكمن في دراسة الشخصية المراد تقمصها أولا من حيث الأبعاد النفسية والمادية والاجتماعية وهذا في إطار التحدي مع الذات إذ أنه على الممثل أن يمعن النظر في الشخصيات الاجتماعية والوظائف التي نقوم بها في حياتنا اليومية لتقديمها كما ينبغي على المسرح والممثل الذكي هو الذي يدقق ويدرس كل تلك الشخصيات بعين ثاقبة. الفرق بين شعبوية الجمهور ونخبويته > هل التقنية تساهم إلى حد ما في العمل المسرحي وأين أهميتها في الصوت الإضاءة أو الديكور الى جانب اللغة والجمهور¿ – التقنيات أصبحت جزءاٍ لايتجزء من العمل الفني مثلا تقنية الاضاءة وتقنية الصوت والديكور تساعد إلى حد كبير في إيصال النص المسرحي إلى الجمهور . أما اللغة مثلا يمكن الاستغناء عنها إذ أنها ليست عائقاٍ في أشكال المسرح الحديث ويمكنك توصيل القضية من خلال مسرح الحركة والإيماءة والإشارة باعتبار المسرح فناٍ إنسانياٍ عالمياٍ . وجمهور المسرح في عدن هو جمهور راق وإذا ماعدنا إلى تعبير النخبة من هم جمهور النخبة ¿ باعتقادي النخبة هي التي تهتم بالقضايا الحيوية الاجتماعية التي تهم المجتمع ككل والجمهور الشعبي ماذا يعني هذا المصطلح ¿ هو الذي أيضا له قضية تهمه إذ أن جمهور النخبة لايتعارض مع الجمهور الشعبي فيما يخص المضمون الذي يتبناه المسرح على سبيل المثال هناك المسرح الجاد الذي يتبنى قضايا توصف بغير العادية مثال على ذلك أيهما أولى بالاهتمام قضية انقطاع التيار الكهربائي أو تأسيس الدولة الحديثة¿ فالجمهور بثقافته الشعبية سيهتم بموضوع الكهرباء ولكن الجمهور الذي يوصف بالنخبوي سيهتم بمعالجة تأسيس الدولة . وهنا يكمن الفرق بين الجمهورين ومثال آخر مسرحية” ربيع مخطوف ” تعْد من المسرح الجاد تعالج إلى حد ما ” الربيع العربي” في البلدان العربية ومسرحية أخرى كوميدية تشكل ظاهرة بخروجها عن ” نسق الضحك للضحك” إلى المسرح الجاد. “ عدن أول منبر ثقافي بالجزيرة العربية > كونك مدرساٍ في معهد الفنون الجميلة في عدن.. كيف تصف لنا المعهد وما يقدمه والاهتمام به ¿ – بصراحة معهد الفنون الجميلة في عدن يرتقي تارة بأدائه المهني الإبداعي وينخفض تارة تبعا لسياسة الدولة . والوضع الراهن تهتم فيه الدولة بالحجر وتنسى البشر والعمل المسرحي الفني بحاجة إلى استمرار وديمومة وتدهورنا جاء بسبب الانقطاع عن الإبداع المسرحي إن عدم الاستمرار في العمل الإبداعي اليومي والتواصل مع الجمهور والمشاركات الخارجية) .. . جعلنا نعاني الملل والإنهاك فالمسرح اليوم في عدن غير موجود وتعرض للتدمير عمدا. وأقول للقائمين على السياسة العامة للبلاد اتقوا الله في عدن وأقول لتلفزيون وإذاعة عدن ” الله يعينكم ” وعليهم الابتعاد عن التبعية أو يكونوا تابعين أقوياء) وأستطرد بالقول: (نحن في عدن عملنا مسرحاٍ إلى عام 94م بعد هذا العام دمرت البنية الثقافية في عدن لماذا ولمصلحة من لا نعرف ¿ ولماذا لايوجد مركز ثقافي في عدن كبقية المحافظات لا نعرف¿ عدن التي توصف بالعاصمة الاقتصادية والتجارية كيف ستستقبل التجار والسياح الذين يبحثون عن المسرح هل هناك حرب معلنة أو غير معلنة على الثقافة في عدن ¿ عدن التي تعدْ أول منبر للثقافة في الجزيرة العربية …) وفجأة توقف عن الحديث وقال بلهجة عدنية محببة : (خلاص ماقدرش أتكلم قلبي يوجعنا ). مشاركات مع النجوم العرب > وبعد استراحة بسيطة قلت له طيب حدثنا عن تجربتك في الكويت ¿ – أنا درست في الكويت بكالريوس في مجال الإخراج المسرحي خلال الأعوام 86-90م وتعرفت على عدد كبير من الممثلين الخليجيين والعراقيين والمصريين وارتبطت معهم بصداقات كثيرة من الوسط الفني وقدمت أعمالاٍ مسرحية على مستوى الكويت والعراق مع عدد من الممثلين المصريين مثل سعيد صالح وفريدة سيف النصر وآخرين وقدمت أعمالاٍ مسرحية خليجية وقد حدث وأن اتفقت مع المخرج العماني أحمد البلوشي لتقديم عدة ورش فنية لتدريب الممثلين في سلطنة عمان إلا أن الظروف الشخصية حالت دون تنفيذ مانسقت بشأنه إلى الآن للأسف الشديد ثم اغلق التسجيل وطلب عدم إكمال اللقاء قائلا «كفاية خلاص أرجوكي لا توجعي قلبي ولا تتعبينا أنا تاعب بما فيه الكفاية وما فيني يكفيني». فاحترمت رأيه وحالته النفسية واكتفيت بهذا الحوار البسيط الذي ننشره ليعرف القائمون على الثقافة في بلادنا كيف يعيش المسرحيون والفنانون والمبدعون بشكل عام . بطاقة تعريفية – سمير سعيد سيف. – من مواليد عدن 22/12/1965م لديه ستة من الأولاد . – خريج تمثيل وإخراج من دولة العراق للعام 91-92م أستاذ في معهد جميل غانم للفنون الجميلة بعدن .النشاط الإبداعي في الإخراج والتمثيل مع الفرق المسرحية المختلفة.