صالح البيضاني –

* «مقاربات نقدية في الخطاب الشعري اليمني الحديث» كتاب للناقد مشتاق عباس معن..والكتاب عبارة عن مقاربة للعدد من النصوص الإبداعية لعدد من الشعراء اليمنيين من مختلف الأجيال والمدارس الشعرية ..ويحاول المؤلف من خلال هذا الكتاب وكما يشير في مقدمته «لبيان خصوصية كل متن إبداعي بجملة ميزات تميزه عن سواه من المتون الإبداعية الأخرى فضلا◌ٍ عن بيان إمكانيات هذا المتن الذي لم يأخذ استحقاقه في كتابات النقاد العرب وغيرهم». كما يتحدث المؤلف في مقدمة الكتاب عن منهجه النقدي الذي أتبعه في دراسة عدد من النصوص الشعرية حيث يقول :(عمدت في مقاربة هذه الدراسة لتأثيث اشتغال جامع وفقا◌ٍ لآلية النمذجة بحيث حاولت تسليط الضوء على مجمل مكونات الخطاب الشعري في اليمن عبر خاناته الإنتاجية الثلاث :الخانة العمودية والخانة التفعيلية والخانة النثرية).. ويقدم المؤلف الإجراء التحليلي للنصوص وفقا◌ٍ لثلاثة مستويات. مستوى التجربة الكاملة للشاعر . مستوى المجموعة الواحدة للشاعر. مستوى النص المفرد للشاعر. المتن العمودي ..عمالقة الشعر اليمني يبدأ الشاعر كتابه من خلال تقديم المتن العمودي في الشعري اليمني من خلال نص لأحد عمالقته حيث يقدم قراءة في نص (البلبل) لأبي الأحرار محمد محمود الزبيري ويبرر المؤلف اختيار هذا النص للزبيري لمسوغين هامين الأول مرتبط بتميز هذا النص والآخر باهتمام النقاد المحدثين به. ذلك الاهتمام الذي يرى أنه يأتي لاندراج هذا النص ضمن المدرسة الرومانسية الوجدانية ولأنه محاورة للطبيعة..غير أن المؤلف يشير هنا لتناوله لهذا النص من زاوية(تعدد الأوجه القرائية له) والتي تقود القارئ إلى الاستناد على النسيج الموحي بدلالة النص القطعية والنسيج الآخر الموحي بدلالته الاجتماعية , وفي هذا السياق يقول الناقد أن نص (البلبل) من النصوص المنسوجة بكفاءة بنائية عالية وذات مستوى تعكيبي .. إضافة إلى أن النص مبني على أسس آلية (المرايا) .. ويختتم المؤلف دراسته عن قصيدة (البلبل) بالتأكيد على كونها عالما◌ٍ يعكس مآسي المبدع الجريح بنحو أقرب إلى المرايا منه إلى المعادل الموضوعي. وفي ذات (المتن العمودي) يواصل المؤلف رصد مقارباته النقدية حيث يكتب تحت عنوان (هرمية الاغتراب الإبداعي في شعر عبد الله البردوني) .. حيث يتحدث المؤلف عما أسماه (الاغتراب وتأكل الانتماء) في شعر البردوني من خلال محورين الأول ناقش فيه مرتكزات مفردة(الاغتراب) في الدرس الديني والفلسفي فيما ناقش في المحور الثاني أنماط الاغتراب التي يقول أنها نبعت من مقولات المحور الأول .. وفي المحور الأول يقدم المؤلف العديد من النماذج عل صعيد (الاغتراب المنفعي في الاغتراب الديني عند أهل الكتاب والاغتراب السياسي عند الفيلسوف الانجليزي توماس هوبس, إضافة إلى الاغتراب الفلسفي عند هيجل والاغتراب الاقتصادي عند ماركس ليختتم هذا المحور بالإشارة للاغتراب الذهني عند علماء النفس .