الرئيسية - فنون - في رحيل «القمري المغرد» و«العندليب المسافر» محمد عبدالباري الفتيح
في رحيل «القمري المغرد» و«العندليب المسافر» محمد عبدالباري الفتيح
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

ياسر الشوافي –

> ودعت الساحة الفنية والأدبية والثقافية اليمنية الأسبوع الماضي أحد شعرائها وعمالقتها المعروفين ألا وهو الشاعر والأديب المخضرم محمد عبدالباري الفتيح¡ الذي رحل عنا بعد عطاء زاخر من الإبداع الخالد سواء◌ٍ في الشعر الغنائي البديع أو الأدب والثقافة والكتابات المتنوعة. رحل «القمري المغرد» في فضاءات الوطن الواسعة بجسده¡ لكن أعماله وأغانيه وإبداعاته ستظل خالدة خلود الزمن. نعم¡ سنظل نتذكرك كما شاهدنا وسمعنا الفنان الكبير عبدالباسط عبسي على شاشات الفضائيات أو عبر الإذاعات وغيرها وهو يشدو برائعتك الجميلة «وقمري غرد» التي يقول مطلعها : وقمري غرد ما عليك من همø خلك معك وأنت بقربه تنعم مش مثلي أتجرع كؤوس علقم سقيم بحالي بس ربي يعلم إلى أن يقول بنفس هذه الرائعة : والريح حلفته ونجم سحرهú يقوله يكفي اغتراب وهجرهú شبابنا شسرح يا ألف حسرة قد ذبلت زهوره زهرة .. زهرة إلى آخر هذه الرائعة الشجية¡ والتي تحمل في طياتها البعد الاجتماعي والإنساني والوطني والعاطفي معا◌ٍ .. وتركز على قضية الهجرة والاغتراب ومعاناتهما لدى المغترب نفسه ولدى أهل وزوجة المغترب أو المهاجر وغيرها من القضايا الأخرى. سنتذكرك وأنت تنصح الشباب اليمني بأن لا يغلطوا نفس غلطة آبائهم ويسلكون نفس المسلك في الهجرة والاغتراب والعذاب وأن لا يضيعوا شبابهم وعمرهم الذي ذهب هباء منثورا في الغربة والمهجر .. وتحثهم على البقاء هنا في الوطن ليبنوا اليمن السعيد ويهتمون بأسرهم وأولادهم ويعيشون بقربهم .. من خلال رائعتك (النسيم المسافر) التي صدح بها صوت العندليب عبدالباسط العبسي أيضا وتقول: لينة شتسافر وعندليب تذر شبابك ورونقه ورائعة أخرى حول نفس المعاناة والهجرة والاغتراب والذي حن لوطنه وأسرته بعد المعاناة ولكن هذه المرة على لسان المغترب نفسه وأنت تشدو بصوت العبسي: يا طير ياللي .. عني مولي بلغ سلامي وشوقي لخلي — أنا بكرة راجع.. راجع لحولي أسقي المزارع.. أنا وخلي وأقول سعيدة من عاش مثلي إلى آخرها.. > وسنتذكرك بتلك الملحمة الشعرية الغنائية وأنت تئن وتشرح أوضاع البلاد وتعاسة الإنسان اليمني وشقائه حينها بأغنيتك «الليل وليلبه» التي تقول فيها: الرفافيح في يدي.. والجراح في ساعدي وأنا أشارح موعدي.. الليل والليلبه. ولن ننساك وأنت تغني للفرح الكبير في حياة كل إنسان.. فكما تغنيت وغنيت للأرض والإنسان ومعاناة اليمني واغتراباته وعذابه وكل همومه.. فقد غنيت لفرحه وسلاه وأحلامه.. وأنت تغني ليوم فرحه وزفافه باغنيتك «الليلة من ألف ليلة» التي يقول مطلعها: الليلة من ألف ليلة قمري الشباب اقتران بعيلة إلى آخرها.. لقد رحلت عنا جسدا◌ٍ أيها الفتيح العظيم لكنك لم ولن ترحل عن ذاكرة الشعب والوطن وعن ذاكرتنا نحن محبوك أبدا◌ٍ.. لأننا سنظل نتذكرك دوما وكل يوم ونحن نتذكر أحاديثك الرائعة عن الثقافة والوطنية وعن دور الشباب في بناء اليمن السعيد وعن الوعي الوطني وضرورة التسلح بالعلم والمعرفة والثقافة وحب الوطن إلى آخره. من أحاديثك الشجية التي ك◌ْنا نسمعها منك أيها الأب المعلم والأستاذ الفاضل العظيم أدبا وخ◌ْلقا◌ٍ.. ونتذكر في كل أعمالك وإبداعك وعطائك.. برغم كل المعاناة والتهميش الذي عينتهما في حياتك.. سيما في الأعوام الأخيرة وأنت تعاني الألم والأمراض دون أن يلتفت إليك أحد في الجهات المعينة.. سنتذكرك بأحاديث صديقك ورفيقك الفنان الرائع عبدالباسط العبسي.. الذي يمتعنا بالحديث عنك في كل مقيل قبل وفاتك طبعا◌ٍ.. والذي أتصل بي ليبلغني خبر الفاجعة بوفاتك أواخر الأسبوع المنصرم وأنا على فراش المرض يومها فزادني ألما◌ٍ.. أتصل بي ليبلغني وكلماته تتشحرج وصوته حزينا◌ٍ مكبوتا◌ٍ برحيلك لأنك العزيز الغالي عليه.. وسنتذكرك بأغانية التي صنعتها قبل رحيلك. رحمك الله أيها القمرى المغرد والعندليب المسافر وصاحب ألف ليلة وليلة.. الوطني المناضل الغيور.. ونسأل الله أن يلهم أهلك وذويك وكل محبيك الصبر والسلوان.