الرئيسية - كــتب - قرأت لكم رواية الصمصام
قرأت لكم رواية الصمصام
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

صادق السلمي –

صدرت رواية ( الصمصام ) لصالح باعامر سنة 1993م, وتتلخص الرواية في أن بطل الرواية ( السحيم ) أحب فتاة سقطرية ت◌ْدعى ( حسناء) ¡ وقد بدأت علاقته بها ¡ عندما كان يرافق أباه ¡ حين يذهب للعلاج عند أبيها ¡ الذي كان يمتهن الحجامة ¡ ومن خلال الزيارات المتبادلة لأسرتهما ¡ والألعاب التي كانت تقام بين الصبية والصبايا ¡ توثقت الصلة بين السحيم وحسناء ¡ وتحولت إلى حب متبادل بينهما . وحين أكمل السحيم المرحلة الابتدائية توزعته رغبات أربع : أن يواصل دراسته في العلوم الحديثة في مدرسة غيل باوزير ¡ وهي رغبة مدير المدرسة التي درس فيها السحيم ¡ أو الذهاب إلى تريم لدراسة العلوم الشرعية ¡ وهي الرغبة التي حاول أن يدفعه إليها الشيخ خالد باعباد ¡ آملا◌ٍ أن يصبح السحيم خليفته في إمامة جامع البلدة , أو أن يعمل في دكان أبيه ¡ الذي كان يطمح في أن يصير ولده السحيم تاجرا◌ٍ مثله ¡ أو أن يعمل في البحر ¡ فيجوب البحار ¡ ويطوف البلدان ¡ وهذه هي الرغبة التي ملأت عليه حواسه ¡ وصارت شغله الشاغل عن كثير من المغريات . وإلى جانب هذه الرغبة كانت له أمنية أخرى هي الزواج من حسناء ¡ الفتاة التي أحبها, وأمام وعود أبيه بتزويجه من حسناء مكث السحيم ( بطل الرواية ) يعمل في دكان أبيه ثلاث سنوات ¡ وحين اكتشف أن أباه لا يرغب في تزويجه من حسناء ترك السحيم الدكان وغادر المنزلº ليعمل في البحر مع صديقه سويلم ¡ الذي من خلاله أحب السحيم البحر. وبعد أربعة مواسم من العمل في البحر ذاع صيت السحيم بين البحارة ¡ مما دفع أباه أن يصنع له سفينة خاصة به ¡ ظل السحيم يعمل فيها عدة مواسم ¡ حينها قرر الساري أن يزوج ابنه السحيم من حسناء . تبدأ الرواية بافتتاحية تقليدية ¡ إذ تبدأ بوصف عام للبحر والشاطئ ¡ وما يحيط به من بحارة وسفن وأشرعة وصخور ¡ ومناظر توديع واستقبال السفن ” هدأ البحر وزغرد الشوق للأمواج المتهاربة والمياه الرقراقة ¡ وللرذاذ الأبيض المتطاير فوق الصخور ¡ وعلى الشاطئ ….” ¡ ويستمر السرد ليصل إلى الحوار الدائر بين السحيم ¡ بطل الرواية وزوجته حسناء ¡ فيصور السارد من خلاله مشاعر الحزن والألم التي تنتاب الزوجين في لحظات الفراق وعودة السحيم إلى البحر ¡ وتخاطب حسناء زوجها السحيم : ” ثلاثة أشهر استمتعنا خلالها بالحب ¡ واليوم يعود الفراق ويأتي الشوق والحنين ¡ إلى متى سنظل مكدودين نتلظى بالعذاب ونستشعر المخاطر “. ثم نفاجأ في المقطع الثالث من الرواية أن السارد يقطع سير الأحداث º ليسرد لنا أحداث تعرف السحيم على حسناء ¡ وحبه لها وتعلقه بها ¡ ويبدأ هذا المقطع بقوله : ” عندما رافق أباه إلى عريش سالم باصريرة رآها ¡ ومنذ ذلك اليوم تعلق بها ¡ وكم تمنى أن يذهب مع أبيه الحجامة لكن أباه لا يحجم إلاø◌ِ في السنة مرة واحدة أو مرتين إذا شعر بالدوران ” ¡ ويستمر السارد في استرجاعه إلى ما قبل نهاية الرواية ¡ ساردا◌ٍ ما حصل للسحيم منذ أن رأى حسناء ¡ وحتى زواجه منها ¡ عارضا◌ٍ الصعوبات التي واجهها السحيم في سبيل تحقيق أمنيتيه في الاقتران بحسناء والعمل في البحر . وفي نهاية المقطع الحادي والعشرين من الرواية ¡ وبعد زواج السحيم من حسناء ¡ ترتد الأحداث إلى النقطة التي ابتدأ منها الاسترجاع . وفي المقطع الثاني والعشرين من الرواية يسرد الراوي الأحداث بتتابعها الزمني حتى الإبحار ¡ ويبدأ الراوي بقوله : ” ولما يتنفس الصباح حتى هب سويلم يعد أمتعته ويضع كل شيء في مكانه داخل السحارة …” .