شرطة مأرب تعلن منع حركة الدراجات النارية داخل المدينة بصورة نهائية استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية وفد عسكري يطلع على سير العمليات العسكرية في محور علب بصعدة الارياني يرحب بإعلان حكومة نيوزيلندا تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية نيوزيلندا تصنف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية الارياني: استمرار تجاهل التهديد الحوثي وعدم التعامل معه بحزم، سيؤدي لمزيد من زعزعة الامن والاستقرار المكتب التنفيذي لأمانة العاصمة يناقش انتهاكات الحوثي وتحديات النازحين
عرض/صادق السلمي –
> أولى النقد الأدبي في العالم العربي في الآونة الأخيرة اهتماما خاصا بـعتبات النصوص الأدبية بوصفها نصوص موازية لا تقل أهميتها عن النصوص الأصلية ويرجع الفضل في هذا الأمر إلى الناقد الفرنسي جيرار جينيت الذي يعد أول من أشار إلى أهمية هذه النصوص والعلامات في بحثه عن أدبية النص التي تكمن ـ حسب رأيه ـ في المتعاليات النصية التي حدد مظاهرها بخمس: التناص (Intertextualite) والمناص (Paratextualité) والميتانص (Métatextualité) والتعلق النصي (Hypertextualité) وجامع النص (.Architextualité) . وقد تعددت مصطلحات مفهوم (Paratextualité) بتعدد ترجماته العربية فأطلق عليه: (النص الموازي ) و ( النص المصاحب ) و(النص المحاذي) و (النص اللاحق) وغيرها من التسميات التي تعكس إحدى مآزق الترجمة في العالم العربي. وقد شهدت السنوات الماضية ظهور عدد من الكتب تهتم بدراسة هذه النصوص والعتبات من بينها كتاب (عتبات الكتابة في الرواية العربية ) للباحث عبد المالك أشهبون الذي صدرت طبعته الأولى في 2009م عن دار الحوار للتوزيع والنشر / سوريا ويضم الكتاب ثلاثة فصول فضلا عن مقدمة ومدخل وخاتمة . بدأ المؤلف حديثه في المقدمة بتساؤلات عدة: ما المقصود بالنص المحاذي(Paratextualité) بصفة عامة ¿ ما موقع خطاب العتبات في الإبداع الأدبي بصفة عامة والخطاب الروائي بصفة خاصة¿ ويستبق الباحث الإجابة على هذه التساؤلات قبل شروعه في البحث حين يؤكد أن العتبات لا تعتبر ظواهر نصية طارئة ولا ثانوية أو عرضية بل هي مكون جوهري من مكونات النص الروائي. ويضيف الكاتب تساؤلا آخرا هو هل بمقدورنا تقديم مشروع أنطولوجي في هذا الموضوع بناء على التصنيفات والنماذج التي يمكن التوصل إليها ¿ ويرى المؤلف صعوبة الإجابة على هذه التساؤلات في ظل الواقع الحالي والممارسة النقدية في عالمنا العربي لاسيما عند مقارنتها بما وصل إليه النقد الغربي. كما يرى المؤلف أن من الأسباب التي دفعت بالنقد العربي إلى التخلف عن مضمار السبق مع النقد الغربي إهمال النقاد العرب للبحث الجدي في قضايا العتبات كونها لا تمثل ـ في رأي بعضهم ـ من الأهمية بمكان في تحليل النصوص فضلا عن كونها ظاهرة غريبة عنهم لم يألفوها والرجوع عن المألوف أمر غير يسير على حد قوله . ويرى أن هذا الأمر أحد الأسباب الرئيسة التي دفعته إلى البحث في عتبات الرواية فضلا عن تطور الخطاب الروائي العربي. هذا التطور الذي صاحبه اهتمام الروائيين بعتبات نصوصهم الروائية أضحت معه العتبات ظواهر نصية ملتبسة ومعقدة لا تبوح بكل مدلولاتها ولا تجلي ما هي حاملة له. ومن هنا تأتي مشروعية مثل هذه الدراسات.وفي مدخل الدراسة : استعرض الناقد ما يأتي : - موقف النقد العربي من خطاب العتبات وقد صنف هذا الموقف إلى قسمين: الأول موقف النقد العربي القديم والذي خلص الباحث فيه إلى تغييب النقد القديم لدور العتبات و اعتبارها نصوصا صماء لا تنطق إلا حين يريد لها الناقد ذلك. فالناقد التقليدي لا يرى في اسم المؤلف سوى تصنيفا مذهبيا يتيح له تأويلا أيديولوجيا والعنوان عنده لا يعدو أكثر من تلخيص شامل لمضمون النص وحين يطرق الناقد عتبة ” التعيين الجنسي ” غالبا ما يستحضر سلطة التصورات التقليدية التي سادت ثقافتنا العربية فضلا عن سلطة المضمون التي سادت في مرحلة لاحقة من مراحل تلقي هذا الجنس الأدبي أو ذاك. كما يرى الناقد التقليدي في الخطاب التقديمي خطابا غير ضروري في تحليل النص الروائي أما الاستشهادات والتنبيهات فهي من منظور النقد التقليدي نصوص عرضية لا فائدة منها ولا تربطها علاقة بالمتن الروائي ويخلص الباحث إلى ” أنه غالبا ما ارتبط تصور الناقد العربي بالتصور التقليدي للرواية باعتبارها منتجا فكريا تواصليا بالدرجة الأولى وبالتالي يصبح سؤال الإبدالات النقدية في هذا الإطار عنصرا مؤسسا للبحث عن تصورات نظرية جديدة تستند في إدراكها للنصوص المدروسة على خلفية نظرية مغايرة للخلفيات التي أنتجت أسئلة النقد الروائي التقليدي. ومن مواصفات هذه الخلفية: المردودية النقدية والإنتاجية الإبداعية ” ( ). أما موقف النقد العربي الجديد فيرى المؤلف أن النقد العربي الجديد لم يفلح حتى الآن في تقديم إجابات متكاملة وشافية حول أسئلة النص الروائي بما في ذلك نصوصه المحيطة. ويرجع أسباب ذلك إلى انكفاء الذات الناقدة على نفسها وعدم قدرتها على تمثل التجارب النقدية المتطورة. فضلا عن الصدى الذي أحدثته بعض الدعوات هنا وهناك والتي ترى أن الاهتمام بدراسة النصوص المحيطة يفضي بالضرورة إلى إهمال النص الأصلي. ويستعرض المؤلف بعض المؤلفات التي أنجزت حول النصوص المحيطة والتي لا تعدو في نظره سوى محفز إيجابي للنقد العربي للالتفات لهذه الظاهرة المهملة في نقدنا العربي المعاصر. ومن الدراسات التي أوردها المؤلف: كتاب الباحث عبد الفتاح الحجمري ( عتبات النص: البنية والدلالة ) الصادر سنة 1996 والذي قصر تناوله لدراسة الخطاب الافتتاحي لأعمال الباحث عبد الفتاح كيليطو النقدية مع أنه ـ أي الكتاب ـ تناول أيضا عتبات النص في رواية (الضوء الهارب) للكاتب محمد برادة وعتبة الحوار والاستجواب عند عبد الكبير الخطيبي. كما أورد المؤلف أمثلة أخرى لدراسات عربية اهتمت بعتبات النصوص ككتاب (البوح والكتابة دراسة في السيرة الذاتية في الأدب العربي) للباحث عمر حلي والصادر في 1998 ويهتم بدراسة العتبات في مجال السيرة الذاتية وكتاب للباحثة السعدية الشاذلي (مقاربة الخطاب المقدماتي الروائي ) “بدون تاريخ”. وكتاب عبد النبي ذاكر (عتبات الكتابة مقاربة لميثاق المحكي الرحلي ) والصادر سنة 1998. أما الباحث عبد الرزاق بلال فقد درس العتبات في النقد القديم مركزا على الخطاب الافتتاحي وذلك في كتابه الموسوم بـ ( مدخل إلى عتبات النص دراسة في مقدمات النقد العربي القديم ) وقد صدر سنة 2000. وفي مجال دراسات الشعر أشار المؤلف إلى جهود الباحث رشيد يحياوي في قراءة عتبات بعض الدواوين الشعرية لاسيما عتبة العنوان وذلك في كتابه (الشعر العربي الحديث دراسة في المنجز النصي) الصادر في 1998. ويرجع الكاتب أهمية هذه المؤلفات في كونها قد حازت على قصب السبق في هذا المجال ناهيك عن كونها قد شجعت الباحثين إلى الخوض في غمار هذه التجربة في مرحلة نقدية لا تخلو من دعوات تستخف بهذه الموضوعات الجديدة وترى فيها ترفا فكريا ليس إلا. إلا أن ما تحمله المؤلفات السابقة من مزايا في نظر الكاتب لا يمنعه من نقدها وقد تمثل نقده لها في كونها جاءت مبتسرة ومجزأة وتتسم بالتبسيط المخل بالتحليل. ولعل الكاتب قد غابت عن ذهنه مبررات ما يمكن أن تحمله أغلب التجارب النقدية عند تناولها لظواهر لازال النقاد حديثو عهد بها. ومن الجدير ذكره في هذا المقام أن المؤلف قد أغفل عددا غير قليل من المؤلفات التي اهتمت بمثل هذه الدراسات لعل أهمها: كتاب الباحث محمد فكري الجزار: (العنوان وسيميوطيقيا الاتصال الأدبي ) 1998 وكتاب الناقد شعيب حليفي (هوية العلامات في العتبات وبناء التأويل) والصادر سنة 2004. ويعد الناقد المغربي شعيب حليفي من السباقين إلى الاشتغال على عتبة العنوان تنظيرا وتطبيقا في دراسته ( النص الموازي في الرواية ” استراتجية العنوان ” ) المنشورة في مجلة الكرمل الفلسطينية العدد46 سنة 1996 والتي عدها بعض الباحثين أول مقالة درست العنوان دراسة تاريخية وبنيوية بشكل جيد وأهم مصدر استند إليه الدارسون في حديثهم عن العنوان على حد تعبير الباحث جميل حمداوي في معرض حديثه ـ في تمهيد أطروحته ـ عن الدراسات السابقة التي تناولت عتبة العنوان. ولا يقتصر الأمر على الكتب المنشورة فهناك أطروحات أكاديمية قاربت هذا الموضوع لازالت تنتظر النشر لعل أهمها: أطروحتا دكتوراه الدولة والدبلوم للناقد جميل حمداوي الأولى موسومة بـ ( مقاربة النص الموازي في روايات بنسالم حميش ) والأخرى (العنوان في الشعر العربي الحديث ). فضلا عن دراسات أخذت حيزا من كتاب ناهيك عن مقالات كثيرة يصعب حصرها هنا. القسم الثاني من المدخل خصصه المؤلف للحديث عن الحاجة إلى الانفتاح على آفاق عتبات الكتابة الروائية تحدث في مقدمة هذا القسم عن جهود الناقد الفرنسي جيرار جينيت في هذا الجانب حيث استعرض جهود جينيت في البحث عن آليات الرواية ووصف هذه الآليات وشرحها حيث رأى أن أدبية النصوص تكمن في المتعاليات النصية الخمس ( التناصية – النصية المحاذية – النصية الواصفة – النصية الفوقية – النصية الشاملة ). ويلاحظ اختلافه عن الآخرين في ترجمة هذه المفاهيم. ثم تحدث عن رؤية هنري ميتران للعتبات والذي يرى أن لا وجود لشيء محايد في الرواية. وفي هذا القسم تحدث المؤلف عن تعريف العتبات والنصوص المحاذية وصنفها من حيث الموقع إلى صنفين الأول: عتبات ونصوص محيطة ويقصد بها العتبات والنصوص المندمجة في فضاء النص ذاته وقد قسمها إلى عتبات ونصوص محيطة خارجية كـ( العنوان واسم المؤلف والتعيين الجنسي وصورة الغلاف.…) ونصوص محيطة داخلية وتشمل (الإهداء والخطاب التقديمي والنصوص التوجيهية والعناوين الداخلية والحواشي علاوة على التذييل ..