الرئيسية - كــتب - عتبات الكتابة في‮ ‬الرواية العربية
عتبات الكتابة في‮ ‬الرواية العربية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

عرض/صادق السلمي – ‬الثاني‮: ‬نصوص محاذية لاحقة وهي‮ ‬التي‮ ‬تفصلها عن فضاء النص مسافة فضائية‭ ‬وتكمن أهميتها في‮ ‬توضيح مقاصد الكتاب‭ ‬أو شرح طموحات الكاتب وهي‮: ‬الاستجوابات الصحفية والحوارات والاعترافات أو الشهادات‮ ‬ كما تحدث في‮ ‬هذا القسم من المدخل عن مصادر العتبات‭ ‬والتي‮ ‬أرجعها إلى مصدرين هما‮: ‬الكاتب أو الناشر‮. ‬ثم شرح بشكل مجمل وظائف العتبات‭ ‬وهي‮ ‬إجمالا كما‮ ‬يلي‮: ‬وظيفة تسمية النص‭ ‬وظيفة التعيين الجنسي‮ ‬للنص‭ ‬وظيفة تحديد مضمون النص والغاية منه‭ ‬وظيفة تحقيق عبور القارئ من خارج النص إلى داخله‮. ‬وختم حديثه في‮ ‬مدخل الدراسة عن دور المتلقي‮ ‬في‮ ‬قراءة العتبات‭ ‬وموقع العتبات من الضرورة والاختيار‮.‬ أما فصول الدراسة الثلاثة‮ ‬فقد جاءت على النحو الآتي‮: ‬ الفصل الأول‭ ‬والذي‮ ‬حمل عنوان خطاب المقدمات في‮ ‬الرواية العربية‮ (‬التنوع والتشكل والوظائف الفنية‮ )‬‭ ‬فقد ضم أربعة مباحث‭ ‬الأول‮: ‬خطاب المقدمات في‮ ‬النقد الغربي‮ ‬بين الضرورة والاختيار‭ ‬وقد عرض فيه لتصورين‭ ‬أحدهما‮ ‬يرى أهمية المقدمات في‮ ‬الأعمال الأدبية‭ ‬ويستشهد بعدة مقولات منها اعتراف سيرفانتيس بالجهد المضني‮ ‬الذي‮ ‬كلفه التقديم أكثر من الرواية نفسها‭ ‬فضلا عن أنها كانت في‮ ‬يوم ما تعد تقليدا متعارفا عليه‭ ‬يرى أن كل أثر لابد أن‮ ‬يصحبه استهلال أو مقدمة مصحوبة بقبسات من أعمال كتاب آخرين‭ ‬وملاحظات في‮ ‬الهامش وتزاويق ورسومات وغيرها‮. ‬والتصور الآخر‮ ‬يرى عدم جدوى احتواء الكتاب الإبداعي‮ ‬على التقديم والاستهلال أو باقي‮ ‬الأشكال المصاحبة للنص الإبداعي‮. ‬ويبرر أصحاب هذا الرأي‮ ‬تصورهم في‮ ‬كون المقدمة تجعل النقاد لا‮ ‬يتحدثون إلا عليها‭ ‬إلى جانب أن المقدمة في‮ ‬كثير من الأحيان تعمل على قتل عنصر المباشرة والالتقاء المباشر مع النص‭ ‬وذلك حين تعمل على توجيه القارئ نحو قراءة معينة‮. ‬ويخلص الباحث في‮ ‬هذا المبحث إلى أن خطاب المقدمات‮ ‬يبقى اختيارا‮ ‬يخضع لرغبات الكاتب‭ ‬ولا‮ ‬يتوقف عليه إخراج الكتاب بالضرورة عكس العنوان واسم الكاتب باعتبارهما محفلين إجباريين لا اختياريين‭ ‬لابد للناشر أو الكاتب من تعيينهما‮. ‬أما المبحث الثاني‮ ‬من هذا الفصل‮ ‬فقد بحث في‮ ‬مستوى الخطاب التقديمي‭ ‬وفيه ناقش الكاتب الفروق بين المقدمة والمدخل والتمهيد والتصدير‭ ‬كما حصر وظائف المقدمة بثلاث‮: ‬الحصول على قراءة‭ ‬وأن تكون هذه القراءة ملائمة‭ ‬واستقطاب القارئ‭ ‬ثم خلص إلى أن الخطاب التقديمي‮: ‬استباق خطابي‭ ‬وخطاب مساعد‭ ‬وخطاب متعدد الأغراض‭ ‬ونص واصف‮ ‬يختزل النص ويكثفه‮ ‬دون‮ ‬يعني‮ ‬ذلك أن قراءته قد تغني‮ ‬عن قراءة المتن‮. ‬أما المبحث الثالث من هذا الفصل‮ ‬فقد خصصه الباحث للحديث عن الخطاب التقديمي‮ ‬الذاتي‮ ‬في‮ ‬الرواية العربية‮ ‬تحدث في‮ ‬قسمه الأول عن خطاب المقدمات في‮ ‬روايات الحساسية التقليدية‭ ‬وتحدث في‮ ‬قسمه الثاني‮ ‬عن خطاب المقدمات في‮ ‬روايات الحساسية الجديدة‮. ‬حيث خلص إلى أن كتاب الرواية العربية التقليدية لم‮ ‬يعيروا المقدمات أية أهمية تذكر‭ ‬أثناء إخراج أعمالهم الروائية‭ ‬وضرب مثالا بالكاتب الروائي‮ ‬المشهور نجيب محفوظ‭ ‬الذي‮ ‬سْجل عنه عدم الاكتراث بمسألة تقديم رواياته‮ ‬أما الروائي‮ ‬يوسف السباعي‮ ‬فقد درج على افتتاح رواياته بمقدمات تمهيدية‮. ‬ويبرز الكاتب أهم مكونات الخطاب التقديمي‮ ‬في‮ ‬روايات الحساسية التقليدية من حيث كونه محكوما بالهاجس الأيديولوجي‭ ‬ويمثل لهذا النوع من المقدمات برواية‮ (‬دفنا الماضي‮ ) ‬للروائي‮ ‬عبد الكريم‮ ‬غلاب‭ ‬وقد ناقش الكاتب في‮ ‬هذه الرواية وظيفة الأدب من خلال المقدمة‭ ‬من خلال محورين رئيسيين هما‮: ‬تيار الالتزام‭ ‬الذي‮ ‬يرى أن الأدب لابد أن‮ ‬يضطلع بمهمة التغيير الاجتماعي‭ ‬وأن الأديب لابد أن‮ ‬يكون مسؤولا في‮ ‬أدبه عن قضايا مجتمعه السياسية والإجتماعية‭ ‬ويرجع حضور هذا التيار إلى تأثير الكتاب الشهير‮ (‬ما الأدب ¿‮) ‬لجان بول سارتر‮. ‬وتيار الفن للفن‭ ‬الذي‮ ‬ينادي‮ ‬بتحرير الأدب من خدمة القضايا الاجتماعية‭ ‬وجعله مهتما بقضايا الشكل واللغة‮ .‬ أما خطاب المقدمات في‮ ‬روايات الحساسية الجديدة‭ ‬فقد ناقشه الكاتب من خلال محورين‮: ‬الأول‭ ‬خطاب تقديمي‮ ‬مكاشف‭ ‬ومثل له برواية‮ (‬تلك الرئحة‮) ‬للروائي‮ ‬صنع الله إبراهيم‮. ‬وقد ناقش الكاتب في‮ ‬هذه الرواية خطابها التقديمي‭ ‬محاولا الربط بين خطابها التقديمي‮ ‬و المراحل التي‮ ‬مرت بها الرواية‭ ‬والمعاناة التي‮ ‬عاناها الروائي‮ ‬أثناء نشرها‭ ‬من رقابة مؤسسية على الرواية‭ ‬مرورا بالرقابة النقدية‭ ‬التي‮ ‬توزعت بين الخطاب النقدي‮ ‬المساعد‭ ‬والخطاب النقدي‮ ‬التشنيعي‭ ‬وصولا إلى المتلقي‮ ‬وموقفه منها‮. ‬أما المحور الثاني‮ ‬في‮ ‬هذا المبحث فقد كان عن الخطاب الافتتاحي‮ ‬التخييلي‭ ‬وقد قاربه المؤلف من خلال مقدمة رواية‮ (‬مغارات‮) ‬للروائي‮ ‬محمد عزالدين التازي‮ ‬كما تعرض في‮ ‬هذا المحور إلى أصناف ثلاثة من المقدمين‮ ‬ميز بينهم جيرار جينيت‮ ‬وهم‮: ‬المقدم الحقيقي‮ ‬والمقدم المتخيل‮ ‬والمقدمة المنسوبة إلى شخصية واقعية عن طريق الخطأ‮.‬ الفصل الثاني‭ ‬خصصه المؤلف للنصوص التوجيهية في‮ ‬الرواية العربية‭ ‬والتي‮ ‬حددها بالتنبيهات والاستشهادات الشاعرية‮. ‬وقد قسم هذا الفصل إلى مبحثين‭ ‬الأول‮: ‬خطاب التنبيهات في‮ ‬الرواية العربية‭ ‬والذي‮ ‬وجده الكاتب‮ ‬يتوزع إلى ثلاثة أنواع أساسية‮ ‬النوع الأول‮: ‬افتتاحيات تنبيهية‭ ‬يشدد فيها أصحابها على نفي‮ ‬أية علاقة بين ما‮ ‬يقع في‮ ‬النص من وقائع‭ ‬وبين ما‮ ‬يحدث في‮ ‬الواقع‮( ‬الذاتي‮ ‬أوالموضوعي‮). ‬وقد مثل لهذا النوع بنصوص تنبيهية وردت في‮ ‬بعض أعمال كل من‮: ‬إميل حبيبي‮ ‬وجبرا إبراهيم جبرا ومجيد طوبيا وإلياس خوري‮ ‬وعبد القادر الشاوي‮. ‬ النوع الثاني‮: ‬يقع على النقيض تمام من النوع الأول‭ ‬إذ‮ ‬يصر الروائي‮ ‬فيه ألا‮ ‬ينفي‮ ‬ذلك التشابه بين أحداث الرواية وما‮ ‬يقع في‮ ‬الواقع الخارجي‭ ‬بل‮ ‬يحرص على تأكيده والإقرار بوجوده‭ ‬وضرورة مراعاته عند كل قراءة‮. ‬ويصنف هذا النوع إلى صنفين:الأول‭ ‬التشابه المقصود بين زمني‮ ‬الرواية والواقع‭ ‬كما في‮ ‬رواية‮ (‬يحدث في‮ ‬مصر الآن‮ ) ‬للروائي‮ ‬يوسف القعيد‮. ‬الثاني‮: ‬التداخل المقصود بين أزمنة الماضي‮ ‬والحاضر‭ ‬وقد مثل له برواية هاني‮ ‬الراهب‮ (‬ألف ليلة وليلتان‮).‬ النوع الثالث‮: ‬وفيه‮ ‬يتم التنبيه إلى تأرجح الرواية بين الواقع والخيال‭ ‬ويكون ذلك برفض اعتبار العالم الروائي‮ ‬نسخة مصغرة من الواقع‮ (‬الذاتي‮ ‬والموضوعي‮)‬‭ ‬وأيضا رفض النظر إليه على أنه مجرد خيال لا‮ ‬يتماس مع الواقع‮. ‬ويحدد الكاتب لهذا النوع من التنبيهات وظيفتين هما‮: ‬الأولى‭ ‬التنبيه من أجل تدعيم التعيين الجنسي‭ ‬ويمثل له برواية‮ (‬وردة‮ ) ‬للروائي‮ ‬صنع الله إبراهيم‭ ‬والثانية‮: ‬التنبيه من أجل تجاوز القراءة الإسقاطية الضيقة الأفق‭ ‬ويمثل له بتنبيه رواية إدوار الخراط‮ (‬ترابها زعفران‮).‬ أما المبحث الثاني‮ ‬من الفصل ذاته‮ ‬فقد خصص للخطاب الافتتاحي‮ ‬الشاعري‮ ‬وأفق القراءة التناصية‭ ‬وقد عد الكاتب هذه النصوص استشهادا‭ ‬وجاء هذا المبحث موزعا على أقسام عدة‮: ‬الأول‭ ‬خصصه لبحث دواعي‮ ‬الروائي‮ ‬لإيراد مثل هذه النصوص‭ ‬وقد أجملها الكاتب في‮ ‬عدة أسباب‭ ‬هي‮:‬ ‮- ‬قدرتها على تقديم معنى معين‮ ‬يرى الروائي‮ ‬نفسه‮ ‬غير قادرعليه‮.‬ ‮- ‬غرضها الناحية الجمالية والتنميقية للكتاب‮.‬ ‮- ‬توقع الروائي‮ ‬قدرة هذه النصوص‮ (‬الاستشهاد‮) ‬على الدفع بالقارئ للربط بين هذه النصوص ومضمون النص الروائي‮.‬ ‮- ‬غرض استعراضي‭ ‬يحاول الروائي‮ ‬من خلالها استعراض إطلاعه الواسع‭ ‬وقراءاته الواسعة‮. ‬وهذا الغرض‮ ‬يكون مفضوحا سرعان ما‮ ‬يكشفه القارئ الفطن على عكس القارئ الساذج‭ ‬الذي‮ ‬تعجبه وتستهويه مثل هذه الاقتباسات‮. ‬والقسم الثاني‮ ‬من المبحث‮ ‬خصه الكاتب للحديث عن وظائف الاستشهاد بالنصوص‭ ‬والتي‮ ‬أجملها‮:‬ ‮- ‬تذكير القارئ بأن الاستشهادات المقتبسة هي‮: ” ‬تذكير مستمر بأن الكتابة شكل من أشكال الإزاحة‮. ‬وبما أنه‮ (‬أي‮ ‬الاقتباس‮ )‬أداة بلاغية‭ ‬يمكن للاقتباس أن‮ ‬يكيف‭ ‬أن‮ ‬يدمج‭ ‬ويزيف‭ ‬أن‮ ‬يراكم‭ ‬ويحمي‭ ‬أو أن‮ ‬يخضع‭ ‬إلا أنه‭ ‬وإن كان على شكل تلميح عرضي‭ ‬يبقى دائما تذكيرا بأن كتابة أخرى تعمل على إزاحة الكتابة الحالية‮ ” ( ).‬ ‮- ‬إبراز رؤية فنية من خلال استغلال‮ ‬غير مباشر للرموز التي‮ ‬تحملها النصوص المستشهد بها‮.‬ ‮- ‬الاستشهاد بالنص الشعري‮ ‬في‮ ‬عمل روائي‮ ‬يعطي‮ ‬أهمية التلاقح بين الأجناس الأدبية‭ ‬التي‮ ‬ساد التنافر بينها في‮ ‬ظل بيئة ثقافية عربية عملت على تسييد الشعر على حساب الأجناس الأدبية الأخرى‮. ‬والقسم الثالث من أقسام هذا المبحث‮ ‬يورد الكاتب فيه مظاهر الخطاب الافتتاحي‮ ‬الشاعري‮ ‬في‮ ‬الرواية العربية‭ ‬وحددها بنمطين‮:‬ ‮- ‬افتتاحيات عبارة عن مقاطع شعرية‭ ‬كما في‮ ‬رواية‮ (‬إخطية‮) ‬للروائي‮ ‬إيميل حبيبي‭ ‬ورواية‮ (‬يقين العطش‮) ‬للروائي‮ ‬أدوار الخراط‮. ‬ ‮- ‬افتتاحيات عبارة عن قصائد‭ ‬كما في‮ ‬روايتي‮ ‬حيدر حيدر‮ (‬وليمة لأعشاب البحر‮) ‬و(الزمن الموحش‮). ‬أما القسم الرابع والأخير في‮ ‬هذا المبحث فقد كان تطبيقا أكثر منه تنظيرا‭ ‬حيث خصصه الكاتب للحديث عن شاعرية الخطاب الافتتاحي‮ ‬في‮ ‬رواية‮ (‬يا بنات إسكندرية‮ ) ‬للروائي‮ ‬أدوارالخراط‭ ‬من خلال محورين:علاقة الاستشهاد بالمتن الروائي‭ ‬وعلاقة الاستشهاد بالمتلقي‮. ‬يختم الكاتب هذا الفصل ـ كما هو الحال في‮ ‬كل الفصول ـ بملخص‮ ‬يسميه تركيب عام‭ ‬يجمل فيه أهم النقاط التي‮ ‬استعرضها في‮ ‬الفصل‮.‬