الأونروا: إمدادات الغذاء في غزة لا تكفي سوى 6% من احتياجات السكان رئيس مجلس القضاء يؤكد أهمية دعم المؤسسات الأكاديمية المتخصصة في العلوم القانونية وزارة الشباب والرياضة تكرّم بطل العرب للشطرنج خالد العماري وزير الصحة يناقش مع منظمة بيور هاندز تدخلاتها في القطاع الصحي وزارة العدل تدشن برنامجاً تدريبياً متخصصاً لتحسين خدمات التقاضي للنساء في عدن اليمن يشارك في المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة بالرياض مجلس القيادة الرئاسي يواصل مناقشاته للسياسات العامة للدولة الجالية اليمنية في ماليزيا تنظم ندوة عن "مسارات الصراع وآفاق الحلول" بمناسبة عيد الاستقلال أمين التعاون الإسلامي يدعو العالم لتحرك عاجل لوقف عدوان الاحتلال على غزة محاضرة في عدن تستعرض أسس تصميم السدود وأهمية مشروع سد حسّان بأبين
لقاء /أحمد الطيار – دعا الدكتور محمد يحيى الكبسي الخبير المتخصص في الاقتصاد الإسلامي الحكومة إلى إنشاء مؤسسة مستقلة للزكاة تكون مهمتها إدارة أموال الزكاة وتحصيلها وصرفها للجهات المستفيدة وفقا للشرع وقال الدكتور الكبسي في لقاء مع” الثورة” إن إنشاء مؤسسة متخصصة بالزكاة في اليمن سيكون ذا فائدة كبيرة لتحقيق أهداف إعادة التوزيع الأمثل للثروة وهي العلاج الأول لمواجهة مشكلة الفقر المنتشرة في بلادنا فمن خلالها سيتم إشباع الحاجات الأساسية للأفراد وكذلك التخفيف من التفاوت الفاحش بين أفراد المجتمع كونها تأخذ من الأغنياء وترد على الفقراء. ولفت الدكتور الكبسي إلى أن اليمن تميزت عبر تاريخها الإسلامي بأن جمع الزكاة فيها يتم عن طريق الدولة من العهد النبوي إلى أيامنا لكن جمعها كان مقتصرٍا على زكاة الثروة الحيوانية والزراعية وزكاة الفطر فيما يتطلب تحديثها أن تصل لكافة الموارد في الدولة .
دعا الدكتور محمد يحيى الكبسي الخبير المتخصص في الاقتصاد الإسلامي الحكومة إلى إنشاء مؤسسة مستقلة للزكاة تكون مهمتها إدارة أموال الزكاة وتحصيلها وصرفها للجهات المستفيدة وفقا للشرع وقال الدكتور الكبسي في لقاء مع” الثورة” إن إنشاء مؤسسة متخصصة بالزكاة في اليمن سيكون ذا فائدة كبيرة لتحقيق أهداف إعادة التوزيع الأمثل للثروة وهي العلاج الأول لمواجهة مشكلة الفقر المنتشرة في بلادنا فمن خلالها سيتم إشباع الحاجات الأساسية للأفراد وكذلك التخفيف من التفاوت الفاحش بين أفراد المجتمع كونها تأخذ من الأغنياء وترد على الفقراء. ولفت الدكتور الكبسي إلى أن اليمن تميزت عبر تاريخها الإسلامي بأن جمع الزكاة فيها يتم عن طريق الدولة من العهد النبوي إلى أيامنا لكن جمعها كان مقتصرٍا على زكاة الثروة الحيوانية والزراعية وزكاة الفطر فيما يتطلب تحديثها أن تصل لكافة الموارد في الدولة .
● بداية هل لكم أن تخبرونا عن الدور الممكن ان نقوم به الزكاة في نشر الاستقرار الاقتصادي في البلد¿ - يأتي دور الزكاة العلاجي في أثناء الأزمات أولاٍ من خلال رفع الميل للاستهلاك فالدخل الذي يحصل عليه مستحقو الزكاة يؤدي إلى حفز السيولة النقدية على الارتفاع وبالتالي مضاعفة التداول النقدي عن طريق إنفاق على المستحقين لها وهم الفئة ذات الميول الحدية الاستهلاكية العالية وبالزكاة تزيد القوة الشرائية التي بأيديهم فينفقونها على حاجتهم الاستهلاكية وهذا يرفع بالتالي من حركة السيولة النقدية في السوق بشكل عام مع تحقيق توازن بين التيار السلعي والنقدي وثانياٍ من خلال رفع مستوى التشغيل كون الزكاة تمثل موردٍا فريدٍا يساهم في تمويل المتطلبات التنموية للمجتمع دون حاجة ملحة إلا عند الضرورة للالتجاء للخارج. وتلعب الزكاة دوراٍ بارزا في تحفيز الاستثمار أيضا فالاستثمار هو المحدد الرئيس للنمو الاقتصادي في الأجل الطويل من خلال آثاره على الرصيد النقدي وبالتالي على التوظيف الكامل للدخل القومي والاقتصاد الإسلامي يعتبر تشجيع الاستثمار من أولوياته ويقوم بهذا التحفيز من خلال الندب على الكسب والعمل وتشجيع الاستثمار مباشرة أو من خلال هياكل المالية الإسلامية وأهمها الزكاة التي تقوم بتوجيه حصائل الأموال والمدخرات نحو الاستثمار. وتقوم الزكاة بتحفيز الأفراد على الاستثمار من خلال ثلاثة وسائل: محاربة الاكتناز وتنشيط قوى السوق وتنشيط قوى الإنتاج وزيادة التشغيل. تكييف الزكاة ● لكم بحوث في تطوير تطبيقات حديثة للزكاة من حيث جمعها وإنفاقها بحيث تلعب دورا اقتصاديا ماهي أبرز تلك التطبيقات وكيف يمكن تنفيذها¿ - الحديث عن التكييف المعاصر للزكاة يتنوع بين من يتناولها على أنها مؤسسة تأمينات اجتماعية أو مؤسسة ضمان اجتماعي أو من يعتبرها مؤسسة ضريبية والحق أنِ الزكاة تختلف عن الضريبة اختلافا كبيرٍا في المفهوم والأساس الذي تقوم عليه والوعاء والقيمة والمصارف وما يحصل من تماس بين دائرة الزكاة ودائرة الضرائب في بعض النقاط فهو لا يمحو الفروق الكبيرة بين الزكاة والضريبة. فالأساس الذي قامت عليه الزكاة هو أنها فريضة فرضها الله في القرآن والسنة ولذا لا يصح إسلام المسلم إلا بالإيمان بها ثم تنفيذها أما الضريبة فهي ما يقوم الحاكم بفرضه لتحقيق مصلحة عامةº ولذا نرى أنِ الزكاة محددة بنص الشارع في مقاديرها ومصارفها بينما الضرائب تكون اجتهادٍا من الحاكم حول الأموال التي تجب فيها الضريبةº ولذا قد ترتفع وقد تنخفض بل وقد تْلغى أصلاٍ . فأقرب ما تكون الزكاة في عصرنا إلى مؤسسات الضمان الاجتماعي أو الرعاية الاجتماعية ولكن مع وجود ميزات لمؤسسة الزكاة في أسسها ومنها عمق الأساس الديني للزكاة في عقيدة المسلم وثانيا الزكاة مواردها محسومة بنص الشرع وكذا مصارفها مما يمنع ولو نظريٍا من التعدي عليهاكما أنِ من مميزات الزكاة عن غيرها من أنظمة الضمان الاجتماعي شمولها على مصرف المديونين سواء الذين عجزوا عن تسديد ديونهم الخاصة أو ما استدانوه لمصلحة عامة والمسافر الذي نفذت أمواله وهذا غير مسبوق في أنظمة الضمان الاجتماعي السابقة واللاحقة. بالإضافة للزكاة (الأداة الرئيسة في مؤسسة الضمان الاجتماعي الإسلامي) فهناك أدواتَ أخرى لها دور في رفد مؤسسة الضمان الإسلامية إن لم تكف موارد الزكاة في تغطية حاجات الضمان. تطبيق ● إذا كيف يمكن تكييف عمل مؤسسة الزكاة¿ - يمكن تْكيِف طبيعةْ عمل مؤسسة الزكاة في أنِها “تنظيمَ اجتماعيَ تْشرف عليه الدولة ويتولاه جهاز إداري منظم يقوم على هذه الفريضة الفذة فالزكاة جمعٍا وتصريفٍا من الأعمال السيادية للدولة أو بلغة الفقهاء من صنوف الأموال التي تليها الأئمة للرعية. ولكن -كما ذكرنا سابقٍا- ليس من صلاحيات الدولة والقائمين عليها الاجتهاد في مصرفُ لم يأت بالنص الشرعي. فالزكاة لها شخصية معنوية اعتبارية ووحدة محاسبية مستقلة فلا موقع لأموال الزكاة ضمن الإيرادات العامة أو الإيرادات السيادية الضريبية في الموازنة العامة للدولة. تطبيقات ● ما التطبيقات التي تبرز في جمع الزكاة في عصرنا الحالي¿ - وصلت صور تطبيقات الزكاة في هذه الأيام – على حسب الدول- إلى أربع مجموعات فالمجموعة الأولى هي عبارة عن دول يتم فيها جباية الزكاة إلزامٍا بقوة القانون وبواسطة مؤسسات رسمية وإن كانت تختلف فيما بينها في بعض الجزئيات كالاختلاف في أموال الوعاء الزكوي أو في آلية الصرف وغيرها. وهذه الدول هي السودان واليمن والسعودية وليبيا والباكستان وماليزيا. فأمِا التجربة السودانية فهي التجربة الرائدة بين هذه الدول وهي ممثلة بهيئة مستقلة هي ديوان الزكاة الذي أنشئت عام 1984م وقد تطورت حتى وصلت إلى حدُ جيد وكبير ولها كثير من التجارب الطيبة في مجال تحصيل وصرف الزكاة. ملاحظات ● ما هي أبرز الملاحظات على التحديث في تطبيق الزكاة في عصرنا الحديث¿ - نقول إن التطبيق الفردي الذاتي طوعٍا واختيارٍا فيقوم فيها الفرد المسلم بإخراج زكاته مباشرة إلى من يرى أنهم من أهل الاستحقاق للزكاة وهذا قد يوجد في تطبيقات عدة في العالم الإسلامي حتى في الإلزامية منها عندما يكون القانون يخوله صرف جزء من زكاة ماله بل وحين لا يخوله القانون ذلك فيتم التلاعب على الجهات الرسمية في مقدار الزكاة الواجبة عليه حتى يْتاح له إخراج أكبر قدرُ من زكاته بنفسه لمن يرون استحقاقه. والملاحظة الثانية: أنه لو قامت كل الدول الإسلامية بواجبها في جمع الزكاة وصرفها وفق الشريعة مع الاستفادة من التجارب المعاصرة الإدارية والمالية فسوف تكون الإيرادات أضعاف ما هي عليه اليوم وهذا له دوره في تحرير جزء كبير من موارد هذه الدول التي تصرفه على نفس مصارف الزكاة ويحول الوافر من الموارد التي تم تغطية مصارفها بمورد الزكاة إلى مزيد من التنمية وبالتالي الخروج من دائرة التخلف الاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات المسلمة. عوائق ● برأيكم ما العوائق والسلبيات التي تصاحب التطبيق المعاصر للزكاة ¿ - هي سلبيات صاحبت التطبيق المعاصر للزكاة وبالتالي كانت عقبات أمام سير مؤسسة الزكاة لتحقيق دورها المنشود ونلخصها في غياب الدولة عن واجبها في جمع وتوزيع الزكاة على مستحقيها أدى إلى إضعاف دور الزكاة كأداة رئيسة لمعالجة الفقر وتوفير الكفاية لأفراد المجتمع وعدم استقلالية مؤسسات الزكاة الاستقلالية التامة وعدم حل مشكلة اجتماع العبء الضريبي وأداء الزكاة لصالح فريضة الزكاة في كثير من البلدان وصْغر الوعاء الزكوي في بعض التطبيقات الإلزامية المعاصرة مما أدى إلى تقليل إيرادات الزكاة وضعف التنسيق بين الجهات التي تقوم بجمع الزكاة في البلد الواحد أو على المستوى الإقليمي بل والتنازع فيما بينها أحيانٍا وضعف الرؤية الإستراتيجية للمؤسسات العاملة في الزكاة سواء في تأمين الموارد الزكوية أو في تنمية المجتمعات وسد الحاجات والتخلف الإداري والتقني في المؤسسات الزكوية خاصة في الجوانب الإحصائية وعمليات الاتصال والتخطيط مع قلة الخبرات التي تجمع ما بين الكفاءة الإدارية والخلفية العلمية والتجربة العملية والاختلاف الكبير الحاصل بين علماء الشريعة حول كثير من مسائل الزكاة وعدم وجود مرجعية شرعية واحدة يتفق عليها كل الأطراف لحسم مسائل الخلاف ويصاحب هذه السلبية وجود ضيق أْفق عند كثير من المفتين في فتاويهم حول الزكاة من حيث ضعف مراعاة العصر وحاجة الأمة وسير الأتباع حولهم بما يمثلون من مؤسسات عاملة في جمع وتوزيع الزكاة. ● هل يلعب البعد السياسي دورا في هذا المجال¿ - البعد السياسي بصوره المختلفة التي منها منع أصحاب الكفاءة والأمانة من العمل في ميدان جمع وتوزيع الزكاة كأفراد أو مؤسسات بسبب التنافس السياسي والخوف من تحول أموال الزكاة إلى سلاح في يد الآخر. وعلى المستوى الإقليمي من خلال منع انتقال الفائض الزكوي من دولة إسلامية إلى أخرى محتاجة. وأخيرٍا ضِعف الوازع الإيماني عند بعض الأفراد سواءٍ كانوا مسئولين في دول وحكومات أو مديري وعمال مؤسسات زكوية أو مكلفين أغنياء أو فقراء مستحقين مما يولد القصور في أداء مؤسسة الزكاة المعاصرة. إيجابيات ● ما هي الإيجابيات وشروط نجاح مؤسسة الزكاة المعاصرة¿ - ساهم تطبيق الزكاة في حل مشكلة الفقر في عدد من البلدان الإسلامية كما كان له دور في تحقيق نوع من التكافل بين أفراد المجتمع المسلم كما أنِ للزكاة دور عظيم في تحقيق العدالة الاجتماعية والاستقرار الاقتصادي ولكن حتى تؤتي أكلها بشكل طيب يجب العمل على استقلال مؤسسات الزكاة استقلالا إدارياٍ ومالياٍ وعدم التفريق بين تحصيل الزكاة وجمعها في وظائف مؤسسة الزكاة وتوسيع الوعاء الزكوي من جهتين الأول: من خلال إدخال كل مال نامُ في الأموال الزكوية والثاني: عدم التفريق في تحصيل الزكاة بين الأموال الظاهرة والباطنة وحسن الإدارة من خلال حسن اختيار العاملين وتدريبهم وتأهيلهم لأعمال الزكاة والثاني: من خلال إدارة كفؤة تقوم بترشيد النفقات الإدارية ونحث على حسن التوزيع بحيث يأخذ الزكاة من يستحقها فقط وترشيد الجانب الشرعي في مسائل الزكاة من خلال وجود الهيئات الشرعية في كل مؤسسات الزكاة ووجود هيئة شرعية عالمية للزكاة يكون لها حق الفصل في مسائل الخلاف وتوجيه البحوث العلمية إلى الجوانب المستجدة والمهمة وكل ذلك يتطلب جعل النظام المالي في الدول الإسلامية متسق مع نظام الزكاة بل يكون محفز الأفراد لإيتاء الزكاة.