الرئيسية - محليات - اليمــــــــن والإرهــــــاب.. صــــراع مــــن أجــــل الحيــــاة
اليمــــــــن والإرهــــــاب.. صــــراع مــــن أجــــل الحيــــاة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

> كانت ظاهرة الارهاب وما تزال المعضلة الكبرى التي تهدد استقرار اليمن والمجتمع الدولي بأسره ويوما بعد آخر ومرحلة إثر أخرى تتعزز حقيقة أن هذه الظاهرة التي تؤرق العالم ما هي إلا نتاج لعوامل عديدة تتصدرها دون شك المشكلة الاقتصادية وغياب فرص العمل وانتشار الفقر والبطالة بين أوساط الشباب مما يوفر بيئة خصبة ومثالية لهذه الآفة الخطيرة على أمن واستقرار الشعوب والأوطان وهي المسألة التي حرص الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية على التأكيد عليها في كل فعالياته ولقاءاته محليا وخارجيا وآخرها ما ورد خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الاميركية ومباحثاته مع الرئيس باراك أوباما وكبار مسؤولي الإدارة الاميركية. وإذا كانت اليمن قد حققت نجاحات ملموسة في التصدي للارهاب خلال الفترة القليلة الماضية وتمكن الجيش من وأد فكرة الإمارة الإسلامية «المزعومة» في أبين والبيضاء وغيرها من مناطق البلاد فيما عرف بمعركة السيوف الذهبية والتي شكلت وفقا للمحللين سياسيين وعسكرين ضربة موجعة وفادحة لتنظيم القاعدة الإرهابي ليس في اليمن فحسب بل في شبه الجزيرة العربية بالرغم من هذه النجاحات العسكرية إلا أن هناك اجماعاٍ كبيراٍ بأن خطر الإرهاب ما زال قائما ليس في اليمن وحسب بل ويهدد وبقوة السلام العالمي ما لم تكن هناك مواقف واضحة وموحدة من قبل المجتمع الدولي في مكافحة ومعالجة اسبابه بصورة جذرية. إثبات وجود > على المستوى المحلي فإن الإرهاب المترنح بفعل الضربات العسكرية في مختلف مناطق البلاد لا يزال يطل برأسه من حين لآخر من خلال بعض الممارسات التخريبية للمنشآت العامة واغتيال قادة عسكريين وأمنيين كما حدث مؤخرا في مارب من استهداف طائرة تقل عدداٍ من هؤلاء وغير ذلك من الأنشطة الإرهابية التي تريد العناصر الارهابية من خلالها كما يقول المراقبون إثبات وجودهم وبث رسائل معينة تفيد بأنهم ما يزالون يمتلكون القدرة على التحرك والتأثير على مسيرة التسوية التاريخية التي تشهدها البلاد منذ توقيع الأطراف والقوى السياسية اليمنية على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة أواخر نوفمبر من العام 2011م في العاصمة السعودية الرياض برعاية إقليمية ودولية غير مسبوقة وبالتالي وضع المزيد من العراقيل والمنغصات أمام تنفيذ بنود هذه التسوية ومتطلبات المرحلة الانتقالية بما في ذلك عرقلة الحوار الوطني الشامل الذي انطلق في الـ18 من مارس الماضي واختتم مرحلته الأولى بنجاح لافت وسط ترقب شعبي كبير لمخرجاته ونتائجه التي يعول عليها لرسم معالم الدولة اليمنية الحديثة وبناء اليمن الجديد القائم على مبادى الحكم الرشيد وقيم العدالة والمواطنة المتساوية واحترام حقوق الإنسان. مخاوف واجراءات > وبالتأكيد فإن المخاوف من أعمال الإرهاب تظل الهاجس الأمني الكبير لليمن ومختلف بلدان العالم.. غير أن هذه المخاوف لا يجب أن تقود الكثير من الدول إلى اتخاذ ردود افعال انفعالية قد تضر بجهود مكافحة الارهاب ولقد كان قرار الولايات المتحدة الأميركية وعدد من الدول الغربية اغلاق سفاراتها في اليمن خلال الأيام القليلة الماضية اجراءات خاطئة كما يؤكد على ذلك مسؤولون حكوميون حيث يشير وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي في تصريحات صحفية بأن قيام الدول الغربية باجلاء رعاياها واغلاق سفاراتها في اليمن لا يخدم اطلاقا الجهود المبذولة بمكافحة الإرهاب في اليمن مؤكدا بأن الوضع في اليمن حاليا مستقر بكثير عن ما كان عليه قبل أسابيع وأشهر وأن هذه الاجراءات تخدم الإرهاب وعناصر وتؤثر سلبا على التعاون والتنسيق بين اليمن والتحالف الدولي ضد الإرهاب مؤكدا اتخاذ كافة الإجراءات لضمان أمن وسلامة السفارات والبعثات الأجنبية في اليمن. وجاءت هذه الإجراءات إثر معلومات استخباراتية أميركية عن تهديدات إرهابية محتملة في اليمن وعدد من دول المنطقة ما دفع الإدارة الأميركية إلى إغلاق 22 بعثة دبلوماسية حول العالم مع توجيه تحذير من سفر رعاياها إلى مختلف بلدان المنطقة. التأثير السلبي الكبير > كانت اليمن وفقا للمتابعين للشأن المحلي واحدة من أكثر بلدان العالم تأثراٍ بالارهاب وتعرض اقتصادها جراء هذه الظاهرة إلى خسائر فادحة دفعت وما زالت تدفع اثمانه باهضة على حساب موارده التحتية ومسيرة نموه المتعثرة ناهيك عن الشلل الذي اصاب قطاعات السياحة والاستثمارات ومن أبرز الخسائر التي واجهها الاقتصاد اليمني جراء ظاهرة الإرهاب وفقا لخبراء اقتصاد انخفاض عائدات النشاط الملاحي في مختلف الموانئ نتيجة لارتفاع اقساط التأمين على البواخر وتعرض القطاع المالي والمصرفي لاضرار وهزات اقتصادية نجم عنها خسائر كبيرة إضافة إلى تجميد الكثير من المشاريع الخدمية والانمائية إلى جانب أن كثير من الشركات الاستثمارية وأصحاب رؤوس الأموال احجمت عن تنفيذ مشاريعها الاستثمارية مما تسبب في ضياع العديد من فرص العمل وبالتالي ارتفاع نسبة البطالة والفقر بين أوساط المجتمع وهو الأمر الذي يعد بمثابة توفير رافد هام لتغذية منابع الارهاب والتطرف. قصة طويلة > وتعد حكاية الإرهاب مع اليمن طويلة فقد بدأت في التسعينيات من القرن الماضي حيث أصبحت الجمهورية اليمنية هدفاٍ أساسياٍ للارهاب ولابد هنا أن نشير إلى حادث استهداف المدمرة «كول» في ميناء عدن وقع قبل نحو عام من هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الاميركية في 2011م وبعد حادثة المدمرة في أكتوبر من العام 2000م وما سبقتها من حوادث إرهابية أصغر حجما شهدت البلاد عشرات الأحداث الإرهابية وما تزال إلى يومنا تتعرض إلى المزيد من هذه الممارسات التي باتت تتخذ اشكالا شتى ولم تعد تتوقف عند استهداف مصالح الدول الغربية. معالجات حتمية > ابرمت اليمن اتفاقات ثنائية مع بلدان المجتمع الدولي والدول الكبرى لمكافحة الإرهاب في إطار التحالف الدولي هذه الظاهرة الخبيثة غير أن هذه الخطوات لا تزال قاصرة وغير فعالة إذ لا بد كما يرى المحللون السياسيون ايجاد شراكة فاعلة مع المجتمع الدولي ليس فقط لمحاربة الإرهاب بل لمعالجة آثاره والتغلب على النتائج السلبية والضرر الاجتماعي والاقتصادي الذي تخلفه عمليات الحرب على الإرهاب والعمل على بناء اقتصاد وطني قوي تتوفر من خلاله فرص العمل للشباب وبالتالي تحصينهم من أي دعوات واستقطابات من قبل الجماعات المتطرفة وبدون ذلك سيظل منبع الإرهاب جارياٍ وبوابة سهلة أمام الضائعين والباحثين عن العمل ولقمة العيش.